صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الخوف من النت جعل كل الهواتف غبية !!

46

بالعربي الكسيح

محمد الطيب الأمين

الخوف من النت جعل كل الهواتف غبية !!

* بعد أكثر من عشر سنوات عاد الشعب السوداني وبشكل جمعي لإستخدام الرسائل النصية عبر شريحة الهاتف بدلاً عن الرسائل النصية عبر الواتساب والفيسبوك وباقي القنوات ..
* تبادل الناس التهاني في العيد عبر الرسائل الهاتفية بعد أن تحولت هواتفهم الذكية إلى هواتف غبية وغبية جداً ..
* تحولت الهواتف الذكية إلى هواتف غبية قبل فض الإعتصام بحوالي ثلاث ساعات ..
* إكتشف الناس الآن أن الهاتف الذي يبلغ سعره (80) مليون تحول بقدرة قدر وأصبح في مقام الهاتف (الربيكا) ..
* تساوت الهواتف في الغباء عند جميع السودانيين ولم يعد هنالك كثير فرق بين (الأيفون والسامسونج والهواوي والسوني والربيكا والتلاتين عشرة) ..
* كلو أصبح (أعمى وأبكم وأصم) ..
* هواتف مثل الطوب ..
* لا فيس ولا واتس ..
* عاد الناس للوراء عشر سنوات وعادت الرسائل النصية بأمر المجلس العسكري ..
* ولا أظن أن هنالك دولة في العالم تقطع النت من مواطنيها لفترة تجاوزت الأسبوعين ..
* هذا ربما لم يحدث في أي دولة من قبل وقطعا لن يحدث وإذا حدث لن يكن المبرر (تهديد الأمن القومي) ..
* قطع المجلس العسكري خدمة النت لدواعي تتعلق بالأمن القومي ..
* والمعنى أن النت يهدد الأمن القومي ..
* الغريب في الأمر أن النظام السابق الساقط كان يسخر من النت ومواقع التواصل بل أن الرئيس المخلوع قد صرح أكثر من مرة وقال ان الواتساب لن يسقط الحكومة ..
* قالها البشير : (الفيسبوك لن يسقط حكومة بعمر الإنقاذ) ..
* ولم تمر أيام كثيرة حتى سقطت الحكومة عبر الواتس والفيس والشباب المفلفلين شعرهم ولابسين برمودات ..
* شباب جيل النت هم الذين أسقطوا الإنقاذ بعد أن أجبروا الجيش للوقوف معهم ..
* لا نهضم حق الجيش في التغيير ونقول أنه جزء من عملية التغيير ولكن الثورة قادها الشباب من الجنسين وكانت مواقع التواصل الإجتماعي التي سخروا منها جزء من هذا التغيير الذي تم حتى الآن ..
* هو تغيير لم يكتمل بعد ..
* طالما المجلس العسكري يخاف من النت قطعا أن التغيير لم يكتمل ..
* إذا كنا نتحدث عن الحريات فان النت هو أول هذه الحريات التي يتم إنتهاكها الآن ..
* قطع خدمة النت هي أكبر مصادر للحريات دون شك ..
* كيف يهدد النت الأمن القومي ؟؟
* هل النت يملك سلاح وبمبان ؟؟
* هل النت يحتل الشوارع ويروع المواطنين ؟؟
* الخوف من النت لن يحل مشكلة البلد ..
* وتكميم الأفواه سيزيد حالات الإحتقان ..
* إذا كان المجلس العسكري يخاف من إستخدام الشعب للنت في التنسيق والتداعي فان هنالك وسائل أخرى بخلاف النت تقوم بمقام النت ..
* وإذا كان المجلس العسكري يخشى النت إعترافاً منه بأن النت كان (رأس الحربة) في عملية الإطاحة بالبشير فان البشير نفسه جرب قطع النت ولم يجني خلاف السقوط ..
* قد تكون شركات الإتصالات مجبورة ولكن قطعا موقفها مخزي ..
* حل مشكلة البلد لن يتم عبر هذه الوسائل البدائية المتبعة الآن ..
* قطع النت سلاح جربه النظام السابق، مصادرات الصحف سلاح جربه النظام السابق، الإعتقالات والتعذيب سلاح جربه النظام السابق ..
* بل أن النظام السابق جرب كل الأسلحة بما فيها الأسلحة الفتاكة والثقيلة وكانت النهاية سقوط ..
* مشكلة السودان حلها يتمثل في إخلاص النوايا وتوحيد المقاصد والزهد في السلطة ..
* والذي يهدد الأمن القومي الأن هو ليس النت وإنما الدول الخارجية التى تحشر أنفها في أمورنا ..
* هذه الدول تلعب لصالح ورقها ولا تريد خيراً للسودان والشعب السوداني ..
* هذه الدول على الدوام تتمنى أن ترى السودان في أسفل سافلين ولذلك تراعي مصالحها في المقام الأول ..
* ولا أحد يراعي مصلحتنا ..
* النت لا يهدد الأمن القومي اللهم إلا إذا كان هنالك ما نخاف منه ..
* ثم ان النت شغال معانا أكثر من عشر سنوات لم يهدد فيها الأمن القومي ..
* المجلس العسكري يدرك تماما أن الثورة لم تحقق كل أهدافها ويدرك أن فض الإعتصام لن يكون نهاية الثورة ..
* وإذا كان مقتنعا بذلك يبقى من الأفضل أن يسهل عملية إنجاز كل أهداف الثورة ..
* الخلاص لا يكمن في التكميم وقطع النت وإنما في مواجهة المشكلة والعمل على حلها بواقعية وتواضع ..
* هنالك شهداء ينتظرون حقهم وهنالك جرحى ينتظرون حقهم ونظرية (الفات مات) لن تنفع في الأمور المتعلقة بالدم والأرواح ..
* وإذا رجع النت أو لم يرجع سيظل الإحتقان باقياً وستظل النار تحت الرماد ..
* ما لم تحل المشكلة ونواجهها بواقعية ستكون الحياة السودانية قنبلة قابلة للإنفجار في أي لحظة ..
* الخلاصة ان قطع النت لن يحل مشكلتنا السياسية ..
* و..و..
* والله في ..

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد