صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الهلال وقاعدة (الدفاع بالنظر)..!!

42

كــــرات عكســـــية
محــمد كامــل سعــيد
Mohammed.kamil84@yahoo.com
الهلال وقاعدة (الدفاع بالنظر)..!!

* سقط هلال السودان في فخ التعادل امام الاهلي المصري في ملعبه ووسط جماهيره ورفع رصيده الى عشر نقاط لم تؤهله للصعود لربع نهائي أكبر مسابقة افريقية (دوري الابطال).. ولعل فشل الازرق في انجاز المهمة أول أمس يرجع الى اسباب عديدة ومتداخلة أولها الشحن الزائد الذي انتقل هذه المرة الى الجماهير..
* ولو تتذكرون فان الشحن الزائد هذا كان هو سبب خسارة الهلال بالجولة الرابعة امام النجم الساحلي، لكن حينها كان افراد التشكيلة وحدهم هم الذين تأثروا بالشحن ليقع معظمهم في اخطاء ساذجة امام المرمى كلفت الفريق هدفين في مرماه ومنحت الضيف النقاط كاملة لتعينهم على تصدر المجموعة وبالتالي تسببت في وداع الازرق..
* الحقيقة سادتي ان القصة لا علاقة لها بالتحكيم ولا غيره لانها ترتبط مباشرة بالعقلية البالية التي نتعامل بها في السودان مع الساحرة المستديرة كرة القدم والتي لا تعرف الحسابات ولا التاريخ وانما علاقتها فقط بالتخطيط والبذل والعطاء داخل الملعب ومعرفة الطريقة المثلى لتحقيق الغايات المرجوة..
* نعلم ان تواجد السودان في الاتحاد الافريقي لا يوازي وضعه وتاريخه لكن ذلك لا علاقة له بما حدث ويحدث من هزائم متتالية وسقوط متواصل في المراحل المتقدمة على الشاكلة التي تابعناها أول أمس خاصة وان فريقاً مثل مازيمبي لا وجود له في الكاف لكنه ورغم ذلك يلعب ويكسب ويتربع على عرش البطولات..
* الاشكالية تتمثل في ان هنالك انقطاع قد حدث ما بين منطق الكرة والجمهور الذي استستلم لكل ما يدور في عقل بعض المهاويس الذين يبثون سمومهم في جل الاصدارات ويصدرون كل ما له علاقة بالتعصب الى المتابع العاطفي المسكين والذي يستسلم لكل القصص حتى ولو كانت وهمية وخيالية..
* ما حدث باستاد الهلال اول أمس يمكن ان يحدث بعد مائة عام ما لم نعترف بالاخطاء الاساسية المشتركة المتأصلة في اعماق ثوابت الكرة السودانية والتي تفرض نفسها علينا بداية من العمل الاداري، ومروراً بالتدريب واللاعب، وانتهاء بالاعلام والجمهور..
* الخلل المتعلق بالادارة يتمثل في سؤال ملح ومشترك هو كيف لفريق مثل الهلال ان يعتمد على ثلاثة مدربين في ست مباريات افريقية خلال وقت قصير لا يتجاوز الشهور الثلاثة..؟! وهل يا ترى ان عقلية اللاعب السوداني يمكن ان تتقبل مثل تلك الفوضى..؟!
* وفي هذه الجزئية هل لنا ان نتصور ماذا كان سيكون الحال لو ان مجلس الهلال قد منح السنغالي لامينا نداي فرصة العمل كاملة منذ اكثر من عام وعاد ليسأله بعد ان ويحاسبه خاصة وان للرجل تجربة ناجحة مع مازيمبي..؟!!
* الاعلام الهلالي الذي صور اللقاء وكأنه حرب ضد الحكم المغربي رضوان جيد هو الذي قاد للانفعال الذي تابعناه وكاد ان يتسبب في كارثة تاريخية، كما انه ساهم ايضاً في وداع الهلال في السنوات السابقة التي كان يدلو فيها بدلوه..
* الاستناد على الفوز السابق للهلال على الاهلي بثلاثية كان ايضاً من اسباب ارتفاع درجات الطموح مع العلم ان اي (حديث عهد) بالكرة يعلم ان لكل لقاء ظروفه ومعطياته التي تجعله يختلف عن اي لقاء آخر لعب في زمن سابق بعناصر اخرى..!!
* الحديث عن المكافآت يبقى من الاسباب الوهمية التي يستند عليها بعض المهاويس سواء لاعبين او اعلاميين لان اللاعب المحترف لا يعرف غير البنود المكتوبة في العقد فمثلاً ظلت مكافآت نجوم الاهلي المصري محفوظة لسنوات لكن ذلك لم يكن في يوم من الايام سبباً لسقوطهم..!!
* لماذا لا تفكر ادارات انديتنا منذ الان في وضع خطة مستقبلية طموحة عنوانها التخطيط للفوز مثلاً ببطولة افريقيا 2025، على ان نستغنى عن اي حلم وهمي يتعلق بتربعنا على عرش القارة في السنوات الاربع القادمة بشرط ان تكون مشاركاتنا للبناء في ظل استقرار اداري فني.. (والاّ الرأي شنو)..؟!!
* تخريمة أولى: المتابع لمباريات الهلال في مجموعات ابطال افريقيا هذا العام يجد ان جل الاهداف التي ولجت شباكه حدثت بطريقة تكاد تكون متشابهة ومتطابقة.. فهدف الاهلي الاول في القاهرة، وهدف بلاتينوم في ام درمان، وهدفا النجم في الجوهرة وهدف الاهلي اول أمس ولجت مرمى جمال سالم بطريقة واحدة شعرنا فيها ان دفاع الازرق يتعامل بالقاعدة الشهيرة ايام العهد البائد (الدفاع بالنظر)..!!
* تخريمة ثانية: ظلت قناة الاهلي المصري تتابع اخبار فريقها في السودان على الهواء مباشرة حتى الساعات الاولى من فجر أمس الاحد، ولم تفارق موقع الحدث ولا للحظة، ونقلت للجماهير المحبة تفاصيل خروج اللاعبين من ستاد الهلال ووصولهم الى الفندق، ومغادرتهم الى مطار الخرطوم هذا بخلاف المؤتمر الصحفي وكل ما يتعلق بالمقابلة.. انها دروس مجانية للمهنية نستعيدها مع اقتراب موعد انطلاق النصف الثاني للممتاز ونهديها لـ(المتاعب)..!!
* تخريمة ثالثة: وتاني بنعيد: مرت الايام، كالخيال احلام ولا نزال ننتظر نتيجة شكوى لوزان التي أوهم البعض عشاق الكيان بانها (مربوحة) ولعل ما حدث من فشل متراكم في القضايا التي افتعلها المرضى بالسنوات الماضية سيكون هو السند الاول والاخير للبسطاء لتقبل واقع تبدد الحلم الوهمي.
* حاجة أخيرة: سألني احد مهاويس الكرة السودانية مع اقتراب عودة الممتاز قائلاً (هل يا ترى ان قناة المتاعب لا تزال تمارس تعذيب المشاهد).؟!! فأجبت (والله ما عارف)..!

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد