صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

(الضرا) تقاليد رمضانية سودانية

179

تختلف العادات والتقاليد الرمضانية من مكان لأخر فلكل منهم طرق معينة لاستقبال شهر رمضان، فالسودان يتميز بعادة “الضرا” وهو تناول الإفطار في الطرقات الرئيسية وساحات الأحياء .
عادة أصيلة

هذه العادة تعكس بجلاء جود وكرم الشعب السوداني، فيتجهون للفطور في الطرقات تحسباً لوجود مارة ربما يكونون بعيدين عن منازلهم، أو وجود عزّاب في الأحياء قد لا يتوفر لديهم الوقت لإعداد الطعام بالطريقة التي يريدونها .

فقبل رمضان بعدة أيام يقوم أطفال المنطقة أو الحي،بتنظيف وتزين مكان الفطور بكل فرح وهمة، و يتبارون في استعراض مواهبهم في تصميم أشكال هياكل المساجد، التي تتكون من الطوب والحجارة ليكون بمثابة مكان محدد لهم خلال أيام الشهر الفضيل ويتناولون فيه وجبة الإفطار في جماعات ومن ثم يصلون المغرب .

فقبل الغروب بدقائق تجد الناس يتحلَّقون في جماعات خلال لحظات الإفطار لاصطياد المارة في “الضرا” وهو من العادات والتقاليد التي ما زالت تمارسها الأجيال .

والملاحظ أن سكان المدن يحتفون كثيراً بهذه العادة لأنها سنوية، في ظل شوق الجيران وسكان الحي لبعضهم نتيجة لغيابهم المستمر في الأيام العادية بسبب العمل .
تغيرات:

الباحث في التراث الشعبي صدام عبد الحليم قال لـ(خرطوم ستار) مع التغيرات الديموغرافية والاقتصادية التي شهدتها المدن في السودان، أصبح الضرا مُفعلاً في رمضان فقط، و (الضرا) تقاليد رمضانية عرفت في كل بقاع السودان المختلفة .

وفي الأرياف تنشط هذه العادة بقوة، وتابع بالقول: “في العاصمة الخرطوم تنشط هذه العادة أكثر في الأحياء الشعبية وتقل وسط المناطق والأحياء الثرية” .

يجتمع سكان القرى في الضرا لكل الوجبات، وربما يعود هذا لمتسع من الوقت الذي يتمتعون به أهل الريف إضافة للترابط الأسري عكس المدن الكبري .

وبعد دخول الإفطارات الجماعية والخيرية التي يقيمها بعض رجال البر والإحسان للصائمين في ساحات المستشفيات و الخلاوي والأسواق، تطورت فكرة الضرا التقليدية المتوارثة التي كانت في الأحياء والطرقات الرئيسية.
كرم :

المواطن بمنطقة الصالحة قمر الدين موسي قال لـ(خرطوم ستار) : “إن فطور الرجل داخل منزله أمر غير مقبول اجتماعياً، ويشير إلى أن هذا الشخص بخيل أو ضعيف العلاقات الاجتماعية،و (الضرا) تقاليد رمضانية لا يمكن نسيانها في بلد كالسودان ” .

ونبه إلى أن “الضرا” لا يختصر فقط على دعم الفقراء وعابري السبيل، بل يمتد إلى تقوية العلاقة مع الجيران والأهل ومناقشة قضايا المنطقة او الحي .

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد