صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

العنقالي

53

افياء

ايمن كبوش

لوصف اعلاه.. كان وصفاً وهمياً يتصدر جلسات ’’الاحاجي السودانية’’.. قبل ان تصنع الانقاذ من فسيخ اللا شيء ’’شرباتاً’’ يتكرعه الشعب السوداني بلا طعم ولا رائحة ولا عنوان.. فصار ’’العنقالي’’ هو ذلك ’’السياسي’’ فاقد الاهلية الاخلاقية.. وما اكثرهم.. تركوا اعمالهم الحقيقية وتفرغوا للعمل السياسي الذي يحقق مكاسب سريعة تقود مباشرة الى الثراء في بلد تجيد تفصيل القوانين مثل ’’الجلاليب’’ ويغلبها التطبيق.. لا لشيء غير ان ’’من اين لك هذا’’ يمكن ان تجر الكثيرون الى متاهات ’’اسئلة ليست للاجابة’’… لهذا ينبغي ان يأتي الصباح لنكتفي بالكلام المباح.

و’’العنقالي’’ كما في تجليات الكاتب العربي الكبير ’’ثروت قاسم’’ هو واحد من المذكورين أدناه أو مجموعهم كلهم: ’’يمكن توصيف العنقالي بأنه (نصف جاهل)، وهو أسوأ مكانة من الجاهل، لأن نصف الجاهل يؤمن بأن الأشياء هي الأشياء، وماهي كذلك. بعكس الجاهل الذي لا يدعي المعرفة بالاشياء، ويعرف حدود فكره. العنقالي (نصف حجر طاحونة) لا يمكن دردقته والإستفادة منه كحجر الطاحونة الكامل.. العنقالي شخص اناني يفكر في تحقيق مصالحه الشخصية حصرياً، ودون أي مراعاة لحقوق ومصالح الغير.. ’’العنقالي’’ شخص أحمق عدو نفسه وعدو من كان في سربه، فهو يضر بنفسه وبمن كان في سربه، بافعاله غير السوية وغير المنطقية.. ’’

تجاوز ’’العنقالي’’ السوداني تلك التعريفات التي كتب عنها ’’ثروت قاسم’’ حيثما أجمله ’’اكاديمياً’’ بأنه ’’نصف جاهل’’.. ولكن ’’العنقالي’’ السوداني هو ذلك الشاب الطموح الذي يطرق ابواب الجامعات من المشرق الى المغرب.. ولا يترك شهادة ’’طايرة’’ للماجستير او الدكتوراة الا واحصاها.. يضرب اكباد الابل من اجل المجد والسؤدد الاكاديمي.. ولكنه لا يتورع من ان يترك كل هذه الامجاد.. يطوي الاوراق والشهادات ليجترها مع احاديث الذكريات مع الصحاب.. ثم يحمل ’’عدة الشغل’’ ويأتي ليعمل في السياسة التي صارت ’’مهنة’’.. لها رواتب عديدة وحوافز مديدة وصولجان.. وهي لا تحتاج.. بالضرورة.. لاجتهاد ابعد من ’’الحنك’’ والقدرة الموحية على ’’الطق’’ والاقناع.. علاوة على حفظ اشعار ’’محمد الحسن سالم حميد’’ و’’محجوب شريف’’ و’’ازهري محمد علي’’ ’’ عندها تكتمل الصورة ويتأهل المتلاعبون بإسم السياسة من التمهيدي الى الدور الاول ثم المجموعات ونصف النهائي فيسقطوا دون البطولة لان للبطولات رجالها من اهل الرؤية والخطط والاهداف.. لا اهل المصالح الشخصية من الباحثين عن تغيير اوضاعهم المعيشية.. او اولئك الذين يحاكون المتنبئ في فرضية ’’الصيت ولا الغنى’’ وهي فرضية كاذبة تؤكد عدم صدقيتها تلك العربة ’’البرادو’’ التي شقت طريقها الى ’’الحاج يوسف’’ لتستقر..او تلك التي احتلت مكانها في الحي الخرطومي الجنوبي الوليد.. سئل الفتى عن سر التحول المفاجئ الكبير وعن مصدر ’’البرادو’’ ومن مولها.. فلم يجد غير الرئيس السابق للحزب الاسمر الشاب ليتكئ عليه.. ثم يضج ليل المدينة بتلك الرواية ويجيئنا الجواب.. وهل: ’’الحدية بقت تلد كتاكيت’’.

’’اقبض’’ يا سيدي.. ’’اقبض’’ واقدل فوق عديلك.. فالسوق مطلوق والقرار مسلوق.. والبلد مسروووووق.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد