صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الله لا عادكم

35

تأمُلات

كمال الهدي |

. كلما فقدنا أرواحاً عزيزة يخرج علينا أعضاء المجلس العسكري الانتقالي بأحاديث (خائبة) لا تشبه الثورة التي يدعون دعمها.

. تارة يقولون أن القتلة مخمورين.

. ومرة يحدثوننا عن مندسين.

. وفي أخرى تشير أصابع اتهامهم لبعض الملثمين الذين يصعب تحديد هوياتهم.

. وقد بلغ السيل الزبى.

. ولم يعد الأمر محتملاً ولا مقبولاً.

. وهذا الوضع المعقد يدخلنا ككتاب رأي في (جحر ضب).

. فنحن لا نرغب في تثبيط همة الثوار، بل نحس بأن دعمنا لهم واجب وطني.

. لكننا في نفس الوقت نشعر بحزن ومسئولية كبيرة تجاه هذه الأرواح التي تُزهق كل يوم بدم بارد.

. ولأن لأي أزمة مخرج أرى من وجهة نظري المتواضعة أن يعيد قادة الحراك النظر في أمر أساسي فيما يتصل بالعلاقة بهذا المجلس المتلاعب.

. فالإفتراض بأن التوتر الحاصل سيزول بمجرد اكمال الاتفاق بين طرفي التفاوض لم يعد تقديراً سليماً من واقع ما نراه من تقاعس للمجلس.

. وقد رأينا البارحة كيف أن المجلس بذل قصارى جهده وسخر العشرات من المركبات المدججة بالسلاح لحماية المخلوع وبعض اللصوص الذين احتشدوا بمنزل عائلته بكافوري.

. لكننا لم نر مثل هذه المركبات في حماية مواكب اليوم التي احتشدت لها الملايين.

. فماذا يعني هذا؟!

. المعنى واضح جداً وهو أن المجلس لا يعبأ كثيراً بحياة المتظاهرين الذين أجبروه على خلع من لا يزال يحظى بدلال عجيب هو وعائلته وبقية المجرمين الذين دمروا هذه البلاد.

. فأرجو ألا نخدع أنفسنا بتكرار الحديث عن التعجيل بالإتفاق.

. تجارب ومآسي الأيام الماضية أكدت أننا غالباً ما سنشهد حملات قتل أشد ضراوة عند اكتمال الاتفاق.

. فالإتفاق معناه أن اللصوص الأراذل الذين هتفوا بالأمس ( عائد عائد يا البشير) سيشعرون بدنو نهايتهم الفعلية.

. ومن المتوقع أن يدفعهم ذلك لإرتكاب المزيد من الحماقات.

. إذاً الأمر لا يتوقف على تسريع الاتفاق بقدر ارتباطه بجدية المجلس العسكري في حسم هؤلاء المجرمين السفلة.

. وكيف لنا أن نتوقع حسماً من مجلس لا تزال بعض قواته النظامية تمارس قتل المتظاهرين.

. رأيي أن قوى الحرية والتغيير مُطالبة بحسم هذا الملف بصورة قاطعة ونهائية بشكل منفصل عن الاتفاق حول الوثيقة الدستورية.

. أعلم أن الوثيقة تتضمن أموراً تتعلق بالأمن، لكن الأولوية يفترض أن تكون للمحافظة على أرواح السودانيين العزيزة.

. وإما أن تتأكدوا وتُطمئِنوا الثوار حول موقف المجلس من هذا الملف الحيوي والعاجل بشكل لا يقبل التأجيل ولو لساعات، أو تفضوا سيرة المفاوضات.

. فمن غير المعقول أن يستمر التفاوض مع هذا الإصرار المريب على القتل.

. وأنتم يا لصوص يا أراذل يا من هللتم بالأمس لكبير المجرمين ودعوتم لعودته نقول لكم ” الله لا عادكم” وسيأتي اليوم الذي تُحاسبون فيه على كل جرائمكم وسرقاتكم.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد