صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

العادات الضارة

2٬748

قلم في الساحة

مأمون أبوشيبة

العادات الضارة

* من عاداتنا السيئة والضارة في السودان أسلوب تعزية أهل المتوفي والتي أصبحت عادات وتقاليد ثابتة.. بأن يقيم ذوي المتوفي سرادق للعزاء ليوم أو يومين أوثلاثة..
* ويتقاطر المعزون بالمئات من الرجال والنساء على مدار ساعات اليوم ويضطر أهل المتوفي لإعداد ثلاث وجبات كاملة للمعزين بمثابة ولائم مثل ولائم الأفراح.. وجلب كميات كبيرة من قوارير الماء البارد إضافة إلى تقديم كميات مهولة من الشاي والقهوة للمعزين هذا بخلاف ايجار الصيوانات والكراسي والمناضد والغسالات وكشافات الإضاءة..
* في هذه الأيام التي تشهد تدهورا اقتصاديا مريعا بالبلاد تبلغ تكلفة إقامة سرادق عزاء ليوم واحد على أقل تقدير حوالي مليار جنيه.. وهذا يعني إن ذوي المتوفي سيعيشون محنة حقيقية فوق محنة الوفاة.. وينطبق عليهم المثل (ميتة وخراب ديار)..
* خلال أيام الجائحة وحسب موجهات الإدارة الصحية درج الناس على إنهاء العزاء بانتهاء مراسم الدفن بحضور الرجال فقط حيث لا عزاء للسيدات إطلاقاً.. وبعدها يكون العزاء بالهاتف فقط للرجال والنساء.. وهذا هو الموجه الإسلامي الصحيح في المآتم..
* في بيت المتوفي إذا كانت الوفاة عادية وليست بسبب الوباء.. يمكن أن يتجمع أفراد عائلة المتوفي من الدرجة الأولى مثل الوالدين والأخوان والأخوات وأبناء المتوفي فقط.. على أن يصنع لهم الجيران الطعام.. ويتلقون التعازي من أهلهم بالهاتف..
* هذا الأسلوب فيه إيفاء بالسنة الكريمة ورحمة كبيرة لأسرة المتوفي بإعفائهم من النفقات الباهظة التي يكلفها إقامة سرادق للعزاء واستقبال جحافل المعزين هذا بجانب الرهق البدني الشديد لذوي المتوفي الذين يستقبلون المعزين وقوفا طوال ساعات اليوم دون نيل قسط من الراحة.. مع احتمال أن يكونوا قد ساهروا طوال الليل قبل حدوث الوفاة..
* رحمة بعباد الله والأسر الفقيرة ومحدودي الدخل ولتجنب نشر الأوبئة لماذا لا نغير عادات المآتم في السودان لينتهي العزاء بانتهاء مراسم الدفن وبعدها يكفي العزاء بالهاتف فقط.. علماً إن هذا الاجراء الديني السليم فيه اراحة حتى للمعزين من تكلفة مشوار الذهاب لمنازل العزاء بعد أن بلغت أجرة النقل داخل المدينة أرقاماً فلكية.. ناهيك عن تكلفة السفر من مدينة إلى أخرى..
* أما الميسورون أصحاب القصور والبنايات الشاهقة الذين يميلون لمظاهر البذخ والاسراف في المآتم فليعلموا إن ما يفعلونه حرام.. ومطلوب منهم اتباع اسلوب انتهاء العزاء بانتهاء مراسم الدفن.. حتى لا يروجوا للعادات الضارة بالمجتمع..
* لقد هدى الله البشرية بنعمة الهواتف الشخصية التي تيسر كثيراً في تقديم العزاء أو معاودة المريض من دون مشقة الحضور والارهاق البدني والمادي ومن دون الاختلاط في ظل انتشار الاوبئة.. فلماذا لا نحمد الله على هذه النعمة ونسخرها لما فيه الخير والصلاح..

زمن إضافي

* بحثت عن فتاوي عن عادة اقامة سرادق العزاء في المآتم فلم أجد لها أصلاً في الاسلام.. بل يمكن بالاجتهاد الوصول إلى تحريمها بسبب الأضرار البالغة التي تسببها للمجتمع خاصة عندما تميل للبذخ والتفاخر..
* وإليكم هذه الفتوى المنقولة.. (إقامة سرادق العزاء في المآتم من البدع المستحدثة المذمومة.. استقبال المعزين في السرادق ونحوه ؛ وذلك لأن المقصود من التعزية هي مواساة أهل الميت والقيام على أمرهم وتدبير أحوالهم، وما يتم في سرادق العزاء هذا لا يعد من قبيل القيام على أمر أهل الميت أو الاهتمام بأمورهم العامة والخاصة؛ ولهذا فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما مات جعفر قال: “اصنعوا لآل جعفر طعاما فإنه قد جاءهم ما يشغلهم” ومن يقوم بالتعزية في السرادق لا يصنع مثل هذا الطعام ولا يهتم بأمر أهل المتوفى ولا يسأل عن شيء من ذلك إلا مجرد الجلوس الصامت لسماع بعد آي القرآن ثم الانصراف بعد ذلك فضلا عن هذا فإن في إعداد مثل هذه السرادقات إتلافاً للمال وهو منهي عنه وقد يكون أهل المتوفى في أمس الحاجة إلى مثل هذه النفقات، وقد يدعو التظاهر أمام الناس إلى المغالاة في إعداد هذه السرادقات إلى تحميل أعباء مالية كبيرة على أهل المتوفى، وليس هذا من قبيل المواساة أو الاهتمام بأمرهم أو التخفيف عنهم).
* الفتوى اعلاه عن اقامة السرادق في الأحوال العادية.. فما بالكم مع الظروف الاقتصادية الطاحنة في السودان.. ومع انتشار الوباء وتوجيهات الطوارئ الصحية.. وفوق ذلك فالمعزون في السرادق بالسودان أصبحوا يتخذونها كمجالس للونسة والضحك والقهقهة والنميمة فهل هذا يرضاه الله.. بل واحيانا يحدث شجار داخل السرادق بين بعض المعزين من اصحاب الخلافات الشخصية أو السياسية..
* الحضور لمنزل العزاء يجوز فقط لتقديم مساعدة عينية أو مالية لذوي المتوفي.. ثم الانصراف الفوري..
* اتقوا الله يا أهل السودان وغيروا عاداتكم الضارة والمنافية للدين إلى ما فيه صلاح وفلاح وخير الأمة..
* أتمنى أن نجد الدعم والتأييد من قبل المواطنين لترويج هذا التوجه.. والله من وراء القصد..

قد يعجبك أيضا
3 تعليقات
  1. madani يقول

    ابو دليبه الليله حاسى بى شنو ؟ عايز تقيم سرداق عزاء للمرخرخ ولا شنو

  2. ود المدني يقول

    الله يصلح حالنا وحالك يا أخي.. استغفر من الإساءة للرجل في غيابه.

  3. صلاح يقول

    هههههه حاج أبو دليبة قلبها إيمانيات ووعظ وإرشاد…..!!
    ربنا يثبتك !!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد