صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الكاردينال.. عشم ابليس في الجنة

21

افياء

ايمن كبوش

# لم يكن ضمن خططي أن أعود إليها وانا البعيد عن الديار والصحاب والسمار والمسار، حسبت أن الاستغراق في “الميديا الجديدة” التي تستهويني وتأخذني إلى عوالمها المتسارعة.. هو نهاية المطاف مع هذه المهنة العذاب، المهنة الصراط التي تأخذك لحما وترميك عظما لكلام الناس.. ولكن يكفيك منها يا سيدي ذلك الرصيد المتراص على خزائن البنك السري الذي يرتاده الأصدقاء والاعداء معا.

الكتابة عشق.. الكتابة حب.. الكتابة ادهاش وانعاش وارتعاش.. تلك التي ضد الرتابة… ضد الكآبة والأقرب إلى التفاعل والأخذ والرد.. ولكن هل هذا التعريف يكفي.. ؟؟.. (ناظم حكمت) الشاعر المصري الراحل لم يقل في (رقدته) الاخيرة مستشفيا قبل ان ينعاه الناعي… (ليس من فرط النيوكتين وحده تنتابني الذبحة الصدرية ايها الطبيب.. بل ان كل علتي هي انني لم اعد املك ما اقدمه لشعبي من حروف للتواصل).

من السهل ان تكتب والهلال منتصراً.. ومن السهل جدا أن تكتب عن الهلال والفريق منتشيا ومتمددا في كل المسامات.. لان الكتابة وقتها ستغدو مثل السهل الممتنع الذي كانت تكتب عنه الجرايد وتصف فيه طريقة الهلال الذي “يجضم الكفر” ويحيل المساحة الخضراء الى ألحان مموسقة, تسري, سريان الدم في بهاء الخلايا اللؤلؤ.. او سريان النيل منبعاً ومصبا.

اليوم قد تمارس الحروف هروباً متعمداً لان الجرح يمسك بالخاصرة.. الحزن يدفع رسم اقامته الدائمة في دواخلنا المستباحة بالشجن الاليم.. ما كان لي ان احزن من مآلات توقعتها.. وهي أن يفقد الكثيرون احساسهم بالهلال فقد كنت اقول لاغلب المتفائلين

بان قطار الكاردينال سينقلكم إلى المحطة التي تفتقدون فيها الاحساس بالهلال… لان وقوده لن يسمح له برحلات بعيدة.. لا نادي يرتاده الرواد.. ولا رئيس متاح في تواصله مع شعبه.. ولا مجلس غير مجلس الكومبارس.. ولا اجانب ينتزعون الآهات من المدرجات.. لا شيء يستحق الإجماع عليه الآن غير ذهاب هذا الكابوس.. أما احلام الحصول على البطولات الكبيرة, ايها الاخوة الكرام, لا يتم بالامنيات

والآمال والدعوات الصادقات كما قال الكابتن هيثم مصطفى قبل يومين في حواره المعلوم… الصعود الى المنصات لا يحدث ابدا بالصدفة, بل يحتاج لارادة غلابة , وثقة بالنفس وروح وثابة.. وان يكون هناك مجلس إدارة وجهاز فني مقتدر ونوع معين من اللاعبين، فهل هذا متوفر الان في الهلال، بالتأكيد لا.

صعب عليك أن تكتب والهلال في قمة انكساره.. يسهل عليك كثيرا أن تحمل فأسا وتحتطب من أن تعيد ذات الاسطوانة وكأنك تنتظر السماء أن تمطر ذهبا، عندما تنتظرون الكاردينال.. هذا هو عشم ابليس في الجنة أيها الأهلة.. قوموا لثورتكم يرحمكم الله.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد