مذاق الحروف
عماد الدين عمر الحسن
يقول أهل الاختصاص أن التناسب بين حجم العمل وبين درجة الأخطاء يكون طرديا في معظم الحالات ، وكلما كان العمل أكثر زادت نسبة الأخطاء فيه والعكس بالعكس ، ومن ذلك المقولة الراسخة بأن الذي لا يخطئ هو الذي لايعمل ، ويبقي الفارق أن هناك مجالات عملية يكون الخطأ فيها مؤثرا للغاية – كالأخطاء الطبية علي سبيل المثال – والتي قد تكلف حياة انسان بكاملها ، ومنها كذلك ما يحدث من بعض الجهات الرسمية الاخري .
الشرطة – لم تكن استثناءا علي ما سبق من حديث ، ومنسوبوها هم بشر في الاساس ويحتمل أدائهم حدوث بعض الاخطاء من حين لاخر ، وهي أخطاء لا يجب أن نحملها أكثر مما تحتمل وإن كانت عظيمة الاثار ، والحديث لايقتصر علي حادثة قتيل شارع النيل الاخيرة بل علي العموم .
في تقديري الخاص أن الخطأ الذي أودي بحياة الشاب سامر في حادثة شارع النيل هو خطأ مركب ويحتمل عدة احتمالات ، أولها أن انطلاق الرصاصة نفسها حدث عن طريق الخطأ وهو احتمال مستبعد ، وثانيها أن القصد توفر في عملية اطلاق النار ولكن حدث الخطأ في تحديد مكان الاصابة، أو أن الخطأ حدث من الأساس في تقدير حجم مقاومة القتيل لقوة الشرطة التي قالت أن القتيل تعرض لها وحاول ايذاء بعض أفرادها ، وعلي ذلك رأي قائدها– وهو ضابط صغير السن برتبة الملازم – أن يتعامل مع الموقف بالشكل الذي كان ، والراجح أن هذا الاحتمال الاخير هو الأقرب ، وهو ما أود الحديث عنه في هذه المساحة مستفيدا من سابقتين مشابهتين للحدث – أولهما حادثة عوضية عجبنا المشهورة والتي ماتت برصاص الشرطة ايضا بعد أن قدّر الضابط الذي كان يقود الحملة أن المجني عليها حاولت إعتراضهم أثناء تأدية واجبهم –وهو أيضا ضابط صغير في السن ويحمل رتبة الملازم .
أما الواقعة الثانية فقد حدثت في استاد المريخ وقد كنت من ضمن شهود العيان عليها حين وقع بعض الشغب من فئة قليلة من الجماهير ، ولم يكن الأمر بالمزعج بأية حال – إلا أن ضابطا صغير الرتبة والسن رأي أن يتعامل معه بالقوة وأمر جنوده باطلاق الغاز المسيل للدموع علي المدرجات حتي كاد أن يتسبب في كارثة عظيمة لولا لطف الله وعنايته .
الشاهد أن بعض القرارات الكبيرة تستلزم خبرة أكبر ، وبعض المواقف الحساسة يلزمها حسن التقدير والحكمة في التصرف ، وهو ما لا يتوافر دون شك عند صغار السن من الضباط ، والملاحظ أن معظم العمليات الميدانية التي تقوم بها الشرطة بمختلف وحداتها يقودها ضباط صغار في السن والرتبة العسكرية ، وهي نقطة لابد أن ينتبه لها القائمون علي الأمر في هذا الجهاز الحساس الذي قد تكلف الأخطاء فيه حياة البشر كما تقدم في بداية المقال .
ختاما نقول ، أن الحملة الاسفيرية التي تتعرض لها الشرطة هذه الأيام علي خلفية حادث شارع النيل بامدرمان حملة لا مبرر لها ، والشرطة السودانية فوق كل مستوي الشبهات ، ولا يستطيع أحد أن ينكر عليها مجهوداتها العظيمة في مكافحة الجريمة وتحقيق الأمن بالمجتمع ، ولا أن يغفل النجاحات الكبيرة التي ظلت تحققها طوال السنوات الماضية في كشف ملابسات العديد من القضايا والجرائم التي تبدأ غامضة في أولها ثم سرعان ماتتكشفخيوطها تحت قدرات أفراد الشرطةوكفاءة عناصرهاالمميزة فلهم منا كل التقدير .
مذاق الحروف
عماد الدين عمر الحسن
emadsogra@gmail.com
التطبيق
لزوارنا من جميع انحاء العالم من متجر قوقل
https://play.google.com/store/apps/details?id=net.koorasudan.app
17756 حملو التطبيق
على متجر apkpure
على متجر facequizz
http://www.facequizz.com/android/apk/1995361/
على متجر mobogenie
https://www.mobogenie.com/download-net.koorasudan.app-3573651.html
على متجر apk-dl
حمل تطبيق كورة سودانية لتصفح أسرع وأسهل
لزوارنا من السودان متجر موبايل1
http://www.1mobile.com/net.koorasudan.app-2451076.html
2,456حملوh
على متجر apkname
https://apkname.com/ar/net.koorasudan.app