انهيار امة ووطن

قلم في الساحة
مأمون ابوشيبة

انهيار امة ووطن

* لم أتمكن من متابعة مباريات مجموعتنا في بطولة الامم الأفريقية بالكاميرون امس بعد عودة قطوعات الكهرباء اليومية الطويلة والتي عادت مع افتتاح البطولة للمزيد من إحباط السودانيين المحبطين والقرفانين والمصدومين اصلا بتعرفة الكهرباء الجديدة الخيالية..
* اعذروني فقد وصلت إلى درجة من اليأس والاحباط جعلتني اتفاعل ببرود مع الأحداث الرياضية وكرة القدم في السودان.
* كل ما نكتبه عن كرة القدم ومشاركات انديتنا في دوري الأبطال الأفريقي او منتخبنا في الكاميرون او الدوري السوداني في الموسم الجديد سيطر علينا الاحساس بأنه مجرد كلام للاستهلاك وتحصيل حاصل ولا قيمة له..
* لقد انهار كل شيء في هذا البلد المنكوب سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ورياضيا نتيجة الانهيار ألمريع في القيم الأخلاقية والوطنية.
* شخصيا لم أعد احس باي مستقبل لهذا البلد ولم نعد ننتظر استقرارا وهدوءا ناهيك عن التنمية والتطور وتحقيق الرخاء لشعبنا التعيس المضطهد.
* انهار السودان بسبب طغيان نعرة العصبية والقبلية والجهوية والاثنية لينفرط عقد شعب السودان وتستعر نوازع الحقد والكراهية ويتشتت الي شيع وطوائف متنافرة..
* بدا انهيار البلاد بانفصال جنوبنا الحبيب.. وكنا نحسب ان الامر سينتهي بذلك ولكن للأسف الشديد زادت نوازع الجهوية والقبلية والتحزب والكراهية وفقدان الثقة التي افضت الي الوضع الماساوي في بلادنا اليوم.
* الجهوية والقبلية والانانية والبغض والكراهية التي مزقت بلادنا زاد عليها انهيار الاخلاق وتلاشي القيم الإنسانية والوطنية بعد أن تسبب النظام السابق في ازكاء نعرة حب النفس واستقطب اللصوص ومصاصي الدماء وفتح لهم الباب على مصراعيه لنهب ثروات وموارد الوطن بشكل جنوني فاحش تاركين الشعب يعيش في فقر مدقع حتى اصبح منظر الصبية والأطفال الذين ينامون على قارعة الطرقات ويقتاتون من النفايات أمر عادي لا يثير الاهتمام.
* كان من الطبيعي ان يثور الشعب خاصة فئة الشباب الضائع اليائس رغم البطش والقهر والتنكيل والتعذيب والقتل من قبل زبانية النظام وعبدة الطاغوت.
* سقط النظام ولكن آلياته واذنابه الذين سيطروا على كل مناحي البلد لم يياسوا حيث ظلوا وبكل قوة عين يعملون بكل مافي وسعهم للعودة!! والنتيجة ما نشهده اليوم من صراع على السلطة وتمزق وانهيار وفشل وفوضى.. لتعود الثورة من جديد..
* قرارات 25 أكتوبر التي رفضها شباب الثورة وما تبع ذلك من سقوط قرابة السبعين من أرواح الشباب واعاقة المئات دق اسفينا غليظا بين شباب الثورة والقيادة العسكرية ومناصريها وأنهى كل امل في التوافق وانقاذ البلاد.
* اجرت قناة الجزيرة استطلاعا عن إمكانية حدوث انفراج في البلاد عبر المبادرة الأممية الجديدة فكانت النتيجة ان 12% فقط رأوا إمكانية الإنفراج بينما 88% يرون ان هذه المبادرة لن تحقق اي نتيجة.. مما يؤكد انسداد كل الطرق للتوافق بين القيادة العسكرية وقوى الثورة.. والسبب الخطأ الفادح بإراقة الدماء.
* وعلى مستوى الرياضة وكرة القدم أيضا انهارت القيم الأخلاقية والوطنية وبتنا نعيش في غابة تشهد صراعا مجنونا حتما سيقودنا الي الحضيض وقاع الأمم.
* اتحاد كرة القدم السابق الذي عمق الصراعات الشيطانية والفساد وهتك القوانين وخسر في الانتخابات.. لم يحترم الديمقراطية ولم يجنح لتحقيق الاستقرار ومصلحة الوطن.
* ورد ان الاتحاد الخاسر يتحرك في كل الاتجاهات لسحب الثقة من الاتحاد الجديد قبل أن يشرع هذا في العمل وتنفيذ برامجه. وذلك باستخدام الأساليب القذرة وسلاح المال وشراء الذمم في بلد عم فيه الفساد والخراب وموت الضمائر..
* افرضوا ان قادة الاتحاد الخاسر نجحوا في مسعاهم القذر الوضيع.. فمن يمنع الاتحاد الحالي من استخدام نفس الاسلوب القذر للعودة. بذمتكم هل وصل قادة الرياضة لهذا الدرك من الانحدار وموت القيم والضمائر..
* وفي المريخ لازال الكيان الجماهيري الكبير يقف عاجزا عن استرداد قلعته ومنشاته التي احالها شخص واحد فقط دخيل على الرياضة والمريخ الي خرابات ينعق فيها البوم.. ولارال حتى اليوم يقف سدا منيعا في وجه الملايين من اهل المريخ لاسترداد منشئاتهم مستفيدا من انهيار الاخلاق والقيم الوطنية والخراب والفوضي التي عمت البلد.
* بلادنا ورياضتنا تعيش مأساة كبرى وليست هناك أي بارقة امل لانتشال هذا البلد المنكوب من الهاوية السحيقة التي انحدر إليها بإرادة اهله..
* السودان هلك وانتهى باهله.. ولا حول ولا قوة الا بالله.