صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الكهرباء للمواطنين… (عدادات مافي.. امسكوا قروشكم عليكم

18

افياء

ايمن كبوش

# لا خلاف.. ولا اختلاف.. بل اتفاق لا يتناطح عليه عنزان.. بأن قطاع الخدمات في السودان بصفة عامة.. يعد القطاع الأسوأ والاقبح سلوكا مع المواطنين من اغلب العاملين هذه القطاعات.. حيث يعطون المواطن إحساسا بغيضا بأنه مواطن من الدرجة الخامسة.. لا يعطونه أدنى اعتبار فيكلمونه بأرنبة انوفهم مع أن معاشهم من مأكل وشراب ومكاتب ومكيفات ومركبات.. من جيب هذا المواطن الذي يأتي إلى قطاع الخدمات بالدولة كمن يحمل حملا إلى حبل المشنقة.. يضيع وقته بين امشى وتعال.. ومع تطاول هذه الامشي وتعال لا يصل إلى النتيجة التي يريدها.

# يحدث هذا الإذلال للمواطن في أغلب المؤسسات التي لها تعامل مع الجمهور إلا أن قطاع الكهرباء يعتبر نسيجا وحده ويبدو أن هذا القطاع يعتمد على موظفين وعمال “معزولين عزل” يساوي التعامل معهم قطعة من جهنم وأحسب أن جهنم منهم أرحب.

# ساقتني قدماي قبل أيام قليلة إلى مكتب كهرباء أمبدة ود البشير لتخليص معاملة بسيطة في اعتقادي وحلها سهل ويتلخص في زيارة قصيرة الى عمود كهربائي ليعيد التيار الذي اعتصم بالغياب لاكثر من ثلاثة أيام.

# هذا المكتب الذي يجاور منطقة حيوية وهي السوق الشعبي ام درمان اهداني هدية قيمة اختبرت خلالها حجم صبري والاهم من ذلك خرجت بتلك الحكمة السودانية التي سارت أمامي.. (البشوف مصائب غيره تهون عليه مصيبته”.. كانت المكتب يضج بأصحاب الدكاكين بالسوق الشعبي وسكان الحارات الأولى لمحلية أمبدة.. يلاحقون المسئولين من مكتب إلى مكتب ويصرخون من سوء التعامل.. فمنهم من دفع مقدما نظير خدمة التوصيل ومنهم من لا يملك هاتفا ويجبره الموظف بالتبليغ عبر خدمة (٤٨٤٨) مع أن هذه الخدمة نفسها يتم الرد عليها بالمزاج كما قال أحد المهندسين بذات المكتب لأحد كبار السن الذي وجدته يشكو للمدير (المهندس قال لي تعال لينا بكرة لو لقيت مزاجي رايق بشتغل ليك) وهناك موظفة تصرخ في عدد من الحالمين ببدايات جديدة.. (امسكوا قروشكم عليكم عدادات ما عندنا).

# يا ترى ماذا فعل الشعب السوداني ليشقى في سبيل خدمة يدفع فواتيرها مقدما بعقد أذعان لا اعتقد بأن هناك دولة تحترم نفسها وتطبق الحد الأدنى من حقوق الإنسان.. يمكن أن تتعامل به ورغم ذلك تسوم مواطنيها مر العذاب من اجل خدمة غائبة.

# صدق الذي قال بأن شعب السودان موعود بالجنة.. حتى لا يعذب مرتين.. عذاب في الدنيا وعذاب في الآخرة.. انت يا الصابر وعند الله جزاك).

# منكم لله.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد