الصبر… الصبر… الصبر

وكفى

اسماعيل حسن

الصبر… الصبر… الصبر

* بعد خروج المريخ والهلال من البطولة الأفريقية الحالية بخفي حنين.. بدأ التباكي من جديد على إخفاقاتهما وفشلهما المتواصل من عام لعام..
* قلت بدأ التباكي من جديد، لأنه نفس التباكي في العشرين عاما الماضية..!!
* نبكي ونثرثر ونجعجع، وتضحك علينا مجالس الإدارات بإقالة المدربين، وشطب كوتة من اللاعبين، وتسجيل كوتة… وننسى… ونبدأ مسلسلا جديدا من الأحلام الوردية… ونغرق في الوهم بأن شكلنا في العام القادم سيكون أفضل…
* ويأتي العام القادم بقديم معاد، ولا جديد يذكر..
* إخوتي جميعا….. باختصار…… لن تقوم لكرة القدم في بلادنا الحبيبة قائمة إذا لم نعوّد أنفسنا الصبر على اللاعبين والمدربين عامين أو ثلاثة على الأقل..
* لا يعقل كل ستة أشهر نشطب كوتة.. ونسجل كوتة.. ونقيل مدربا.. ونتعاقد مع آخر..
* الفرق التي تطمح في البطولات والأمجاد، تصبر على مدربيها ونجومها سنوات وسنوات.. وتجني الثمار الطيبة.. وتديرها مجالسها، لا جماهيرها، ولا إعلامها، إلا في حدود النصح والتوجيه والتبصير بالأخطاء…
* ثانياً….. دعونا نتفق على أننا نعج بالمواهب واللاعبين الذين لا يقلون مهارات عن أفضل اللاعبين في أفريقيا والشرق الأوسط… ثم نسأل…. لماذا يخفقون إذن ويفشلون في تحقيق البطولات، وفي الاحتراف في الدوريات الخارجية مثلهم ومثل بقية اللاعبين في الدول من حولنا؟؟!
* الإجابة ليست صعبة… فاللاعب السوداني يفتقد بدءاً لثقافة الاحتراف..
* وبالتأكيد ثقافة الاحتراف لا يولد بها.. إنما تغذيه بها مجالس قوية.. وإدارات كرة مؤهلة.. لا تجامله أو تهادنه إذا اعتقد أنه أكبر من النادي، وأن الفريق لا يمكن أن يستغني عنه..
* الحضري وقع مرة ضحية هذا الوهم.. فسارع مجلس الأهلي المصري إلى حسمه، رغم أنه لم يكن أفضل حارس في الفريق وحسب، إنما كان أفضل حارس في القارة السمراء.. والأمثلة كثيرة..
* باختصار…. عدم انضباط اللاعبين، وجهل المجالس بأهمية الانضباط، من أعظم الأسباب التي أضرت بالكرة السودانية في العقد السابق والعقد القبلو..
* أخيراً……. كاذب من يقول إن اللاعبين وحدهم سبب الإخفاقات المتواصلة… وأكذب منه من يرمي باللائمة على المدربين فقط…
* لو توفر للنادي… أي ناد… مجلس إدارة قوي شجاع كفء، فإنه يستطيع ضبط اللاعبين، والإصرار على بقاء المدربين أطول فترة ممكنة، مهما تكالبت عليه الآراء الانطباعية المتسرعة من الإعلام، أو الجماهير..
* ختاماً………… قضية الكرة السودانية أصبحت قضية… وحصر الأسباب التي تراجعت بها من الصعوبة بمكان.. ولكن لو أردنا الحد الأدنى من العلاج، فلنقتنع أولا بضرورة الصبر على اللاعبين والأجهزة الفنية فترة طويلة، ونحرص على فرض الانضباط وسط اللاعبين..
* وكفى.