صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

المشاركات الأفريقية..طموح .. تخطيط .. أم عادة

352

مقال غير

عبدالوهاب جعفر

المشاركات الأفريقية..طموح .. تخطيط .. أم عادة

 

* طرفي القمة في تواجد قوي هذا العام بعد نتائج مميزة خارج وداخل الديار ، عدم الخسارة أو التعادل للهلال , ونتائج جيدة للمريخ, بما يشير إلي مشاركات إستثنائية لهذه النسخة من البطولة الإفريقية .
* درجت العادة مؤخراً أن تشارك أنديتنا أفريقياً بأربع مقاعد ، حيث شارك هذا العام الهلال والمريخ في بطولة الأندية الأفريقية الأبطال ، هلال الأبيض والأمل العطبراوي في البطولة الكونفدرالية ، وهذا التمييز لأنديتنا بين الأندية الأفرقية جاء نتيجة لحصادها وتميزها في السنوات الأخيرة حسب نظام الإتحاد الأفريقي وتصنيفاته .
* لو سلمنا بأن أندية هلال الأبيض والأمل ومن قبلها الخرطوم الوطني والأهلي شندي قد إكتفت بالمشاركة من أجل التمثيل الخارجي وإكتساب الإحتكاك والخبرات ومحاولات الذهاب بعيداً إذا أمكن ذلك دون المنافسة على نيل البطولات وذلك من واقع مستوياتها وإمكانياتها ، وليس في هذا منقصة لهذه الأندية ، فنحن نكن لها كل الإحترام والتقدير ، ونشكر القائمين على أمرها ، ونثمن مجهودهم ، وأمنياتنا لكل الأندية التي تلعب بإسم السودان بالتوفيق .
* فماذا نقول عن عملاقي القمة كما نحب أن نسميهما ، ومع كل هذه الإمكانيات المتوفرة ، وخبرة المشاركات المستمرة ، ووضع وإسم الناديين بين الأندية الأفريقية الكبرى ، وهذه الإضافات المميزة على مستوى اللاعبين الأجانب , ووجود الدعم الكبير والشراكات الذكية المتمثلة في الرئاسة الفخرية للناديين , ماهي الأهداف الحقيقية من هذه المشاركة ؟
* هل هي عادةٌ ؟ أم فرض عين ؟ هل هي للمشاركة والتمثيل الخارجي فقط ؟ أم المنافسة والذهاب بعيدا في هذه البطولة ؟ أم تستهدف نيل كأس البطولة كهدفٌ أساسي ؟
* أياً كانت هذه الأهداف إن وجدت ولنضع خطا تحت ~إن وجدت~ هذه ، هل تتوحد الرؤى داخل مجالس الإدارات لتحقيقها ؟ هل تعمل كل الأجهزة التي تخدم فريق كرة القدم من أجل هدف واحد ؟ هل هنالك مخطط إستراتيجي موضوع للوصول لهذا الهدف ؟ هل إستوعبت إدارات أنديتنا النقلة النوعية التي حدثت بإنضمام تركي ال الشيخ والتازي ؟ وخاصة الخبرات الكبيرة لتركي ال الشيخ .
* كيف لهذه الأندية أن تضع مخططات وأهداف وهي على هذا الحال ، مديراً فنياً وجهاز فني بالكامل يعين للناديين قبل أيام من إنطلاق البطولة, واحدهم يهرب لينضم لنادي منافس هربا من سوء الأحوال الإدارية .
* لجنة تطبيع معينة لفترة محدودة ، ونادي آخر إنتهت فترة مجلسة قبل أن تبدأ المنافسة ، وصراع بين أقطابه ، وكباره ، وفق مصالح بعيدة كل البعد عن مصالح الفريق .
* إعلام منقسم كل حسب هواه ، هذا سوباطي ، وهذا كاردينالي ، وهذا بربري ، وذاك ادريسي . هذا يدعم سوداكال ، وذاك يتمني عودة الوالي ، وهؤلاء مصالحهم مع حازم ، البعض يتمنى خسارة ناديه ليثبت فشل هذا ، والبعض ينسب فوز فريقه للرئيس السابق لأن بعض اللاعبين الذين شاركو في الإنتصارات كارديناليو الصنع كما يتوهمون .
* صحفي يرتدي جلباب الإداري والفني والمحلل ، وآخر يشطب ويسجل ، وغيره يقيم المدربين واللاعبين حسب هواه ، وأقطاب يؤدون أعمال تنفيذية ، وجماهير تهاجم نجومها وإدارتها عند أول إخفاق .
* ما هكذا تصنع فرق البطولات ، ما هكذا يكون التطور وتحقيق الأمنيات ، ما هكذا نحلم بما نتمنى ونريد ، وإن كانت فهي صدفة أو قضاء وقدر ، كما يحدث الأن, لا أريد تبخيس الإنتصارات ، لكن هل خططنا لها ؟ أم بدأناها بالبركة وربنا يسهل ؟
* لم ينجح من سبقونا بدرهم الحظ ولا بقنطار الشطارة والفهلوة كما يظن البعض ، أين نحن مما يحدث حولنا, لنا في الأهلي المصري أسوة حسنة ، وما تفعله أندية المغرب العربي مثالاً يحتذى به ، مازيمبي وصنداونز وأندية جنوب أفريقية وغربها مثالاً للتخطيط السليم ، أندية شرق ووسط أفريقية التي هي منا ونحن منها وتعاني بلدانها مما نعانية بل وأكثر ، ونتميز عليهم بإمكانيات إداراتنا المادية تتطور هذه الأندية وتسير إلى الأمام بخطاً ثابتة, كما رأينا بام أعيننا ماذا يفعل فريق سيمبا كيف يخطط وينفذ . أين نحن من كل هذا ؟ .
* هل نحلم بمجالس لإدارات أنديتنا تقدم برنامجاً واضحاً وطموحاً مدروساً وممنهجاً وعند نهاية فترتها تقدم كتابها بيمينها ؟ هل يمكننا أن نرى كفاءات حقيقية تقود نهضة تواكب وتتلاءم مع الإمكانيات المادية الكبيرة المتوفرة الآن للناديين ؟
* وفي الختام لا يسعني الا أن أستشهد بقـول الحق تبارك وتعـالى : إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ .

 

,,,, أتمنى ذلك ,,,,

قد يعجبك أيضا
تعليق 1
  1. أبو ساروتا يقول

    هذا هو الفكر والطرح الذي يجب عل كل القُراء دعمه والإحتفاء به ، شكراً لك أيها الكاتب الكبير ( وكبير أوى ) وسط الكم الهائل من المقالات والكلمات المغموسة في وحل العصبية والكراهية والتي تدون كل يوم وتباع بإسم الصحافة الرياضية ، شكراً لك .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد