صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الفيفا تحمي الفساد !

36

اللعب على الورق

جعفــر سليمــــان

الفيفا تحمي الفساد !

قطعاً عندما سييج الإتحاد الدولي لكرة القدم، اللعبة، والإتحادات التي تشرف عليها، بنظم وقوانين صارمة، لا تسمح بإختراقها من قبل أطراف أخرى لا علاقة لها باللعبة، كانت يهدف إلى تأطيرها داخل إطار يحمي أهدافها السامية، بما يتوافق ورسالتها ونبل مقاصدها.
· وقصد المشروعون هناك حماية الإتحادات الوطنية، من التدخلات الحكومية، والأجسام التي تمثلها، وأن تلعب كرة القدم بحرية تامة، دون أي تدخلات تفسدها، وتقلل من متعتها، ولم يتركوا مساحة لقانون آخر يمكن أن يسود بخلاف قوانين كرة القدم فقط.
· وهذا في مجمله وشكله العام، أمر ممتاز، وله أهداف راقية، لأن في تلك القوانين إضافة مؤثرة لتطور اللعبة، وجعل العالم كله منصهراً في بوتقه واحده، حتى صار الحديث الآن عن (أسرة كرة القدم العالمية) ، وأطلق على مقر الإتحاد الدولي لكرة القدم (بيت الفيفا).
· وبناء على هذه القوانين، وقف الإتحاد الدولي لكرة القدم حائط صد منيع ضد تدخلات بعض الدول، وبصرامة كبيرة، ولم يتردد المسؤولين من إبعاد كل دولة يثبت تدخل الجهات الحكومية في شأن كرة الكرة، ولا تعاد تلك الدولة إلى محيط الأسرة إلا بعد أن ترفع الحكومات يدها عن اللعبة.
· وكانت لنا هنا سابقة، قبل عامين، عندما أعلن رسيما عن تعليق نشاط إتحاد كرة القدم السوداني بسبب التدخلات الحكومية السافرة، إبان العهد البائد، ولم يرفع التعليق إلا بعد زوال الأسباب التي أدت إلى ذلك.
· وكثير من الدول العربية، والإفريقية، تعرضت لمثل تلك العقوبات، وقد طالها الإبتعاد عن بيت كرة القدم، ولم تعد إليه إلا بعد أن رفعت الحكومات يدها عن التدخل في شأن اللعبة.
· ولكن في المقابل كانت هناك جوانب أخرى لتشريعات الفيفا هذه فقد إستغلها بكل أسف بعض قادة الإتحادات الوطنية، ليتحولوا إلى أيادي باطشة، وديكتاتوريات فاسدة تفعل ما يحلو لها، ولا تستطيع حكومات الدول أن تردعها، لأن النتيجة الحتمية هي تعليق النشاط وإبعاد الإتحاد.
· وكثير من المسؤولين ببعض الإتحادات الوطنية، إستغلوا هذه الوضع، ليفسدوا ويمارسوا كل صور الإستبداد، كيفما شاء لهم، وأيضا قدمت العديد من النماذج لمثل هذه الممارسات الخارجة عن إطار الإخلاق.!
· ويكفي أن نشير فقط إلى كيفية سقوط السويسري جوزيف بلاتر، والذي كان أكثر قادة الفيفا تشددا في توقيع العقوبات ضد الإتحادات الوطنية التي تتعرض للتدخلات من طرف آخر بعيد عن كرة القدم، حتى خلنا أنه بلا سوءات.!
· ولكن سقط بلاتر وكل معاونيه، وعلى رأسهم الأسطورة الفرنسية ميشيل بلاتيني الذي كان يحلم بخلافة السويري على عرش الفيفا، ولكنهما الآن ورفقة آخرين على ذمة التحقيق حول قضايا فساد كبيرة وخطيرة.
· حتى على المستوى الإفريقي، يعاني رئيس الإتحاد الإفريقي أحمد أحمد كثيراً لأثبات عدم فساده والذي أثبت عليه، وصار الآن مثار تساؤلات على كافة الأصعدة، وقد إنهارت الصورة التي رسمت له عندما ، قهر إسطورة الكاميروني عيسى حياتو، مشكلا ظهوره مفاجئة غير متوقعة.!
· والنماذج كثيبرة بكل تأكيد!
· وما دعاني للحديث اليوم بإستفاضة حول هذا الموضوع، هو أن رئيس إتحاد كرة القدم السوداني يمضي في ذات الإتجاه الذي سار فيه كل من ضربنا به المثل، فهو الآن يمارس تسلطاً يتنافى مع نزاهة اللعبة ونقاء رسالتها، وقد تحول إلى دكتاتور لا يسمع إلا صوته، وحول كل من يعمل معه إلى مجرد (كومبارس)!
· شداد الذي تحميه قوانين الإتحاد الدولي ، هو أكثر من يضرب بتلك القوانين عرض الحائط، ويمارس فوضى غير مسبوقة، متمترساً خلف سياج الفيفا الذي يجعل المسؤولين في الدولة يتلفتون يمنة ويسرة قبل الخوض في ممارساته.
· ولكن بطبيعة الحال، هناك قضايا فساد لا يمكن أن تقف الدولة مكتوفة الأيدي حيالها، لكون الإتحاد الدولي يمنع التدخل، بل العكس، فإذا ثبتت حالات الفساد التي تحيط بإتحاد شداد، فإن الفيفا بلا شك ستنظر إلى الأمر بشكل مختلف، ولتحرك المسؤولين باحثين عن تلك الممارسات الفاسدة والتي إن ثبتت فإنها تعني توقيع العقوبات الصارمة.
في نقاط
· شداد وصل مرحلة تجاوز النصوص علنا، واللجوء إلى فرض رأيه القائم على الإجتهاد وما أسوأ إجتهاده بعد أن بلغ من العمر عتياً،
· النص يقول أن علاقة اللاعب تنتهي بناديه بنهاية عقده ، بينما دكتاتور الإتحاد يقول أن قراره المتجاوز للنص هو الذي ينفذ.!
· وأتى سيادته ببدعة مضاعفة الراتب الشهري للاعب لحين إنتهاء النصف الأول من الموسم.
· وهو بذلك ينصف اللاعب، ويخنق الأندية بمضاعفة الرواتب!
· هذه القرارات التي تأتي من دكتاتور الكرة السودانية يتجاوز بها نصوصاً صريحة، ويلغي بها وجود لجان تابعة له.
· وخروقات الرجل لم تنتهي عند هذه الحد، والآن الجميع في إنتظار ما رصده نصرالدين حميدتي من مخالفات ضد الرجل.
· والسؤال ماذا بعد هذه المخالفات، فهل يواصل أعضاء الإتحاد لعبة الصمت ويكتفوا بالسفر ونثرياته في مقابل مواصلة الصمت.!!
· والإجابة طبعأً معلومة سلفا ولا تحتاج منا إلى إجتهاد، وهو وضع غاية في السوء.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد