صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

التحالف يبحث عن حكومة رمادية

26

في الهدف
أبوبكر عابدين

تمر الثورة السودانية بمرحلة مخاض عنيفة صعبة تتجازبها مشارط باياد كثيرة وكل طرف يريد للجنين أن يكون من جنسه
* قوى إعلان الحرية والتغيير صاحبة الحشد الجماهيري الضخم والابن الشرعي للثوار يريدها حكومة مدنية ديمقراطية قائمة على مؤسسات الحكم المدني لأربعة سنوات تخرج البلاد من وهدتها العميقة والتي تسبب فيها النظام البائد مع ضرورة تصفية مرتكزاته ودولته العميقة وتخليص الشعب من شرور.
*المجلس العسكري الحاكم والذي جاءت به الظروف وموازنات التغيير وجله من ازيال النظام المقبور ولكنه بكل تأكيد يسير وفق إرادة من أوصله إلى سدة الحكم ووفر له الدعم اللازم بكافة أشكاله.
* الطرف الثالث والذي يمسك الآن بأوراق اللعبة هو المحور الثلاثي (مصر السعودية الامارات) تحت المظلة الأمريكية بالطبع والذي يقوم الآن برسم ملامح الحكومة السودانية القادمة بما يحقق مصالحه كاملة في المنطقة.
* المحور المعني لايقبل بطرح قوى الحرية والتغيير المستند إلى الثوار المعتصمين بالقيادة العامة وذلك لمخالفته المبدئية لقوى المحور الثلاثي التقليدي المرتمي في أحضان المظلة الأمريكية .
* الحل المتوقع والجاري الآن هو ضرب تحالف قوى الحرية والتغيير بتقسيمه أولا ثم تفتيته، أولا بخروج القوى اليمينية التقليدية بعد أستمالتها واغراءها بالدعم المالي والمشاركة الفاعلة في السلطة القادمة، وحدث ذلك بالزيارات والحج إلى أبوظبي وروائح الفساد المالي بشراء المواقف من أطراف عدة ستلعب دورا مهما في إضعاف قوى الحرية والتغيير ، وسيأتي الدور الثاني من سيناريو التقسيم والتفتيت بأشاعة الفتنة والحرب الخفية بين البعثيين والشيوعيين والناصريين حتى يخلو الجو لتكوين حكومة رمادية اللون تمرر أجندة التحالف الثلاثي وترتمي كليا في أحضان ذلك المحور والذي وعد بالدعم الكامل وبذلك تكون مسرحية سرقة الثورة قد تمت.
* على الطرف الآخر توجد القوى المتأسلمة واحتياطي النظام البائد من الإخوان المسلمين والذي يستند على محور(قطر تركيا ايران )تحت المظلة الروسية وبالطبع حظه أصبح ضعيفا جدا ولكنه لن يستسلم بسهولة حفاظا على مصالحه.
* الشباب والثوار الذين قدموا التضحيات الجسام ولايزالون في الاعتصام فلاشك هم سلاح قوي وسيعمل المجلس العسكري ومن يقف خلفه على خلخلة ذلك الصمود الجماهيري حتى ينهار وبالتالي تنهار أحلامه في الحرية والعدالة والديمقراطية وبناء حكومة مدنية عصرية حديثة .
*سلاح الجماهير وسلاح العصيان المدني والإضراب السياسي هو سلاح مجرب وحتما سيقضي على أعتى الدكتاتوريات

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد