صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

اللهم اغفر لنا..!

41

زووم

ابوعاقلة اماسا

* أراد مجموعة من أصدقائي تكريم نجوم المريخ بعد العروض والنتائج الجيدة التي حققوها في الفترة الأخيرة، وطلبوا مشورتي ومساندتي في بعض الأشياء ولم أبخل، وأعتقد بحكم المتابعة أن لاعبي المريخ يستحقون منا ومن القاعدة الجماهيرية المساندة معنويا، لأسباب كثيرة.. منها أنهم تحملوا كل الضغوط ومضوا بإرادة الأبطال ليجتازوا كل الظروف والعقبات التي تعترضهم، ومتجاهلين الكثير من تلك الصعوبات، وكان الجانب المهم الذي حرصت عليه ألا يخصم أي تكريم من درجة تركيز اللاعبين ولا يجترهم إلى شيء يضر بمسيرتهم.. وعلى هذا الأساس اشترطت على المجموعة المكونة من القنصل حازم مصطفى ومتوكل صالح ودالجزيرة ومحمد الحافظ إدريس التنسيق مع مجلس الإدارة والقطاع الرياضي، وبالفعل اتصل صديقي وبن عمي محمد الحافظ إدريس بالأخ الكندو وشرح له الفكرة وتحصل على موافقته المبدئية واستحسنها وكانت إشارة للمضي في الفكرة..

* ولمزيد من الحرص أعدت فتح الموضوع مع خالد أحمد المصطفى رئيس القطاع الرياضي ونائبه هيثم الرشيد عقب مران قدامى اللاعبين بالجمعة، وشرحت لهما التفاصيل وكانت الموافقة وجاء اقتراحهما بترحيل الإحتفال من السبت إلى الإثنين نسبة لأن الفريق سيتدرب عشية السبت ويدخل معسكره مباشرة لمباراة الفلاح بالأحد.. وفي المقابل هنالك راحة بالإثنين..!
* نقلت الفكرة للثلاثي صاحب التكريم وتقبلوها، وفي ذات اليوم التقيت بالأخ علي أسد في دار النادي مساء وقدمت له تنويرا، ومن ثم اتصلت على الصادق مادبو.. شرحت له ماحدث لدعوته، وحقيقة إجتر النقاش معه أشياء كثيرة لم أسمعها طيلة مسيرتي الرياضية ومشواري المهني كصحفي سبق أن أشرفت على عشرات البرامج المماثلة، والتمست من خلال النقاش مع أربعة من مجلس الإدارة تباين في الآراء وعدم وضوح منفر جدا، برغم أنني محسوب على هذه المجموعة وأدافع عنها في مواقف كثيرة بناء على مباديء واضحة لا تقبل التغبيش، وشعرت بأن هنالك عقدة من إسم مزمل أبوالقاسم وحازم مصطفى.. ومع ذلك قبلت الطلب الغريب لمخاطبة المجلس كتابة..!
* لم أتردد في قبول ذلك برغم غرابة الأمر.. وحررت خطابا للمجلس فيه (طلب) لتحفيز نجوم الفريق ودعمهم معنويا، ولا أكذب عليكم أن التسريبات لم تتوقف.. وكثير منها تحدث عن رفض مجلس الإدارة للطلب.. مع أنهم وافقوا مسبقا وهم من حدد يوم الإثنين كيوم مناسب.. ولكننا انتظرنا حتى اجتماع المجلس ظهر الإثنين.. ومكثت بالمكتب التنفيذي وغادرت منه مباشرة إلى استاد الخرطوم لحضور مباراة الفريق أمام الفلاح… وبعد المباراة وقفت مع مجموعة من المريخاب قبل أن نغادر كآخر مجموعة من ستاد الخرطوم وحتى تلك اللحظة لم أتلق ردا.. لا شفاهة..ولا كتابة.. وفي اليوم التالي… وهو اليوم المحدد للإحتفال اتصل بي باكرا بن عمي محمد الحافظ وقال أن الكندو قد أكد له موافقة المجلس على حضور الإحتفال ببمثل منه مع اللاعبين… أخذت المعلومة على مضض ولم أناقشها إلا في مجموعة بها مدثر خيري.. المدير (التنفيذي) للنادي، وبعد مشاركتي بدقائق إتصل مدثر في هاتفي.. ولم يخذل توقعاتي بتاتا.. سألني بنوع من التعالي والغرور الأجوف: منو القال ليك المجلس وافق علي طلبكم؟… هممت بإطلاق ضحكة مشفقة على المريخ ولكنني حبستها في اللحظة الأخيرة وتمنيت أن ينهي مكالمته.. وقد فعل بعد أن نفى موافقة المجلس.. فاتصلت مباشرة بالأخ علي أسد وسردت له ما حدث، وكانت النتيجة أن استغرب موقف خيري وقال لي بالحرف: وافقنا وحددنا حضور مندوب من المجلس بعد استعراض الخطاب (الطلب)..!
* كانت هنالك معركة تدور في الخفاء بين فئتين شعرت بالقصف المتبادل حولي ولكنني لم أشأ الدخول فيها لأكون طرفا لأنني من دعاة الحوار.. ولكنني مندهش من موقف المجلس تجاه مجموعة أرادت أن تساهم وتلطف الأجواء وتعيد السكينة لمجتمع النادي وتدعم استقرار اللاعبين ماديا ومعنويا.. حيث أن اللاعب نفسه ليس بآلة يتم شحنها لتعمل.. بل هو إنسان من دم ولحم وقلب ينبض.. وقد ذكر الحديث الشريف في هذا المعنى: (ريحوا القلوب ساعة بعد ساعة، فإنها إذا كلت وقفت).. وفي رواية أخرى (إذا كلت وجفت).. وطالما أن التكريم لم يتعارض مع برنامج الجهاز الفني ولا يؤذي اللاعب في وقت راحته ولا يضر النادي بشيء.. لماذا لا نكون جزء منه وندعمه للترفيه والترويح عن اللاعبين وإخراجهم من أجواء الضغط العصبي والنفسي..!؟
حواشي
* سردت هذه التفاصيل لأنها كانت تجربة أكدت لي حقيقة أن المريخ في محنة حقيقية والأسوأ أننا كنا ومازلنا نتعامل مع بعض الأشخاص من ذوي الوجهين.. وهؤلاء هم الأخطر على النادي من أي أعداء آخرين..!
* والأخطر.. الأخطر هذا المدعو مدثر خيري.. فقد كنت أشفق عليه عندما يهاجمه الأخ الأستاذ مزمل أبوالقاسم.. وأتعاطف معه أحيانا بإعتبار أنه تقمص دور الإدارة الحديثة للعملية الرياضية.. وكنا مخطئين تماما..!
* لم نر شيئا منفرا من القنصل حازم مصطفى حتى نعترض خدمته للمريخ.. ولا نرى مبررا للأسلوب الغريب الذي يتعامل به المجلس معه..!
* هذا الرجل أراد أن يعيد قيد مجموعة اللاعبين مطلقي السراح فامتعض عدد من أعضاء المجلس ورفض البعض ووضعوا المتاريس.. وكأن المريخ دائرة مغلقة على البعض دون الآخر..!
* عندما غادر النجم التكت للإمارات للعلاج والتأهيل أهمله مجلس الإدارة وتولى أمره علاجا وإقامة وإعاشة ونثريات حازم مصطفى حتى عاد وانتظم وتألق.. لم يقدم مجلسنا الهمام صوت شكر للرجل.. بل تمسكوا ببعض الكلام المنقول دون أن يفتحوا باب حوار معه.. على الأقل بحكم أنه مريخي..!
* صدق المثل القائل: (جوا يساعدوه في دفن أبوه… دس المحافير)..!
* قلت من قبل أن الفقر ليس عيبا يعلق بسير الرجال.. ولكن الروح العدوانية والوجهين في التعاطي مع القضايا والمواقف عيب كبير.. وقاتل..!
* تعاطفنا كثيرا مع هذا المجلس مخافة أن نظلم من أراد تقديم خدمة للمجتمع المريخي.. ولكنهم إلتفوا على أنفسهم كالأفاعي ومارسوا الظلم على الآخرين..!
* من حسن حظهم أن الرافضين لهم مارسوا حقهم في الرفض بأخلاق.. وأسهموا في هذا الإستقرار الذي يعتقدون أنه من صنعهم..!
* لن يستطع أحد من أفراد هذا المجلس ألقول: أننا لم نحترمهم.. ولكن علينا بعد ذلك تحديد ما إذا كانوا يستحقون أم لا؟.. فهم لم يبادلوننا الإحترام بمثله..!
* قد يرتكب الإنسان أخطاء كثيرة في حياته.. ولكنه يعود ويستغفر الله ويجده غفورا رحيما.. ونحن نستغفر الله كثيرا أن ساندنا ودافعنا عمن لايستحق..!
* عرفوا أن مزمل أبوالقاسم والصدى ضمن المحتفى بهم فأعلنوا الموافقة ظاهرا… ثم سعوا لإفشال التكريم سرا..!
* نجح التكريم وازدانت قاعة هايد بارك بالحضور الأنيق من كل ألوان الطيف المريخي.. وتم تكريم اللاعبين بما يستحقوا.. وغاب مجلس الإدارة بأكمله فخسروا الكثير ..!

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد