صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

البوشي ونموذج يوسف عبدالفتاح..!

795

زووم

ابوعاقله اماسا

البوشي ونموذج يوسف عبدالفتاح..!

 

 

* عادت عجلة الدوريات العالمية للدوران في معظم بقاع الأرض بعد توقف قسري بسبب جائحة كورونا، وبعد كبرى الدوريات الأوربية شهدنا عودة الدوري السعودي في الأسبوع الماضي، وكلنا يعلم أن السعودية من بين الدول العربية التي حققت نسبة إصابات عالية جداً، لدرجة أن إحصائية الإصابات في السودان خلال خمسة أشهر أقل من إحصائية الإصابات في مدينة سعودية واحدة مثل الدمام.
* عاد الدوري الإسباني والإيطالي والإنجليزي وكلنا يعلم أن هذه الدول الثلاثة كانت تتصدر إحصائيات الجائحة حول العالم، ولم يعد هنالك شيء مطروح للجدل على النحو الذي نشاهده ونتابعه عندنا هنا، وخلال هذا الماراثون المثير من بداية الجائحة وحظر التجمعات حول العالم وحتى الآن لم نسمع صوت وزير الشباب والرياضة في كل تلك الدول رغم أنها صاحبة إنجازات وإرث رياضي كبير، لم نسمع بوزير شباب ورياضة قد تدخل ليقرر في شأن دوري كرة القدم يستمر أو يعلق إلا عندنا هنا، حيث تقود ولاء البوشي معركة طاحنة مع إتحاد كرة القدم في شأن إستمرار الدوري.. وهو مايؤكد أن كل وزراء الرياضة هم من نفس عينة يوسف عبدالفتاح، يريدون إدخال الرياضيين في حظيرة تدار بالبونية والشلوت، والغريبة أنهم جميعاً يخوضون مثل هذه المعارك التي تنتهي بهزيمتهم.. ولا أحد منهم يتعظ ويتعلم من تجربة الآخر.
* أصدرت الحكومة في وقت سابق قراراً بتشكيل لجنة كواريء عليا للتعامل مع جائحة كورونا، ولكي تكون بمثابة غرفة لإدارة الأزمة، ومن المفترض أن كل ما يتعلق بالأمر يقع تحت مسؤولية هذه اللجنة.. هي التي تقرر فرض حظر التجوال ومنع التجمعات وغيرها من القرارات، ولكن.. وزيرة الشباب والرياضة السودانية، والتي لم نعرف عنها شيئاً حتى الآن منذ تعيينها، أرادت أن تستأسد بقرار منع عودة الدوري الممتاز، وبغض النظر عن صحة القرار أو عدمه نقول بالصوت العالي: ليس من حق الوزيرة أن تصدر قرارات بشأن الدوري الممتاز في وجود لجنة طواريء عليا.. وكلنا ننتظر القرارات من هذه اللجنة لنباشر حياتنا الطبيعية بلاقيود، علماً بأن بعض إجراءاتها غير مقنعة ولاتبدو أنها ذات جدوى لمكافحة كورونا.. فالأمر لم يعد سراً.. بل نتابع ما يحدث في العالم حولنا ونعرف أننا بعيدين في كل شيء.
* لماذا تريد البوشي إيقاف الدوري الممتاز؟… خوفاً على الناس من كورونا؟.. هذا الأمر لا يستقيم لأن الدوري الذي يشهد تراجعاً في نسبة المشاهدة والمتابعة لم يعد هو ذات النشاط القديم الذي يتدافع الناس نحوه بالصفوف الطويلة ويدفعون المليارات والأعمى شايل المكسر كما يقال، وأرى أن الإستادات أكثر مكان يمكن أن تفرض فيها إجراءات واحترازات صحية بعيداً عن التعنت والتعصب، والدورات والأنشطة الرياضية التي تنظم داخل الأحياء والحشود الجماهيرية الاي نراها في مواقف المواصلات وأمام ستات الشاي تحمل المخاطر أكثر من الدوري الممتاز.. فهل الشباب الذين ينظمون الدورات والتجمعات في ميادين الأحياء خارج مسؤولية البوشي وبروف صديق تاور أم ماذا؟
* نحن لا نريد أن ننصر طرفاً على الآخر، ولكن البوشي تقحم نفسها في معركة غير متكافئة مع جمهورية كرة القدم، وشداد يمثل أحد ولاة ولاياتها، وقد أكد من خلال أحاديثه بأنه سينصاع لقرارات لجنة الطواريء العليا ومع ذلك نجد أننا نعيد إنتاج أزماتنا بكفاءة عالية.. وتأتينا الوزيرة ولاء وهي تتقمص ذات شخصية يوسف عبد الفتاح (رامبو) وتفتعل معركة في غير المعترك.. ولو تذكرون معركة ذلك الرامبو مع قيادة إتحاد كرة القدم في عهد عمر البكري أبوحراز قبل عشرين عاماً، وكانت الوزيرة وقتها في مرحلة الأساس، والإنقاذ في قمة بطشها وصلفها.. وكيف تحطمت قوة السلطة التي تمثلها الوزيرة اليوم.. أمام قوة القانون الذي يمنعها من التدخل في تقرير مصير الدوري..!

قد يعجبك أيضا
تعليق 1
  1. محمد سر الختم يقول

    استاذ أبوعاقلة أنا من المعجبين بكتاباتك التي اجد فيها مجهودا مقدارا من تأصيل طرحك. ما كتبته اليوم تحت عنوان ( البوشي ونموزج عبد الفتاح يوسف ) لايشبه كتابتك وطرحك. التمس من الاطلاع على ما سطره الاستاذ معاوية عيسى اليوم تحت العنوان ( انتهى الدرس ) لتكتشف ان ما سطرته يخالف ما ذهبت إليه. واعتقد أن وزارة الصحة هي الجهة المعنية وليست لجنة الطواريء. مع كامل التقدير والاحترام.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد