صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الي مايسمي بالانصرافي

980

مذاق الحروف

عماد الدين عمر الحسن

الي مايسمي بالانصرافي

لا اعرف اسم الدرجة التي تأتي بعد مرحلة الاستغراب او الاندهاش ، ولكن اعرف اني قد بلغتها وتجاوزتها بقليل ، وقد ايقنت من ذلك عندما استمعت عن طريق الصدفة ولاول مرة في حياتي الي جزء من تسجيل لمايسمي بالانصرافي وهو يرد بكل قسوة وبذاءة علي مواطن من اهل الجزيرة يعمل بواحدة من دول المهجر كل جريرته انه طالب الجيش بالتحرك لانقاذ اهله في الجزيرة وخص البرهان بالمناداة كتصرف طبيعي بوصفه قائدا للجيش ، ليوسعه هذا الانصرافي سبّاً وشتماُ ويتعرض لامه بافظع الالفاظ مما يستحي قلمي عن ذكرها احتراما للقارئ الكريم ، ثم يطالبه بان يترك عمله ويعود هو للدفاع عن امه لان البرهان ( ما فاضي ليه ) . ليس هذا فحسب بل انه طلب من احد مساعديه ان يحفظ الرقم الذي جاء منه التعليق واقسم انه لن يتركه وسيأتي به من اي مكان في اشارة الي سلطة يملكها ، او علاقات مع من يملكها .
سنتجاوز عن قصد هذا التهديد ، ونتجاوز كذلك عن مضمون الكلام ( ان كان له مضمون ) ونتحدث عن الاسلوب البذئ والكلام الفاحش الذي استخدمه والذي يشير بوضوح الي شكل ونوع التربية التي تلقاها سواء من اسرته الصغيرة ، او الاسرة الكبيرة والتنظيم الذي ينتمي له والذي ادمن الاساءة للمواطنين الشرفاء فقط بسبب مخالفتهم له في الرأى ، وهي ذات البيئة التي انجبت البرهان ودعته الي التلفظ امام قيادات الجيش في واحد من اللقاءات ، وانجبت قبله البشير الذي سمي شعبه بشذاذ الافاق .
بما أننا تعودنا ذلك منهم فلايوجد مايدعي الي الاستغراب من هذا النهج وهذا السلوك البذئ الذي يُخاطب به المواطن ، فهذا هو ديدن هذه الفئة وهذا التنظيم وهو ماتعودناه منهم ، ولكن الذي اثار حفيظتي تماما وابلغني هذه الدرجة من الاستغراب والتي لم اجد لها اسما ، ان يجد سفيه مثل هذا الانحطاطي كل هذا الزخم وكل هذا العدد من المتابعين ، وأول تساؤل يتبادر الي الذهن : هل ترضي كل هذه الاعداد من المتابعين بمثل هذا الاسلوب البذئ ، وهل وصل المجتمع السوداني الي هذه الدرجة التي تجعله يهتم بكل رويبضة فاسق بذئ ويمشي وراءه في كل مايقول .؟
لو كانت الاجابة بنعم ، فنحن نستحق منهم اكثر من ذلك ، واذا كانت لا ، فلماذا نسمح به اذن دون اعتراض والله المستعان..

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد