صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الزلفاني .. تنويع الأفكار والأدوات

21

خارطة الطريق
ناصر بابكر

* أشرف الزلفاني على المريخ في (13 مباراة) منذ التعاقد معه قبل ثلاثة أشهر بواقع تسع مباريات في الممتاز (النخبة) ومباراتين في الكأس ومثلهما في البطولة العربية .. وخلال تلك المواجهات انتصر المريخ في عشر مباريات وتعادل في اثنتين وخسر واحدة مع الإشارة لأن التعادل مع الجيش السوري كان بمثابة انتصار باعتباره منح الأحمر بطاقة التأهل .. وبالتالي فإن المدرب وبالأرقام حقق (11) نتيجة ايجابية مقابل (2) فقط سلبية ليصل (حتى اللحظة) لنسبة نجاح (85%) وهي نسبة رائعة للحد البعيد بالنظر للظروف المعقدة التي تولي فيها التونسي الشاب مهامه من إعداد متعثر ووصول متأخر لطاقمه المعاون (يوليو) وتوقف لاعبين بسبب المستحقات وانضمامهم المتأخر للتحضيرات (حمزة وتيري .. وعدم سفر بكري للأبيض .. وتوقف الغربال لأيام .. ومطالب رمضان وجمال سالم وأحمد أدم في أوقات سابقة) مع برنامج مباريات ضاغط للحد البعيد .. ورغم ذلك يتواجد المريخ حالياً في صدارة مجموعة النخبة وفي نصف نهائي مسابقة الكأس وفي الدور الثاني لكأس العرب للأندية الأبطال وبالتالي لا يوجد مبرر واحد لـ(الهجوم العنيف) على المدرب الذي يمكن انتقاده على بعض التفاصيل أو تبصيره ببعض السلبيات لكن وصفه بـ(الفاشل) لا يمكن أن يكون مقبولاً لا بالمنطق على ضوء محصلته حتى اللحظة ولا بالأرقام التي تنفي عنه تلك الصفة مع العلم أن التقييم يمكن أن يبدأ نهاية الموسم بعد الوقوف على محصلته النهائية والتأمين على أن التقييم الحقيقي والمنطقي يفترض أن يكون بنهاية الموسم القادم بعد أن يحصل على فرصة الإشراف على الفريق منذ بداية الموسم ومنذ اليوم لفترة الإعداد وبعد أن يشرف على الإحلال والإبدال حال تم رفع العقوبات عن المريخ.
* يحسب للزلفاني خلال الفترة الفائتة وصوله بسرعة لتوليفة ثابتة وتحسين الجانب البدني للفريق وزراعة روح الانتصار وشغف الفوز في نفوس لاعبيه وصناعة أجواء أسرية رائعة في محيط الفريق وتجاوزه لمطبات صعبة للغاية على غرار مطب ضعف الإعداد ومشاكل المستحقات في أوقات سابقة إلى جانب فوزه بالقمة الأولي له كمدرب للمريخ مع الإشارة لأن النتائج كما أشرنا تقف في صفه.
* لكن ذلك لا يعني تجاوز بعض السلبيات أو عدم تسليط الضوء عليها خصوصاً وأن الكل ينتظر ويأمل (النهاية السعيدة) للموسم المتمثلة في (الفوز بثنائية الدوري والكأس) وهو هدف يتطلب أن يكون النظر (بعيد المدى) والتبصير بالسلبيات الموجودة ليتم تفاديها حتى لا يضيع كل المجهود الحالي هباء منثورا وتذهب النتائج المميزة الحالية مع الريح مع العلم أن الأندية الكبيرة ترغب دوماً في الأفضل وفي التحسن والتطور الذي لا يتم إلا بتصحيح السلبيات الذي يبدأ بالتبصير بها لعلاجها قبل وقوع الفأس على الرأس.
* المريخ تبقت له ست مباريات في الموسم الحالي مع إمكانية أن ترتفع تلك المباريات إلى سبع حال بلوغ نهائي الكأس .. وتلك المواجهات ستلعب في ظرف (21) يوماً ما يعني أن الأحمر سيلعب بمعدل مباراة كل ثلاثة أيام ومع التذكير بأنه سيخوض أغلب تلك المباريات في (نجيل صناعي سيء) في ظل إغلاق القلعة الحمراء باستثناء مباراتي الهلال ومريخ الفاشر فقط.
* الجدول أعلاه يمكن أن يشكل خطراً داهماً على المريخ حال مضي الزلفاني قدماً في الاعتماد على (فكرة واحدة وتشكيلة واحدة) في كل المباريات كما ظل يفعل منذ فترة ليست قصيرة، فمع التأمين على أن التوصل لتوليفة ثابتة أمر جيد، والعمل على خلق أسلوب لعب ثابت أمر إيجابي، إلا أن استهلاك تلك التوليفة وقتلها بالمشاركة في كل جولة في ظل برنامج ضاغط يمكن أن يشكل خطراً داهماً وسلاح ذو حدين مع التذكير بأن المريخ لدغ الموسم الماضي من ذات الجحر ليفقد ثنائية الدوري والكأس في الأسبوع الأخير جراء الإنهاك والتعب والإصابات التي أصابت التوليفة الأساسية، كما أن (الفكرة الواحدة) التي تستخدم في كل المباريات قد لا تنجح وتؤتي أكلها في كل جولة لأن قدرات المنافسين تختلف وحسابات المباريات تختلف حتى في المباراة الواحدة والأهم من هذه وتلك أن جاهزية عناصر المريخ وحالتهم البدنية والطبية والفنية تختلف بحسب ظروف عديدة، وبالتالي من المهم التنويع في الأفكار بحسب تلك المعطيات والظروف المحيطة لاختيار الأفضل لكل جولة وكل شوط.
* تسليط الضوء على خيارات الزلفاني على مستوي (العناصر) و(الأسلوب) يوضح أنه مدرب بفكر (هجومي) وهو أمر رائع ولا يمكن لوم المدرب عليه، وتسليط الضوء على كل المباريات التي أشرف عليها يوضح أن فلسفته الرئيسية وفكرته التي يراهن عليها هي (الضغط المتقدم والعالي) وهي فكرة رائعة ولكن .. ولكن متى ما كان الفريق (جاهزاً) من كافة النواحي لتطبيقها سواء من ناحية الجاهزية البدنية لكل المجموعة الأساسية أو من ناحية العناصر مع الأخذ في الاعتبار نقاط قوة وضعف المنافس، والثابت أن (الضغط العالي والمتقدم) يحتاج إلى لياقة بدنية عالية وفي برنامج كالذي يلعب فيه المريخ من الصعب المحافظة على (جاهزية وحيوية وطاقة) اللاعبين والإبقاء عليها في (حالة مثالية) لكل الجولات إن لم يكن من المستحيل، لذا لتستمر تلك الفكرة وتطبق في كل جولة، من المهم التنويع في الخيارات على مستوي التوليفة الأساسية لضمان توافر أكبر قدر من العناصر بطاقة مثالية وقمة الحيوية لينفذوا الأسلوب المطلوب، ولضمان (الاستمرارية) حتى الجولة الختامية في الموسم دون أن نغفل أن وجود ولو لاعب واحد في الملعب لا يقوم بالمطاردة والضغط والحركة يؤثر سلباً على الفريق ويجعل من فكرة الضغط المتقدم خطراً على الفريق.
* الضغط المتقدم يمكن أن يكون سلاحاً فتاكاً يدمر المنافسين .. ويمكن ببساطة أن يتحول لسلاح يفتك بالمريخ نفسه لو لم تكن العناصر الموجودة في الملعب في حالة بدنية مثالية وبعيدة عن (الإرهاق) ولو كان هنالك عنصر واحد ناهيك من أكثر عاجز لأي سبب كان عن الضغط والمطاردة لأن ذلك يعني أن المنافس سيحصل على مساحات واسعة وكبيرة في نصف الملعب الخاص بالمريخ وبالتالي بإمكانه تشكيل خطورة بالغة وفي هذه الحالة من المهم أن تتغير الفكرة للدفاع المتأخر والاعتماد على المرتدات وطالما أن الفكرة ستتغير يبقي من الضروري أن تتغير العناصر لاختيار عناصر تتناسب مع الفكرة الجديدة وتملك القدرة على تنفيذها.
* تجاوز السلبيات طريق المريخ ليحلو الحصاد.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد