صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الهلال وسيناريوهات (الأفلام العربي القديمة)..!!

50

كـــــــرات عكســـــية
محــمد كامــل سعــيد
Mohammed.kamil84@yahoo.com
الهلال وسيناريوهات (الأفلام العربي القديمة)..!!

* كالعادة، انتهت خسارة الهلال التي تعرض لها الجمعة امام الاهلي المصري على ذات الطريقة (أو الختمة) التي حفظناها مع عشاق الكرة السودانية، وتقرر اقالة المدير الفني صلاح آدم، وعلى كدة بس خلاص، انتهت الاشكالية، وصار الفريق على موعد مع كل ما هو جديد ومثير ومبتكر في قادم الايام..!!
* هكذا، وبكل بساطة قال مجلس الهلال لجماهيره المنتشرة داخل وخارج السودان ان كل اشكالية الفرقة الزرقاء كانت في المدرب صلاح، وبمجرد اقالته وابعاده عن الفريق فان كل السلبيات ستذهب الى غير رجعة، وسيكون الازرق موعود بالانتصارات..
* ظلت ادارات الاندية السودانية، بما فيها الكبيرة مريخ هلال، تظن ان اقالة اي مدرب عقب كل هزيمة انما يكون هو الحل الأنسب والناجع والذي سيحمل معه الخير ويكون الاعلان الرسمي للعودة الى سكة الانتصارات سواء المحلية او القارية..
* وعلى الرغم من ان التجارب التي تمت وفيها اقيل عشرات المدربين ـ دون ان نلمح اي تبديل للواقع المآسوي البائس ـ الاّ ان كل عاشق يظل على الدوام في انتظار الجديد رغم علمه بانه لا جديد بل ان قرار الاقالة يعني الابقاء على كل السلبيات في مكانها..
* عشرات، بل مئات المدربين الذين عملوا في القمة تمت اقالتهم عقب هزيمة او سقوط سواء في واحدة من المباريات المحلية او الخارجية، ولان مثل تلك القرارات دائماً ما تظل بعيدة عن مس مكان الداء يكون من الطبيعي ان يفشل دواء الاقالة في العلاج..
* يصدر قرار الاعفاء، بمعزل عن اي تفكير في مآلاته ولا طريقة عمل المدرب الجديد، الذي يحتاج لفترة طويلة لمعرفة امكانيات لاعبيه، وتحديد الخانات التي تحتاج لتدعيم، على ان يقوم بنفسه بتحديد المطلوبات خاصة الاجانب. كل ذلك لا يمثل اي شئ للادارة..
* وسنكون، مع القاعدة، موعدون بتنفيذ كل تلك الخطوات، لكن وكما حدث للتونسي نبيل الكوكي، يمكن ان يقال المدرب الجديد حتى قبل ان تتاح الفرصة للاعبيه الذين رشحهم واوصى بالتعاقد معهم فيتم الاستغناء عنهم، ثم نسمع عن التعاقد مع مدرب جديد.. وهكذا دواليك دواليك..
* حدث ذلك ويحدث سنوياً دون اي رغبة في الاستفادة من الدروس التي نتابعها امامنا، ويذهب مدرب ويأتي مدرب آخر، ويظل حال السوء في مكانه، وتمضي السنوات وانديتنا لا تفارق محطة السقوط المتواصل، ولدرجة انها ادمنت القيام بدور الكومبارس..
* ان سياسة تغيير المدربين، تتم للاسف بالاستناد على اهواء شخصية لاناس لا علاقة لهم بكرة قدم، وهم في ذلك يتعاملون بعواطفهم، وعلاقاتهم مع هذا المدرب او ذاك، وتتم الاستعانة بالوسطاء الذين لا هم لهم غير تحقيق مكاسبهم الشخصية الخاصة..
* تدور الايام، وتتعدد سقطات انديتنا السودانية في المسابقات القارية والاقليمية واداراتنا غارقة في وهم كبير عنوانه ان اي هزيمة تعني اقالة المدرب والتعاقد مع مدرب جديد تستقبله اجهزة الاعلام بترحاب مبالغ فيه ولكن سرعان ما يتخبر الحلم..
* بعدها يعود الجميع لاجترار نفس الشريط، ونسمع عن الترشيحات هنا وهناك، ونتابع البشريات عبر الاصدارات الموالية، ولكن سرعان ما يتراكم الغضب على المدرب الجديد فيقال ويتم التعاقد مع آخر في تتابع يصل الى حد التطابق مع سيناريوهات الافلام العربية القديمة التي لا تتبدل احداثها مهما تمت اعادتها..
* كان من الافضل للهلال الابقاء على صلاح آدم ولو من باب انه وصل الى درجة متقدمة في معرفة امكانيات لاعبيه، كما انه الاقرب لتحديد النواقص تمهيداً لسدها في التسجيلات لان اي مدرب جديد سيحتاج لوقت وصولاَ لمستويات اللاعبين وبعد ما يحدث ذلك يكون الهلال قد فقد كل شئ.
* تخريمة أولى: لم استغرب من ما قيل عن نية الهلال الاستعانة مرة اخرى بالصربي ميتشو.. واعتقد ان من رشحوا هذا الصربي فات عليهم فشله في توظيف الامكانيات الخرافية التي يتمتع بها نادي الزمالك سواء المادية او الفنية المتمثلة في تفوق لاعبيه بمراحل عن لاعبي الهلال، هذا الميتشو فشل معهم وتعرض لخسارة ثلاثية امام مازيمبي قبل ايام.. ولا ادري من وكيف وعلى اي معطيات واسباب يستند من يحددون هوية المدربين الجدد في المريخ والهلال.. وهل يا ترى انهم على قدر من الدراية الفنية ام ان العملية عشوائية وخلاص..؟!!
* تخريمة ثانية: يعود المريخ للدوري وينازل هلال الجبال مساء اليوم بالخرطوم، واستناداَ على ما حدث امام اهلي عطبرة (متذّيل الترتيب) نكرر تحذيراتنا للاعبين ونطالبهم بضرورة التعامل مع المنافس بكل الاحترام، والابتعاد عن الاستهتار والاستهوان ليس قبل بداية اللقاء فحسب بل منذ البداية وحتى النهاية لان ما حدث من قبل من مواقف صعبة عبرها الاحمر بصعوبة بالامكان ان تتكرر و(تيجي الطوبة في المعطوبة) وساعتها لا ولن ينفع الندم..!!
* تخريمة ثالثة: وتاني بنعيد: مرت الايام، كالخيال احلام ولا نزال ننتظر نتيجة شكوى لوزان التي أوهم البعض عشاق الكيان بانها (مربوحة) ولعل ما حدث من فشل متراكم في القضايا التي افتعلها المرضى بالسنوات الماضية سيكون هو السند الاول والاخير للبسطاء لتقبل واقع تبدد الحلم الوهمي.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد