صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الاستمرار يولد العفن …

309

راي حر

صلاح الاحمدي

الاستمرار يولد العفن …

ثلاثة اشياء تعفن بالاستمرار الماء والدم والادارة …هكذا تعلمنا من سنة الحياة ومن بديهيات الطبيعة

فالمياه الراكدة التي لا تتحرك حتي لو بقذف الحجارة فيها تصبح ساكنة راكدة وقاتمة وتلجاء إليه الحشرات المائية بما فيها من الامراض ولا يقبل بها حيوان للشرب او حتي الاستحمام .
كذلك الدم حين يسقط علي الأرض يبقي ويتجمد ويختلط ويزول كرقائق عضوية من نفس خواص المياه الراكدة والدماء المسالة .
فاما الادارة الرياضية ادارة متحركة منعشة لمحيطها ومبدعة في قراراتها ومستحسنة اختياراتها ومتمسكة بمعايير الحكم علي الافراد وعلي التصرفات وعلي القيم ومنزهة عن الهوى وعن المصالح الشخصية والوساطات والمحسوبية وعن التطنيش علي الفساد وعلي الانحراف وفي ذلك التنزه عن الموبقات
ويكون للادارة الحقة السليمة حق السلطة علي موقع عملها
دون انتظار لنفاق اصحاب المصالح الشخصية او حتي شكر او اثني علي الواجب
كله هذه التعريفات بديهية ومعلومة للقاصي والداني في يعض مراكز القرار في الاندية والاتحادات والوزارات التي لها علاقة بالرياضة
ولعل ما نطالعه علي صفحات الجرائد وما نعانيه كأمة رياضية حباها الله بكل عناصر النجاح والتفوق .الا اننا اصبنا بادارات رياضية فاشلة لوجود شخصية واحدة هي (الكومبارس)
في زمن امانة الشباب بالمؤتمر الوطني والذي لا زالت عناصرها تنخر في جسد الادارة الرياضية
وخلفت ادارة العجز والشيخوخة والاستمرار (العفن ) دب في اوصال الرياضة
سمعنا عن مبررات الاستمرار في هذا المناخ كثيرا من الأقاويل
كان من يصلح لهذا المنصب ومن يصلح بديلا عن فلان او علان كل دوائر الادارة الرياضية اصبحت عقيمة لان لم تنجب الادارة الرياضية جيل بعدها وان كان اصبح مشوه
انتهي عصر خصوبتها وتعثرت في ولادة قادة وإدارة رياضية
وإداريين محترمين جدد .ولكن كل هذا تهدم واصبح وفي خبر حين لم تتحقق ثورة رياضية تنهي عهد من الشيخوخة والعفن والاستمرار في السلطة وتحقق ما ندعيه بان الاستمرار يولد (العفن) ولم يصدقنا احد للاسف الشديد انهارت مؤسسات رياضية بفضل الاستمرار لقيادات اكل منها الدهر وشرب توج علي راس الاندية من يملكون المال وليس لهم خبرات ادارية تساقط من الاتحادات من هم الاجدر بالمواصلة وزارات الشباب والرياضة المعنية بالتطوير مكبلة اتجاه ما يجري في الاتحادات المنشطية وزراء يمشون بالبركة اندية واتحادات عشعش فيها الفساد مفوضية ليس لها امرا بالفساد بالأندية
وزارة اتحادية لا يعلم وزيرها ما يجري في الاتحادات مدراء رياضة يدسون مستندات شكاوي من اجل المال .وزراء يفلحون في الاحتفالات والتكريمات

انهيار في كل الانشطة واستمرارية اداريين بعمر الحكومات اتحادات ناقصة العدد في الادارة يصعب عليهم شغلها
اندية لم توفق اوضاعها لعدم الخبرات عند الاداريين . انتخابات تكميلية لاتحاد عريق يطل من خلالها شخصيات من خارج العرف لضعف تجمعاتها

نافذة
نحن في عصر جديد نستبشر بقيادات رياضية جديدة علي كل المستويات جاءت بارادة انديتها
حتي لو كانت ضئيلة ولكن نتمني ان تكون تلك القيادات من قراء التاريخ ومتعظمي التجربة .ولديهم من الخطط والحنكة الادارية ما يستطيعون به قيادت الرياضة علي جميع المستويات .
من فجوة مظلمة وصلنا اليها نتيجة نظام استمر الي ان (عفن) في موقعه كثر من الاداريين الذين نود اقتلاعهم عنوة لتعود الادارة الرياضية بسماحة عنوان الثورة حرية سلام وعدالة .
نافذة اخيرة
فالوسط الاداري في السودان به القدرات الادارية الإبداعية بما لا يحصي من قادة ولدينا من الاداريين وامكاناتهم ما يستطعون ان يقفزوا بالأمة الرياضية قفزات يستحقها شعب الرياضة الا ان الاسباب وراء استمرار في الادارة أسباب مضمونة من هؤلاء الذين استمروا في الماضي والشامخون في مناصبهم فنرجوا ان يكون لدي الاداريين الشرفاء والوزراء المعنيين بالرياضة ما يمكنهم من مشاهدة الماضي وتحليله والعمل علي عدم عودته مرة اخري في صورة اعادة انتاج نظام ( عفن)
وهذا ما يخيفني
غدا نتحدث عن الخندقاوي والكوارتي وكيف جعلوهم خارج الشبكة في لجنة التطبيع ….؟!

….

قد يعجبك أيضا
تعليق 1
  1. صالح يقول

    ياخي عليك الله …اكتب لينا زي الناس …أو أسكت … الجماعة اللي اسمهم صحفيين ديل … عمرنا ما شوفنا واحد فيهم قعد يحلل في موضوع تحليل رصين علمي بحت .

    هسي ….. ما لقيت مفردات أجمل من ( عفن و ما عفن ) ديل ؟؟؟

    كلكم . دون إستثناء ..نجد كل كتاباتكم .. عبارة عن تلميع و تمجيد لشخوص و أفراد .. ( كتابة من أجل غرض معروف ).

    نجيك من الآخر … الخندقاوي .. لا يملك شي يستطيع أن يدير به…حتى هلال الحصاحيصا …ناهيك من الهلال العاصمي .. ما تخدعك دعايات الركشات دي … ( في النهاية هي ركشات و ليست ناقلات نفط و عابرة محيطات )

    أما الكوارتي .. فهو نفس الشي ،، لا يملك ..و إن ملك شيئاً …فلن يدفع منه شئ …عشان نكون واضحين …. ( حتى الكاردينال في النهاية ..رفع يده من الدفع و صار ليهو حاار )

    الزمن اتغير .. و صارت الأندية تدار بكثير من الأموال و تحتاج لمصادر دخل ثابتة من استثمارات عديدة مستديمة لا علاقة لها بجيوب الأفراد …( أعتقد أن أغلب من يسمون أنفسهم صحفيين ..يخشون و يتخوفون من مثل ذلك زمان ) .

    حتى المرحوم الطيب عبدالله نفسه ..ما كان ليستطيع إدارة أي نادي سوداني في مثل هذه الظروف التي نعيشها اليوم .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد