المريخ…الدعاية الانتخابية حاضرة..وملفات الاستاد وارض الحتانة محلك سر..وانتدابات علوق الشدة

كورة سودانية – حافظ محمد احمد

بمثل ما اعتبر كثيرون حازم مصطفى منقذا، ورئيسا لنادي المريخ، ووجد مؤازرة غير مسبوقة، وحظى بإجماع لم يتوافر حتى لجمال الوالي، إذا كان التخلص من سودكال بمثابة أمنية وهدف للجميع لذلك التف جل شعب المريخ حول حازم وبنوا آمالهم عليه، قبل أن يستفيقوا، على وقع امتنان غير معهود، وملفات شديدة الشبه بفترة سودكال، ليفتح حازم أبوابا جديدة، حتى وإن كانت لايمن أبجيبين الذي لا يعرف أن الجزولي نوح هو مهاجم الفريق، ولا يعلم إن كان عمار طيفور محور ارتكاز أو مدافع، وتلك حقيقة لكل من يعرفه، واستهل أيمن فترته تماما مثلما بدأها سلفه، واعاد قيد مطلقي السراح، إذ كان لحازم مساهماتك قبل أن يدخل مجلس الإدارة، فأيمن أنجز بعض الملفات، ولكنه سقط أسيرا للمحيطين به ممن لا يعلمون وبعضهم يعلم أنه لا يعلم ومع ذلك يدعي العلم، وبعض من لا يعلم ولا يعلم أنه لا يعلم ويدعى العلم والمعرفة، فتخبط أيمن هنا وهناك، وقبل فترة قصيرة من موعد الانتخابات، أعد أبجيبين العدة لمفاجأة الجماهير، في موقف مماثل لما يرد في بعض المسلسلات ، بحملات انتخابية قادها الهتيفة، والطبالين، ولأن الجو العام مهد لذلك فعين أيمن ابجيبين لرئاسة النادي عبر لجنة تسيير ثم عقبها فوزه بالانتخابات ليعود لقيادة النادي بصورة رسمية. وكانت تلك الوعود والشعارات الانتخابيه التي مازالت صداها يتردد فبعضها تبدد سريعا وأخرى في طريقها للزوال، بعد أقل من شهر واحد، يحمل في طياته مشاركة مفخخة في مجموعات الأبطال، كل ملامحها ومؤشراتها تؤكد أنها نسخة كربونية في كل شئ من نسخة سابقة كان الرئيس فيها سودكال، وأخرى كان بطلها حازم تتشابه فصولها تماما مع ما حدث في النسخة الحالية.

سيناريو مكرر..ومشهد معاد

تشابه سيناريو اختيار ملعب مجموعات الأبطال مع فترتي حازم وأيمن مبارك،، وان اختلفت بعض التفاصيل، ففي الوقت الذي حدد فيه حازم موقفه مبكرا، وكان اختياره للقاهرة وملعب الاهلي مخالف تماما لأبناء النادي فدفع الثمن غاليا، وكان تلك بداية لنهايته،وفشل أيمن ورفاقه في قراءة الأحداث، وانتظروا موافقة الهلال، ولم يسمع لحسن دريس الصوت الوحيد في مجلسه الذي كان يؤكد صعوبة موافقة الهلال الذي يخشى جماهيره ولن يغامر بإرضاء المريخ على حسابها، فأجبر على خيار الساعات الآخيرة، ليكون الأسوأ على الإطلاق ومتوافقا تماما مع كل المنافسين باستثناء المريخ، فملعب شهداء بنينا سيكون قاصمة الظهر للمريخ في مجموعات الأبطال، وما تجربة المنتخب إلا دليل وبرهان، وهو ما ستكشف عنه مباريات الأبطال، التي كان يمكن أن تكون مشاركة مثالية، بالنظر لظروف المنافسين وموقفهم، مقارنة بخبرات مهولة لنجوم المريخ، فالزمالك يمر بأسوأ فتراته، والترجي ليس في أحسن أحواله، وخبرات بلوزداد لا تقارن بالمريخ، ولكن لأن المجلس تقوده شخصيات لا علاقة لهم بإدارة الكرة فهم في طريقهم لإهدار فرصة نموذجية لتحسين تصنيف الفريق إن أحسنوا اختيار أرض المعركة لتتناسب مع فريقهم وليس مع المنافسين، وهو ما سيكتشفه الجميع بعد فترة قصيرة.

ملف الاستاد محلك سر..على ظهر نملة أو سلحفاء

ولأن الوعود سهلة، وكثير من جماهير المريخ جاهزة للبنج ، بعد فترة صعبة عاشتها مع سودكال وحازم، كانت الشعارات الإنتخابية حاضرة عبر تأهيل القلعة الحمراء، والتبشير بانتهاء العمل فيها في وقت قياسي، وبعد مرور أشهر ما تزال كل الأمور لا تبارح مكانها، باستثناء أخبار هنا وهناك، عن وصول النجيل، أو الكراسي أو غيرها لميناء بورتسودان، وسيبدأ القسم الثاني من الممتاز، وسيواصل نجوم الفريق المغلوب على أمرهم التنقل بين ملاعب كوبر والخرطوم، ووادي النيل، كل المؤشرات تؤكد أن الملعب لن يكون جاهزا لمباريات الدوري في القسم الثاني، وربما دوري الأبطال في نسخته المقبلة.

أرض الحتانة..وسراب بقيعة

كل الوعود والشعارات الإنتخابية ذهبت أدراج الرياح على غرار أرض الحتانة، ومن سمع الشعارات قبل الانتخابات توقع أن ينهض المشروع سريعا، وأن تبدأ فيه الخطوات الرسمية، ولكن على أرض الواقع لا أحد يذكر حاليا المشروع، ولا الاستثمار، كل ما يحدث لا يعدو أن يكون تخديرا، ناعما، بعد أن ضمن المجلس مقاعده، بطريقة أعد لها بعناية فائقة مبكرا جدا، قبل أن أن يمهد الطريق لأيمن مبارك لتقلد رئاسة لجنة التسيير السابقة.

الظاهرة الأغرب في عهد أبجيبين واسامه عبد الجليل

أسوأ ما فعله أيمن مبارك ومجلسه، تجريد قدامى اللاعبين من أي منصب، فمجلس الإدارة بأكمله يخلوا من أي لاعب سابق، وتخلص أسامه عبد الجليل من أمير كاريكا وحاتم محمد احمد معا، واستعان أسامه بسليمان بشير في قرار مفخخ قد يتسبب في إقصاء نهائي لواحدا من أخلص أبناء النادي، فأخطأ أسامه قد تقع على رأس سليمان،

إبراهومه فقط من يمثل قدامى اللاعبين، في منظومة المريخ الحالية وهو يعمل حاليا كمساعد ثالث، وجوده وعدمه سيان، فهو ما يزال متواجدا بالخرطوم، في وقت غادرت فيه البعثة قبل نحو اسبوعين، وقادها مساعد ريكاردو الأول، قبل أن يلتحق به الاخير.

فالديسكو كما تؤكد كل مواقفه وقبوله باي منصب بأنه يرغب فقط في التواجد بالنادي قريب من فريق الكرة ليتولى المهمة مؤقتا متى ما غادر المدير الفني، ومن ثم يكون مساعدا الذي يليه.
ويكفى الديسكو أنه تقلد شارة القيادة قبل أن يكمل 3 سنوات بالنادي، واستمر حتى عجز تمام عن الركض، وتقلد مناصب إدارية وعمل مساعدا لمعظم المدربين الأجانب ومنذ أن كان وليد الركراكي لاعبا في بواكير عهده، وما يزال إبراهومه مساعدا للمدرب وحتى قاد الركراكي منتخب المغرب لنصف نهائي كأس العالم، والديسكو يشغل منصب المدرب الثالث، ، وقطعا لن يرفض العمل حتى وإن كان ضمن كتيبة الطاقم الفني حتى وهو مهمش تماما مثلما حدث مع عدد من المدربين الأجانب ككلارك أو غيره.

أسامه مسح كيان كامل، وجرد من سكب العرق في الميادين، من حق مكفول لهم، عرفيا، وهو ليس منحه، أو إكرامية يهبها أسامة أو أيمن بل للاستفادة من خبرات تراكمية تفيد النادي، ويستحقها فعليا من سكب العرق، وأخلص للنادي، وضحى سنوات وسنوات، لمصلحة الكيان وليس لوافدين جدد لا يعرفون أن أن الجزولي هو مهاجم الفريق الأول أو من يسأل أي مركز يلعب عمار طيفور، المريخ يكاد يكون النادي الوحيد الذي يصنف من الكبار وتخلوا منظومته من أي لاعب سابق في مشهد لم يحدث إلا في عهد أبجيبين.

إضافات للمجموعات فقط

من يراهن على استمرار البرازيليين لبضعة أشهر لابد أنه يراهن على جواد خاسر، فإن كان برايان قد وجد معاناة حقيقية في اللعب على ملاعب كوبر والخرطوم، واستهلك الكثير من بودرة الأطفال قبل أن يرتدي جواربه تفاديا للتسلخات فإن مجموعة البرازيليين لن يتمكنوا من تقديم أفضل ما عندهم مهما امتلكوا من مهارة، فملاعب مثل الخرطوم وملاعب الولايات لا تساعد أي لاعب ماهر، يمكن أن يتحملها الأفارقة الأشداء، ولكن التعاقد مع البرازيليين يكشف بوضوح نوايا المجلس في سرعة التخلص منهم، بالسودان ليس مثاليا للحياة حتى لمن تربى وعاش فيه، فكيف يمكن أن يكون للبرازليين، انتدايات مجلس المريخ الحالي قد تكون الأسوأ فريكاردو يتحمل المسؤولية، غير أن المسؤولية الأكبر تقع على من اختار ريكاردو نفسه.