المريخ بلعب كورة

خارطة الطريق
ناصر بابكر

* وما يميز المريخ تحت إدارة يامن الزلفاني أنك لا تشعر لا بالقلق ولا بالغضب حال تأخر الفريق في النتيجة كما حدث بالأمس وكما حدث من قبلها أمام حي العرب بورتسودان في الدوري الممتاز، والسبب الذي يحول بينك والقلق أن الأداء الذي يقدمه الفريق يجعلك على ثقة تامة أن المريخ سيعود وينتصر، والسبب الذي يحول بينك والغضب أن المردود الذي يقدمه الزعيم يشعر أي متابع له بالرضا مهما كانت النتيجة وقناعتي التي أرددها دائماً أن الفريق الذي يلعب كرة قدم أنيقة وحقيقية ينبغي الثقة به مهما كانت النتيجة سواء المؤقتة أو حتى حال خسر في جولة لأن النتائج لا محالة ستأتي ويبقي الأهم أن يتطور الأداء ويتحسن وأن يكون هنالك عمل ملموس وكرة قدم حقيقية تقدم وهو ما يحدث في المريخ الحالي.
* شخصياً، مبهور للحد البعيد بالعمل الضخم الذي يقوم به الطاقم الفني الحالي في هدوء وصمت وبعيداً عن الأضواء، وما يجعلني مبهوراً أكثر سرعة ظهور بصمات الطاقم الفني (كاملاً) والذي نجح في تغيير شكل المريخ تماماً عما كان عليه في النصف الأول من الموسم والذي كان بعيداً جداً عن الجودة حتى وهو ينتصر، واليوم وبعد شهر واحد من عمل الإطار الفني تنتظر مباراة المريخ وأنت تثق بأنك ستستمع بما سيقدمه الفريق من أداء حتى لو لا قدر الله خسر النتيجة وتلك نقلة مذهلة وتطور رهيب في فترة زمنية قياسية.
* كرة القدم أساسها اللياقة والعامل البدني، لذا ما كان بإمكان أداء المريخ أن يتطور بتلك السرعة من مباراة إلى أخري، وأن يقدم تلك المستويات الأنيقة، وأن نشاهد الضغط العالي والرهيب لو لم يكن المعد البدني الروماني ماريوس صاحب قدرات مميزة للحد البعيد وكفاءة عالية في مجال عمله الذي فرض على محللي أبو ظبي الرياضية التنويه بالمردود البدني الرهيب للمريخ والذي جعل الزعيم يطبق أسلوب الضغط العالي على مدي 75 دقيقة بدون توقف مع العلم أن ماريوس وكما أشرت بالأمس بدأ عمله مع المريخ قبل شهر واحد فقط (الأول من يوليو) وهو مؤشر لأن القادم سيكون أفضل وأجمل متى ما عض المجلس عليه بالنواجز سيما وأنه حتى اللحظة لا يملك عقد رسمي يربطه بالنادي لا هو ولا المدرب العام العرفاوي الذي لا يقل تميزاً عن يامن الزلفاني وماريوس ومن الضروري للغاية أن يكون تأمين استمرارية الطاقم الفني كاملاً مع تحويل هوية مجيد سومانا من هاو إلى محترف على رأس الأولويات الإدارية فور عودة بعثة المريخ إلى الخرطوم.
* كل من يتابع المريخ خلال الفترة الحالية يتوقف سريعاً عند نقطتين رئيسيتين الأولي ميزة الضغط العالي في كل مكان بالملعب والذي يبدأ من الخط الأمامي، والثانية اللعب الممرحل وفلسفة الاستحواذ والقدرة على بدأ وتنظيم الهجمات وتناقل الكرات بسهولة ويسر ومهارة عالية وفي منتصف الشوط الثاني وفي أجمل لقطات المباراة تناقل لاعبو المريخ الكرة ولعبوا أكثر من 30 تمريرة مرت خلالها الكرة بين أقدام كل اللاعبين لتنتهي بحالة انفراد بالمرمي تصدي لها الحارس الممتاز أحمد مدنية وهي هجمة تعكس فلسفة وأسلوب وفكر الطاقم الفني مع الإشارة لأن الأسلوب الحالي محبب جدا للجمهور وفاتح للشهية وجاذب للغاية ويجد القبول والرضا من الجميع لأنه يضمن توفر المتعة والعروض الجميلة في كل الأحوال حتى لو كانت النتيجة غير جيدة والجمهور السوداني عامة يعشق جدا الكرة الهجومية والكرة الجميلة لذا أكثر ما أسعدني للحد البعيد ليس أن المريخ أنتصر خارج أرضه بثلاثية لكن أن (المريخ بلعب كورة) وهذا هو الأهم لأن ذلك يعني ببساطة أن النتائج لا محالة قادمة.
* الزلفاني والعرفاوي ترفع لهما القبعات في الإدارة المثالية للمواجهة بعد أن نجحا في وضع تكتيك فرض به المريخ أسلوبه ونجح في شل خطورة الجيش تماماً بعد أن حرمه من بناء الهجمات من الخلف بالضغط العالي كما نجح الطاقم الفني في شل المنافس ذهنيا ونفسيا عندما فاجأه بأسلوب هجومي كاسح حينما كانت تشير التوقعات إلى أن المريخ سيعتمد على الدفاع مع الهجمات المرتدة أو على الأقل سيلعب بتوازن لكن الزلفاني أختار الهجوم الكاسح بتوليفة وأسلوب هجومي وراهن في الدفاع على أسلوب الضغط المتقدم ساعده على ذلك العمل الضخم للروماني ماريوس في جانب اللياقة لينجح بذاك الأسلوب في تحويل الجيش لفريق عاجز تماماً وينجح في الوقت نفسه في استثمار نقاط قوة الأحمر ونقاط ضعف الجيش المتمثلة في بطء عناصره ليصل لمرماه مراراً وتكراراً بفضل الاستخدام المثالي للسرعة الفائقة للعناصر الهجومية.
* بعيداً عن التركيز على الأفراد، فإن المريخ قدم نفسه في أبهي حلة كمجموعة وكان الأداء الجماعي هجوما ودفاعا هو الأساس وهو سر تميز الزعيم مع التأكيد على حقيقة أن المريخ وكما ظللت أشير يضم أفضل مجموعة لاعبين في السودان على مستوي مختلف الخطوط والأهم أن تلك المجموعة يتم دعمها باستمرار بأفضل الدرر ويكفي ما قدمه آخر المنضمين للمريخ في التكميلية بقيادة حمزة داؤد في الدفاع ومجيد سومانا في الوسط والرهيب سيف تيري في الهجوم والمؤكد أن المريخ متى ما توافر له الاستقرار الإداري وحصل على الدعم الإعلامي والجماهيري الكامل وتم العض على الطاقم الفني بالنواجز فإنه سيتحول لقوة ضاربة.
* التحية لكل قطاعات المريخ إدارة وجهاز فني ولاعبين وجماهير ومن الضروري التذكير بأن ما شاهدناه بالأمس لم يكن سوي الشوط الأول وأن المريخ لم يتأهل بعد لأن هنالك شوط ثاني في القلعة الحمراء ينبغي التحضير له بنفس الجدية والروح والاهتمام الذي سبق لقاء الأمس والتذكير قبل ذلك أن المريخ وقبل لقاء الإياب تنتظره مباراة مهمة في الدوري الممتاز أمام الأهلي بملعب مروي والممتاز يعد هدف رئيسي للزعيم في الموسم الحالي.