صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

اعتصموا بالله والوطن ودعو الفتن

22

حروف ذهبية
د. بابكرمهدي الشريف

× تقوم الثورات على الملوك والحكام منذ أن خلق الله البسيطة والبشرية بواسطة فئات من المجتمع، ولكنها تبقى ملكا للكافة بلا استثناء، لأن الضرر كان قد عم وأن الإصلاح يحتاج لجهود العامة، بلا إقصاء أو امتنان أبدا أبدا.
× وفي السودان كل تجاربه السياسية تتحدث عن ذلك منذ الاستقلال، مرورا بإكتوبر وإبريل الأول والثاني، فكان الناس يتوافقون رغم الغلظة والاستقطاب لكنهم يتواضعون للمصلحة العامة للبلاد والعباد بكل تأكيد ويقين.
× اليوم قاد الشعب السوداني ثورة قوية اقتلعت حكم المؤتمر الوطني من عروقه، بصورة لم يتوقعها أي مراقب، لما للنظام المدخور من مؤسسات وجذور عميقة غاصت في باطن البلاد ثلاثين عاما، ولكن الله القادر قد انتزع الملك منهم في عشية قبل ضحاها.
× كل الشعب السودان ضاقت به الدنيا الواسعة بسبب الحكم غير الراشد، فحرم المواطن من ماله المؤمن بالبنوكة فزاد الجرح ألما وتاه الطالب واصطفت الجموع لجل القوت في صورة فبيحة وكريهة.
× إذن كل الشعب السودان ذاق المر، واتجهجه في حياته وتلاطمته الأمواج العاتية، حتى كاد ييأس من حل قريب، ولكن الله الذي لا تأخذه سنة ولانوم، صخر الدوائر وحلحل العقد فانبلج الصباح وارتاح الناس.
× نعم نجحت الثورة ونال الشعب مقصده وغادر البشير الكرسي الوسير، وآل الأمر للشعب ورجال القوات الملسحة، الذين أمنوا ذهاب الحكم السابق وأسسوا لحكم قادم ولكن ماذا بعد؟
× الرأي عندي هو، أن معظم التصريحات التي تصدر من بعض المكونات للثورة، وكذلك بعض الجهات الأخرى، لا تشير بسلام قادم ولا استقرار منشود، لأن البعض لا يعلم مدى تعقيد التركيبة السودانية، والتي لا يمكن حكمها بمزاج واحد أو جهة واحدة أو فكر واحد.
× إذن لا بد أن لا يحاول أي حزب أو اتحاد او تكتل أن يتبنى هذه الثورة ويريد اقصاء الآخر، غير حزب المؤتمر الوطني وخاصة في الفترة الانتقالية.
× كل الاحزاب والقوة السياسية والنقابات والجهات، عدا حزب المؤتمر الوطني ينبغي أن يجلسوا على صعيد واحد ويتفاكروا بجدية، ولا يكون في ضميرهم أمرا ، غير مرضات الله ومصلحة الوطن الكبير وحسب.
× أي شخص يحكم عقله ويقدم المصلحة العامة على الذاتية ويصدق النوايا ويهتدي بهدى الرحمن فلن يضام ولن يخيب مسعاه، وسيجد القبول عند العامة والخاصة ويفلح عمله.
×والأمر الخطير في هذه الثورة هو عدم توافق المكونات السياسية فيما يخص رؤية المستقبل ، فكل حزب ومكون يريد أن يكون هو الأوحد المسير للأمور، فهذا نوع من العبط، فمهما كانت قيمة جهدك ومهما كانت قدراتك ومساهماتك في الثورة، فهذا قد يميزك، ولكنه لن يملكك الأمر كله بلا شركاء.
× والأمر الأخطر والغير مقبول هو، عدم احترام أعضاء المجلس العسكري،ونقرأ ونطالع صباح مساء كتابات غير لائقة برموز السيادة فالجيش هو المؤسسة العامة، التي لا يتبغي التطاول عليها والتقليل من قيمتها، وعلى وجه الخصوص الجيش السوداني، الذي ظل على الدوام يقف مع رغبات المواطن، وخير دليل موقفه اليوم مع الثورة وانحيازه الكامل لها.
ذهبيـــــــــــــــــــات
× استمعت للقاء التلفزيوني الذي تم مع سعادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان، رئيس المجلس العسكري الانتقالي.
× وضح لي أن الرجل مرتب وصادق وغير متعجل ، ويدير الأمور بوعي ودراية.
× نأمل أن تتعاون معه القوى السياسية المتنوعة والمختلفة حتى يكتمل العمل.
× أكد البرهان أن الأحزاب قدمت لهم أكثر من مائة رؤية لنظام الحكم الانتقالي، دا اسمو كلام.
× سيسجل التاريخ أن تجمع المهنيين هو الذي تصدر الثورة وقادها للنجاح.
× سيحفظ التاريخ للحرية والتغيير تضحياتها ووصبرها حتى نجحت الثورة.
× سيحفظ التاريخ أن الجيش السوداني انحاز للشعب وأنجح له ثورته.
× وسيحفظ التاريخ أن كل الشعب السودان كان قد ضاق بما آلت إليه البلاد من عناء وضنك وفساد عظيم.
× لكن لن يرحم التاريخ الشعب السوداني كله إذا فرط في هذه الفرصة المتاحة.
× التناحر بين مكونات الثورة هو أقصر طريق للفشل لا قدر الله.
× لازم يفهم الكافة أن كل أهل السودان لن يفرطوا في الإسلام والأعراف، فنامل أن لا يؤخذ هذا الامر أمر فتنة.
الذهبيـــــة الأخيــــرة
× وعبر الذهبية الاخيرة لهذا الصباح نقول، يجب على كل أهل السودان بدون فرز أن يتعاونوا على الإصلاح، ويعتصموا بحبل الله المتين، وحب الوطن الكبير.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد