الغزاة الجدد..!

زووم

ابوعاقلة اماسا

الغزاة الجدد..!

الكرة السودانية وعنوانها المعروف، وهما القمة الأم درمانية، وبكل ذلك التأريخ الناصع والسجل المليء بالأحداث والتقاطعات والمفارقات، جميعهم مقبلون على فترة عجيبة ستزداد وتتفاقم الدهشة فيها، ستشهد الكثير من المشاهد الدرامية، يُستخدم فيها المال لغة وحيدة وفجة بمنهج وثقافة السوق (خذ واعطني)، وتنتهي فيها الثوابت والقيم الجميلة، وتخسر الرياضة الكثير من خصوصيتها وربما تغير جلدها، ستختفى فيها الكثير من الملامح القديمة تحت وطأة المدرسة الميكافيلية الجديدة وممارساتها المستحدثة والمبتدعة.. وسيتحول الصحفيون بشكل أوضح إلى موظفين وخدام للأفراد وجنود يحشدهم كل ذو مال وسطوة، وترتفع شئون بعض الأفراد والقيادات وتشرئب أعناقهم بأنانية تامة وتعلو فوق شأن المؤسسات التي يمثلونها وتختفي مسألة المصلحة العامة وكل ما يتعلق بها … فترة لن يكون فيها دور للجمعيات العمومية والديمقراطية بشكلها الشفاف.. بعد التجارب الأخيرة التي أكدت استسلام جمهور الناديين تماماً للواقع الجديد وخنوعهم لسياسات الغزاة التي فرضت على حساب إرث قديم كان سائداً، والأسوأ أنه سيكون على حساب القيم الرياضية وكل قواعد اللعب النظيف.
* اللقطة ألتقطت على هامش إجتماع ربما هو الأول من نوعه.. جمع رئيس لجنة المنتخبات بالإتحاد العام، هذه الشخصية المثيرة للجدل والإستغراب، ورئيس المريخ (أمتز رئيس).. ورئيس الهلال الجديد، والذي كان ظهوره في حد ذاته حدثاً أدار الرؤوس، سحر فيه العيون بسيل من الإنفاق بعملات متنوعة..والمزعج هنا.. أن كل هذه المجموعة لو استثنينا الطاهر يونس لم تكن لها علاقة بالمؤسسات الثلاثة في الخمس سنوات الماضية، أو تحديداً لم يكن لديهم أدوار نضيفها إلى ذخيرة الخبرات في العمل الرياضي، إنما حملتهم جسور المال فعبروا إلى مناصب تنفيذية قيادية، ودفعتهم كذلك أسباب أمنية وسياسية ليكونوا في مواقع لم تكن في السابق متاحة لكل شخص حسب النسيج القديم وحزمة العادات والتقاليد.. لذلك.. سيكون هذا الغزو سبباً في تغيير قواعد اللعبة، وما حدث في الماضي سيكون نقطة تحول خطيرة، وربما أن ما سيحدث في المستقبل سيكون وبالاً على الكرة السودانية على وهنها على خلفية هذا الإجتماع الذي جمع سوداكال وبرقو والسوباط.. والثابت هنا أنه لا أحد من ثلاثتهم يملك الخبرة والحنكة والقبول ليلعب دور المخطط والمدبر لمستقبل الكرة السودانية في الناديين الكبيرين واتحاد الكرة، ولكن ما سيفرض على الرياضيين أنهم سيلعبوا دوراً مهماً في تحديد مسار مؤسسات كرة القدم، وكلهم هارب من أتون السياسة إلى عالم الرياضة ليأخذوا حظهم من الإغتسال في حماماتها.. وسنهتدي جميعاً بنظريات ميكافيللي (الغاية تبرر الوسيلة).. فاربطوا الأحزمة رجاًء.. فالكرة السودانية ستمر بمطبات جويه عنيفة، فإما عبرت إلى الأمام بهذه اللغة الخرقاء، أو سقطت وتحطمت واحترقت في مثلث برمودا أو غابات الأمازون… وحينها لن ننجو وإن (مسكنا الخشب).
* الطوفان قادم بفعل الغزاة الجدد.. والخلاف لن يكون في حداثة عهدهم بالوسط الرياضي.. ولكن ستكون العبرة بمنهجهم في العمل.. وكل من هذه الأسماء يعشق.. بل ويموت في البروبجيندا الخداعة.. ويستخلص لنفسه حاشية تقرع الطبول وتطلق الصافرات و؟(البروجي) كلما مر بالمكان.. وهذا الصنف سيغير الكثير من المفاهيم، وسيكون لزاماً على الرياضيين أن يقول الواحد منهم: أنه ذاهب لمملكة حسن برقو عندما يكون ذاهباً لإتحاد كرة القدم، والمريخاب سيتعين عليهم إعلان الجهاد إذا أرادوا فك الإرتباط بين ناديهم وسوداكال.
* أما نادي الهلال فإن الوافد الجديد سيضطر للظهور بوجه جديد.. حالما تتغير الأسباب التي دفعته لإقتحام الوسط الرياضي فجأة.. وهو الرجل الذي قرر فجأة أن يكون رياضياً في عمر يقترب فيه من الستين، في حين لم يعرف له أية خلفيات رياضية سوى إنتماء واهن للمريخ.. واضطرته أسباب غير ذات صلة بقبول رئاسة الهلال.
حواشي
* إجتماع مزرعة برقو يكشف عن تحالف جديد، وخطة للسيطرة على الكرة السودانية في مقبل الأيام.
* سيتحول ثنائي القمة وإتحاد الكرة من مؤسسات ترتبط بالشغف الجماهيري وقداسة الإنتماء والعشق والولاء إلى مجرد أداة تستخدم لتلميع الشخصيات وتحسين صورتها الإجتماعية.
* أمسكوا الخشب… إذا كان الخشب سيفيدكم.
* برقو الذي حاول التقليل من دور الإتحادات المحلية عندما اجتمعت لتبحث عن مصالحها، وأبدى ردود أفعال من يخاف على منصب أصبح ملكه بشهادة بحث.. سطع نجمه في إجتماع استضافه بمكان آخر غير مبنى الإتحاد..!
* أزمة المريخ الإدارية تحل داخل النادي وليس من إتحاد الكرة…. أزمة لم يستطع إدارتها كبار المريخ فإن شداد لن يحلها… فلاهو إضافة وظهير لسوداكال.. ولن يكون خصماً له كذلك.
* سوداكال خسر كل الذين حملوه على أكفهم إلى منصب رئيس النادي، والحلفاء الجدد لن يستمروا معه لفترة طويلة قبل أن يصلوا إلى ما توصل إليه الكندو وعلي أسد وغيرهم… والعلة هنا معروفة ومحفوظة.