صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

انطباعات عائد من بحردار الحبشية 2/2

1٬607

افياء
ايمن كبوش
انطباعات عائد من بحردار الحبشية 2/2

 

# انتهيت امس الى ان عدم القراءة الصحيحة من مدرب الهلال ريكاردو لمجريات المباراة الماضية في ذهاب الدور التمهيدي لدوري ابطال افريقيا بملعب بحردار.. تسبب بشكل مباشر في عودة الفريق الاثيوبي (فاسيل) وادراكه للتعادل بعد ان كان متأخرا بهدفين.. عطفا الى ذلك فلابد من العودة الى ما كنت قد كتبته قبل يومين اثنين من مغادرة البعثة للخرطوم متجهة صوب الاراضي الحبشية، حيث اشرت الى ان ريكاردو اكتفى بالتدريبات المتقطعة لاعداد اللاعبين المتواجدين خارج منظومة المنتخب الوطني، هذه ناحية مهمة جدا، في اعتقادي، وخصمت الكثير من جاهزية اللاعبين واعدادهم البدني والنفسي، فقد بدا ان هناك تطفيف واضح في المعاملة في منح الفرص بين لاعب المنتخب واللاعب الذي يؤدي تدريباته مثل (البيت الوقف) ولا يجد الاهتمام من المدرب.
# اعود واقول ان كل ما تقدم بعاليه لا يقلل من قيمة المدرب البرتغالي.. ولا يخصم من اجتهاده في تطوير الفريق.. ولكن ما نكتبه هنا ..نقدمه كتنبيهات واشارات، ربما تعين في المستقبل وتساعد في تقديم ذلك الفريق الذي لا يعاني من النواقص الفنية.
# اخلص الى ان ريكاردو في حاجة لاعادة القراءة في بعض الجوانب والاختيارات.. وقبل ذلك عدم السير في اقتفاء اثر مدرب المنتخب.. كما في حالة اشراك ابو عاقلة عبد الله الذي وضعه فليود في وظيفة جديدة عليه لايقاف انطلاقات الرواق الايمن للمنتخب المغربي، فمضى ريكاردو في ذات الاتجاه باشراك ابو عاقلة امام فارس عبد الله فلم يجد (حبشيا) يراقبه.. ولا وجد نفسه التي يعرفها وسط التمريرات الاثيوبية القصيرة.. الى ان خرج من اللقاء مصابا.
# عاد الفريق الاثيوبي الى المباراة بعد ان قام مدربه الذكي بتغيير استراتيجية الشوط الاول التي اعتمدت على التمريرات القصيرة، ووضح منذ انطلاقة الحصة الثانية بان مدرب فاسيل فطن الى التباعد الواضح بين خط الدفاع ولاعبي الوسط.. فعمد الى استخدام سلاح الارسال الطويل خلف مدافعي الهلال.. فجاء هدف تقليص الفارق من احدى الكرات الساقطة التي فشل صلاح عادل في ابعادها وتعثر امام المرمى.. ثم جاء هدف التعديل من ركنية وقف لاعبو خط الدفاع الازرق جميعهم يتفرجون عليها .. فسددها احد الاحباش برأسه من مسافة بعيدة ومرت من بين يدي الحارس ابو عشرين الذي لم يكن احسن حالا من ارنق واوتارا وسمؤال وصلاح عادل.. كان في الامكان افضل مما كان.. ولكن قدر الله وما شاء فعل.
# قبل الخروج من تأثيرات هذه الانطباعات.. ومغادرتها للحديث عن مباراة الاياب التي يحسبها البعض مباراة سهلة للهلال.. لابد من التوقف عند كل المحطات التي كانت جدرانا نتكئ عليها في تلك الديار الساحرة.. استقبلنا سعادة المستشار عمار من السفارة السودانية بترحاب كبير في مطار بولي وقام باكمال جميع الاجراءات في زمن وجيز .. وكان هناك الاخ الجميل ياسر ابن البروفيسور محمد ابراهيم القيادي الهلالي الكبير الذي سهل لنا عملية الحجز عبر الخطوط الاثيوبية من اديس الى بحر دار وبالعكس.. صادف حضورنا الى العاصمة الاثيوبية ايام الاعياد وتزاحم الاثيوبيين الى مناطقهم الخصيبة.. ثم كان هناك حسن محمد صالح .. الجنرال الذي تهون امامه جميع الصعاب.. ثم السفارة السودانية وعلى رأسها سعادة السفير جمال الشيخ الذي اقام دعوة فخيمة لكل افراد البعثة وتبارى مع طاقمه في خدمتها واكرام وفادتها فاستحق الاطناب الذي دلقه رئيس البعثة اسماعيل عثمان في ذلك الحفل.. كما قامت السفارة بتقديم تسهيلات كبيرة للهلال بجانب الاهتمام بالبعثة الزرقاء التي لم تتأثر بالاجواء السياسية المتوترة بين الجانبين، للحقيقة لم نلمس هذا التوتر في اي منحى من مناحي حركتنا في تلك الديار الرحيبة التي استقبلتنا بتلك السحب البيضاء التي يمكن لاي عصفور عابر ان يشرب منها لو شاء.. سيخالها ماء…
# انني اذ انسى.. فلن انسى على اية حال.. اخوتنا في الاعلام الرسمي لنادي الهلال.. انس محمد احمد الذي اعطى لموقعه طعم ولون ونهكة زرقاء لا يخطئها الفضاء.. وملك العدسة محمد دفع الله العائد بسرعة الضوء ليملأ كل المساحات باللقطات الزاهية والابعاد المتناهية وضوحا ورسوخا وبهاء… وهناك خالد عركية.. قائد كاميرا قناة الهلال.. قامة واستقامة وحضور انيق.. والرفيق مهيار الطيب باخطبوطيته الساحرة التي تربط بين كل الخطوط المفتوحة ما بين محمود السر في ام درمان وقيادة البعثة في بحر دار والطعم.. طعم اديس ابابا… والبن والقهوة والمطر وذاك الرحيق.. اما الفنان الجميل عماد الصبابي.. فقد كان بيننا ريحانة وغنوة عذبة وابتسامة.. وتحية عاطرة للرفيق الفاتح محجوب محمد محجوب.. ولشيخ العرب عبد الله عمر صاحب المطعم السوداني في اديس ابابا الذي خص الفوج الثالث من البعثة بدعوة سودانية على انغام (الشوق والريد والحب البان في لمسة ايد)… وتحية لسائق السفارة ايهاب الذي كان آخر من لوح لنا بالوداع ولطالب الدكتوراة بجامعة بحر دار دفع الله، ابن مدني السني وحنتوب الجميلة الذي ظل مرافقا ومرشدا لنا في بحر دار بين بحيرة تانا وجمال الشلال والهلال وهو المريخي الذي رفع شعار سودانا فوق.
# اخيرا… اثيوبيا دولة ناهضة الى المراقي السحاب.. تمضي بسرعة الى رحاب الدول المتقدمة، على مستوى البنى التحية على الاقل، وقد خصها الله بمناخ ممراح، يشبه شعبها المحب للناس والاشياء والحياة.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد