صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الداعية ( أبقوا عشرة على الهلال)

27

 

أصل الحكاية

حسن فاروق

الداعية ( أبقوا عشرة على الهلال)

ذكرت من خلال برنامج زمن إضافي بإذاعة (96) أن الطريقة التي أعلن بها المدرب المكلف لفريق الهلال هيثم مصطفى إستقالته من تدريب الفريق، ليس فيها مايدعو للدهشة والإستغراب، وأن المتابع لمسيرة اللاعب السابق من خلال الأزمات والصراعات التى كتب سيناريوهاتها واخرجها وحاز على بطولتها كان عنوانها العريض ( أنا أو الطوفان)، لم يفكر كالعادة سوى في نفسه، ولم يحاول الإنتصار سوى لذاته، ولم يكن يفرق معه كثيرا أن تحرق روما ، فقط ( الأنا ) المتضخمة بداخله تنتصر، ظهر قبل قرار الإستقالة بمظهر (الداعية) منتقدا الفيلم السوداني الحائز على عدد من الجوائز العالمية ( ستموت في العشرين) كتب ماكتب عن المجتمع السوداني التقاليد الأخلاق، ومايجب ومالايجب منصبا نفسه ( وصيا).
وقبل أن يجف الحبر الذي كتب به تعليقه التحريضي ضد الفيلم مطالبا بمنع عرضه في السودان، كان يقدم في مسرح الهلال عرضه المحفوظ ( سيدا وسيد أبوها كمان)، متوهما كعادته أنه الواحد الصحيح، وأنه قادر في وجود مجالس إدارات ضعيفة يقودها إعلام المصالح والتقاطعات، أن يفعل مايريد وقت مايرد ويغادر من باب البراءة والموقف ليدخل من نافذة ( نداء الهلال)، فقد عاد اللاعب الكبير السابق والمدرب الحالي لعادته القديمة بالوقوف في منتصف الطريق، لممارسة الضغط والإبتزاز العاطفي لمايتوهم أيضا شعبيته الطاغية وأنها يمكن تغطي على هذا السقوط الرهيب وهو يعلن مغادرة الفريق مستقيلا، ومتى؟ بعد وصول المدير الفني الجديد المصري حمادة صدقي، إختار التوقيت بعناية معروفة عنه في إدارته لصراعاته، ليترك متعمدا تدريب الفريق وهو يعلم أنه المسؤول الفني عن مباريات الفريق الدورية المتبقية ( 3 مباريات)، قبل مواجهة فريق النجم الساحلي التونسي الأفريقية، أختار التوقيت بعد ان وقف على تصريحات حمادة صدقي بأنه سيبدأ مشواره مع الهلال بمباراة فريق النجم الساحلي الأفريقي، إختار التوقيت ليحرج من؟ هو السؤال الذي وجد له إجابة ليحرج الجميع، إدارة النادي، المدرب الجديد، وجمهور النادي أو من وصفهم في أيام الدراما الشهيرة بـ (الطير)، نقرأ معا هذه الفقرة من الإستقالة لنعرف أن ما يكتبه (الداعية) لايمارسه على أرض الواقع، فقد كتب الرجل مايلي : ( وسنظل رهن إشارة الفريق متى ماكانت الظروف أكثر ملاءمة لمصلحة الأزرق تحديدا، وأبقوا عشرة على الهلال) .
ضحكت عندما قرأت هذه الجزئية، وتذكرت وصية إبراهيم السنوسي القيادي بالمؤتمر الشعبي عند إعتقاله قبل أيام وهو يوصي ( خلوا بالكم من الإسلام)، وهيثم الذي تعمد أن يضع الجميع في هذا الموقف الحرج، يواصل تكرار أداء دور ( الضحية) مرسلا أكثر من رسالة أنه غادر لأسباب لاتحتمل إستمراره ( لم يذكرها)، مثلما فعل عندما خذل الجميع بإنتقاله لفريق المريخ مفضلا بيع التضامن الواسع الذي وجده في سوق الأنانية وحب الذات.
أواصل

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد