صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الإعداد كما ينبغي..!!

667

زووم

ابوعاقلة اماسا

الإعداد كما ينبغي..!!

* في واحدة من معسكرات المريخ الإعدادية التي عقدها بدولة الإمارات العربية المتحدة، في مطلع الألفية، واجه الفريق منتخب شباب دولة (أوزبكستان) وخسرها على ما أذكر بخمسة أهداف نظيفة، ورغم أنها لم تكن أكثر من مباراة تدريبية إعدادية جاءت ردود الأفعال عنيفة وساخرة ومحبطة، كادت أن تضع للفريق صفراً كبيراً في ذلك الموسم قبل أن تبدأ منافساته، وأمطرت الصحف ذلك الفريق بالسخرية وقللوا من شان اللاعبين كما يحدث بالضبط عندما يخسروا من متذيل الدوري الممتاز داخل القلعة الحمراء، ومع ذلك.. عاد الفريق وانطلق الدوري وقدم فيه واحدة من أنجح مواسمه.. بتفوق كامل على الهلال توج في الختام بلقب الدوري للمرة الثانية على التوالي.. والفريق الذي خسر أمامه المريخ إعدادياً بالخمسة شاهدناه في نهائيات كأس العالم للشباب وهو نفسه الفريق الذي تدرج ومثل كازاخستان في تصفيات كأس العالم للكبار وخرج من الملحق أمام خامس الكونكاكاف.. مايعني أنه كان فريقاً يمثل قمة مشروع كبير متعوب عليه ولا يقف وراءه مجرد متهجمين من الإداريين المراهقين كما يحدث عندنا في السودان.
* سقت هذه المقدمة وقد استحضرتها مع متابعة ردود الأفعال على خسارة المريخ إعدادياً أمام شباب الزمالك أو ناشئيه أو حتى براعمه، ففي تقديري الأمر لا يؤخذ بالصورة التي يتعامل بها الجمهور عندنا لأن مثل هذه المباريات لا تقيم فريقاً.. لا تقلل من مقامه ولا تزيده علواً ولو خسرها بخمسين هدفاً، ومن المفترض أن هنالك عمل فني منظم يجري تخطيطه وتنفيذه حتى إذا بدأ الموسم التنافسي كان الفريق في قمة جاهزيته بخيارات توفر التشكيل الأساسي مع بدائل مقنعة وجاهزة بدنياً لمواجهة تحديات الدوري ومفاجآته الكثيرة من إصابات وظروف إيقافات وبطاقات.. ومع الكورونا كذلك أصبحت الحاجة أكبر لعناصر إكثر وبجاهزية أفضل من ذي قبل.
* الخسارة في مباريات إعدادية لا تستحق كل هذه الضجة والتعليقات الإنصرافية.. ونتائجها كاملة لا تهم بشيء ولا تعطي مؤشراً سلبياً بالحجم الذي يستحق الشتم واللطم وشق الجيوب بقدر ما نسعى لأن نقتنع بأن هنالك مشروع جاد يهدف لبناء فريق يستطيع أن يحقق أرقاماً تفرض أفضليته محلياً ويستطيع أن ينافس معها خارجياً.
* المدرب نفسه، أياً كانت جنسيته يجب أن يطلع على مشروع النادي ويكون مؤمناً به ويسعى لمساعدة المجلس لتحقيق نتائج ترضي طموحات وتطلعات القاعدة الجماهيرية العريضة.. لذلك لا أرى أنه من الضروري الإستعانة بطاقم تدريب أجنبي في هذه المرحلة، لقناعة عندي بأن الكرة السودانية في الظرف الحالي تنقص منظومتها الكثير من الأساسيات في المفاهيم حتى يستقيم أمرها وتنسجم مع رفيقاتها في المحيط الخارجي، فهي – بحالتها الراهنة – متفردة حتى في تخلفها وتحتاج لحملة تصحيح كبيرة جداً حتى تكون مؤهلة لإستقبال مدربين وخبراء أجانب يستطيعون نقلها إلى مستوى المنافسات الخارجية بالشكل المطلوب.. وفي تقديري أيضاً أن ذلك هو السبب الأساسي الذي جعله تدور في فلك الإخفاقات لسنوات طويلة دون أن تفلح في تقديم مواهبها الكثيرة إلى عالم الإحتراف… ولأن الإحتراف في مفاهيمه الكثيرة وتفاصيله يبدأ بالأفكار وحرفية الممارسة ولا مجال فيه للهاشمية والإجتهادات التي يهدر فيها البعض وقتهم ومالهم.
حواشي
* كلنا تابعنا منتخب غامبيا في نهائيات الكاميرون وكيف أحرج المنتخبات الكبيرة وتفوق عليها، والمتابعون يذكرون جيداً منتخبها الذي شارك قبل سنوات في نهائيات الأمم الأفريقية للناشئين ومن ثم كأس العالم للناشئين، والآن تملك هذه الدولة مجموعة محترفين على مستوى الدوريات الأوربية فاق عددهم ١٥٠ محترفاً.. وهو دليل على أن هنالك اجتهادات لبناء مستقبل محترم.
* فريق الزمالك الشاب الذي لعب أمام المريخ يضم نخبة من نجوم المنتخبات المصرية من العناصر التي تم تكوينها في أكاديميات ومدارس محترمة، وسنشاهدها عما قريب ضمن نخبة المحترفين في الدوريات الخارجية.. يعني ذلك أنهم ليسو بالفريق العشوائي الذي يستهان به..!!
* الحقيقة التي يجب على كل السودانيين أن يستوعبوها ويقتنعوا بها… وبالأخص أنصار القمة السودانية وبعيداً عن مسألة المغايظات أننا بحاجة إلى عمل جاد ومتصل يتبنى عملية تصحيح مفاهيم وإعادة صياغة شاملة حتى نكون مؤهلين للوقوف بندية أمام الأهلي والزمالك..!!
* نحن لا نفعل ولو ٥% مما تقدمه إدارات الأندية المصرية في منهجيتها الإدارية لكي تنافس على المستوى الخارجي ولتحقق المكاسب التي نعرفها لمصر في خارطة كرة القدم.. ومع ذلك نحزن عندما نخسر إعدادياً أمامها..!!
* أهدرنا أربع سنوات في مناهضة مجلس سوداكال (أغرب شخصية تظهر في عالم كرة القدم) في تقديري الخاص، وفي هذه السنوات سخرت ٧٥% من مقدرات نادي المريخ في الصراعات، والآن يتفرغ معظم أنصار المريخ مع السوداكاليين لإفشال مجلس حازم مصطفى…!!
* بهذه الوضعية والمعطيات يجب ألا يحزن المريخاب لو أنهم خسروا من فريق (الجوهرة) الذي ينشط بدوري إتحاد الهلالية بشرق الجزيرة.. أو فريق السكة حديد من مدينة أبوزبد.. أو الإتحاد من تنقاسي.. لأن كرة القدم تخطيط وتنفيذ وانضباط وإحترام وإجتهاد..!!
* السيد آدم سوداكال يعتبر أكثر إداري عارض نفسه بنفسه.. فعل كل ما يمكن أن يخرجه من قلب جماهير المريخ إلى الأبد.. وعندما انقلبت عليه الأيام سار في طريق التخريب وتعمد التشويش على المشهد العام ببيانات يدعي عبرها كل مرة أنه الرئيس الشرعي..!!
* وفي المقابل خسر السيد حسن برقو إنتخابات الإتحاد العام في الضوء.. كما خسر العشرات من رموز الكرة السودانية من قبل واحترموا أنفسهم وانزووا وعادوا مرة أخرى عبر الصناديق، ولكنه طفق يمارس كل ما يؤكد به أنه بعيد عن الروح الرياضية وأنه كائن آخر قادم من خارج كوكب كرة القدم.
* ليس من مصلحة الإداريين الحاليين أن يفتحوا ملف الأخلاقيات في أجواء الكرة السودانية الحالية.. ولو طبقنا اللائحة كما يجب لما بقي من الموجودين في الساحة إلا من رحم الله..!!
* أقول هذا وأستغفر الله لي ولكم..!!

قد يعجبك أيضا
3 تعليقات
  1. إيهاب وهبة مكي-صحفي يقول

    الأستاذ أبو عاقلة أماسا تحية طيبة

    فعلا أنت تثبت لنا في كل يوم بانك من الصحفيين الرياضيين القلائل الذين يكتبون بعقلية واحترافية بعيدا عن أي التطبيل والتهويل.. واتفق معك في كل ما ذكرته في عمودك اليوم بعنوان:( الإعداد كما ينبغي)..

    وبالتأكيد كما ذكرتك في عمودك فإن االخسارة في مباريات إعدادية لا تستحق الضجة والتعليقات الإنصرافية، فالإفضل للفريق أن ينهزم في المباريات الإعدادية حتى يتعرف على مواطن الضعف ويعالجها بدلا من أن يحقق انتصارا زائفا لا يوصله لمواطن الضعف..

    اما المدعو آدم سوداكل نسأل الله تعالى أن يهديه،، هذه الرجل أكبر مخرب رياضي واعتقد أن وراءه أناس كثر يدفعونه دفعا ويزينون له الباطل لكي يحطم كيان المريخ.. ولكن هيهات بالمريخ قوي برجاله وأقطابه وجمهوره ولاعبيه وإعلامييه المخلصين.

  2. صلاح يقول

    يعني أسي بعد المسمارين بتاعين شفع الزمالك خلاص المرخرخ حا يبقي فريق عالمي ويحرز دوري أبطال أفريقيا؟
    التنطط من عتبة رئيس نادي لعتبة رئيس تاني وتكسير التلج في أبهي صوره !!

  3. أب ساروتا يقول

    لماذا الذي تستنكره علي السيد برقو كان مقبول من قبل للمجموعة التي تحكم اتحاد الكرة الآن ( كانوا يجتمعوا في الكاملين كثيراً و في مدني تارة وأخري في بورتسودان ) ولكن لم نسمع بأن كتبت منتقداً ما كانوا يقومون به ( أليس هذا سوء كيل ؟ ) دون الحشف حاشا وكلا لأنني أعلم أنك لا تجمع بين الخصلتين ولكن الميول تارة يجعلك تسوء الكيل ، وشكرا .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد