صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

(المر) والرحيل المر

1٬731

راي رياضي
ابراهيم عوض
(المر) والرحيل المر

 

عم الحزن الديار الزرقاء أمس بعد ذيوع نبأ رحيل لاعب الهلال السابق عبدالله موسى (المر) إلى الدار الآخرة عن 70 عاما.
رحل (المر) بعد معاناة شديدة من المرض،الذي اتعبه وانهك جسده النحيل، لكنه تحمله بصبر وجلد وايمان.
لم يعرف الناس مرض (المر)، إلا بعد أن بلغ مراحل متقدمة، ونال منه واقعده لدرجة انه اصبح لا يقوى على السير لوحده.
صورة (المر) التي انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي قبل شهر، وهو يمشي متكئا على مرافقيه، مزقت القلوب وادمعت العيون.
لم يكن أحد يتوقع ان يكون الحال قد وصل بالنجم الكبير واللاعب الخلوق، الى هذه الدرجة، واغلب الناس لا يعرفون عنه شيئا.
لكن الذين عاشروا عبدالله موسى ويعرفونه جيدا، لم يستغربوا لذلك، لأن المر، رجل مختلف، وهو ليس من عينة الذين يسألون الناس ويطوفون حول مكاتب الاداريين ويتاجرون بالمرض.
كان يفضل الموت، وهذا ما حدث ، من أن يمد يديه أو يسأل احدا لمساعدته، لانه العفة تمشي على قدمين.
للمر تاريخ حافل في الهلال، ومسيرة ناصعة البياض توجها مع رفاقه بالعديد من الانجازات في فترة كان الهلال فيها سيد الساحة.
كان المر واحدا من الذين صنعوا تاريخ الهلال في فترة السبعينات، وكان من اميز المدافعين الذين لعبوا في خانة (الظهير الايسر).
ولأكثر من سبعة سنوات، احتكر خانة الظهير الايسر في المنتخب القومي السوداني بدون اي منافس.
شارك مع رفاقه العظماء قاقارين والدحيش وفوزي وكسلا وشواطين وزغبير وشوقي وغيرهم في فوز الهلال بكاسات الذهب.
وكان من ضمن القائمة التي نالت شرف المشاركة في مباراة سانتوس البرازيلي بقيادة اسطورة الكرة البرازيلية بيليه عام 1973.
في مباراة كاس الذهب الاولى التي فاز فيها الهلال بهدفي الدحيش النظيفين، وجد عبدالله موسى نفسه منفردا بمرمى المريخ في الدقائق الاخيرة، فبدلا من يسكن الكرة الشباك، جلس عليها ووضع يديه في خديه.
كثيرون اعتبروها حركة استفزازية منه وكانت تستحق الانذار ان لم يكن الطرد، لكنه اماط اللثام عنها عندما سالوه بعد المباراة .
قال المر، كنت ارغب في ان تنتهي المباراة بهدفي الدحيش، الذي كان بطل تلك المباراة ، وفارسها الاول، (منتهى الوفاء).
عاش المر مستورا، ورحل وهو راض بما اصابه من ابتلاء، ونسأل الله ان يجعل مرضه كفارة له من كل ذنب، وان يتغمده بواسع رحمته ويسكنه الجنة مع الابرار.
ان لله ما اخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى، إن العين لتدمع والقلب ليحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا لفراقك يا عبدالله لمحزونون.
آخر الكلام
يحل المنتخب الوطني لكرة القدم اليوم ضيفا على المغرب، في الجولة الاولى من مباريات المجموعة التاسعة ضمن التصفيات الافريقية المؤهلة لنهائيات كاس العالم .
يخوض المنتخب المباراة، بعد ان تم اعداده بشكل جيد بمعسكر الامارات الذي خاض خلاله مباراتين أمام النيجر خسر الاولى وكسب الثانية.
المستوى الرفيع الذي قدمه اولادنا في المباراة الثانية، والأهداف الثلاثة التي حسموا بها المباراة تؤكد ان هناك جهدا قد بذل في اعداد هذا الفريق.
لكن اعداء النجاح واصحاب النظرات الضيقة، حاولوا ن يفسدوا تلك الجهود بافتعال معركة في غير معترك.

صحيح ان المنتخب المغربي يعد من اقوى المنتخبات الافريقية، واكثرها خبرة في مثل هذه المنافسات، لكننا متفائلين بالخروج أمامه بنتيجة طيبة.
والخروج بنتيجة ايجابية في لقاء اليوم سيمنحنا الأمل بتصدر المجموعة والتاهل مباشرة للتصفيات النهائية، ذلك ان منتخبي غينيا وغينيا بيساو لن يقفا عقبة أمامنا.
امنياتنا لرفاق الغربال بالتوفيق في أصعب المهام.
وداعية:
منصورين باذن الله.

قد يعجبك أيضا
4 تعليقات
  1. احمد التجاني يقول

    رحم الله عبدالله الموسى رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء.

  2. ليت لجنة التطبيع تسن وترسي سنة إنشاء صندوق (يسهم فيه كل هلالي قدر ما يتسر له)..لتفقد أحوال قدامى النجوم لدعم من يعانون في صمت عفيف هو ديدن الشرفاء.لتقديم الدعم المناسب وبطريقة لا تخدش كبرياءهم.فهلال الحركة الوطنية هو الرائد.

  3. بدر يقول

    ربنا يرحمه ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون… إنت راجع نفسك بطل الحقد ألفي قلبك بين الحياه والموت غمضه عين

  4. Hajjam يقول

    اللهم ارحم عبدالله موسي رحمة واسعة وادخله فسيح الجنان وانا لله وانا اليه راجعون.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد