صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

بالقاضية الفنية

36

نبض الصفوة

امير عوض

بالقاضية الفنية

الحديث الذي نقلته صحيفة (اليوم التالي) عن البروفيسر كمال شداد ـ رئيس الاتحاد العام ـ حسم الجدل الثائر بين مكونات اللجنة القانونية التابعة للاتحاد و مجلس المريخ حول جمعية النظام الأساسي التي عُقدت يوم 19/10/2019.

شداد قطع بالقول ببطلان جمعية المريخ ـ المهزلة ـ التي تمت مؤخراً بدار النادي تحت شعارات الشفافية و ما شابهها من باقي الخزعبلات.

كما أفاض البروف في القول برفضه لكل مخرجات الجمعية و كل ما تم بناءً علي النظام الأساسي غير المجاز حتي الآن و دعي مجلس الفشل لضرورة عقد جمعية تليق بمكانة المريخ و بجمهوره الكبير و أن لا يتم فيها اقصاء لأي مريخي منتمي لهذا الصرح العظيم.

بعد حديث شداد فقد ـ قطعت جهيزة قول كل خطيب ـ حيث لا مكان للفتاوي و التفسيرات العشوائية.. فالقرار واضح ببطلان الجمعية المهزلة و ضرورة عقدها تحت اشراف لجنة من خارج المجلس برئاسة حسين أبو قبة و مولانا حسب الرسول.

شداد.. وضع العقدة في المنشار.. و أنصف لجنته القانونية التي نظرت للجمعية بحيادية و شفافية ـ فعلية ـ فوجدت بأن مجلس المريخ أقام جمعية عمومية بعيدة عن الشرعية و فضيحة في كل اجراءتها فطالبت المجلس بتعليق قيامها قبل أن يرفض الأخير الانصياع لتوجيهاتها مما دفعها لتقرير رفض كل مخرجاتها.

عيوب جمعية المريخ الأخيرة كثيرة.. و هي تُمثل تجاوزاً خطيراً و انتكاسة حقيقية للعملية الديموقراطية في النادي الأكبر في البلاد.

مجلس المريخ.. الذي يفترض به أن ينأي عن كل خطوات الترتيب للجمعية ـ حتي تنال صفة الحيادية و أن تتم فيها كل الخطوات بشفافية ـ نجده قد اختار الاشراف بنفسه علي كامل الجمعية بدايةً من تكوين لجنة عضوية مروراً بتكوين لجنة طعون و انتهاءً بلجنة الاستئنافات؟

كيف يصمم المجلس النظام الأساسي بنفسه.. و يضع نفسه في الجمعية موضع (القاضي و المحامي)؟!

و كيف لمُعارض للمجلس ابعده المجلس عن المشاركة في الجمعية بإسقاط عضويته أن يجد الانصاف من لجنة طعون عينها ذات المجلس؟!

ما تم في هذه الجمعية أمرٌ لم تصنعه أكبر الأنظمة الديكتاتورية في العالم ناهيك عن مجلس يتمشدق أعضاؤه بعبارات الديموقراطية و الشفافية و مبادئ الحوكمة الرشيدة!!

جمعية النظام الأساسي حوّت علي تجاوزات مخجلة و تمت كلفتت خطواتها بصورة تدعو للرثاء علي حال العملية الادارية تحت مظلة الديموقراطية كقيمة ذات سمو فكري و اخلاقي.

و للأسف فما تم تطبيقه علي أرض الواقع كان تجسيد لكل معاني الديكتاتورية و اقصاء الآخر مع سبق الاصرار و الترصد لكل مخالفي المجلس في الرأي و كل ذلك تم بدون اللجوء لجهة اشرافية محايدة حتي و لو كانت تلك الجهة هي اللجنة القانونية التابعة للنادي و التي تم ابعادها عن الاشراف في الساعات الاخيرة مما اسهم في استقالة رئيسها بُعّيد انتهاء مهزلة الجمعية العمومية!!

*نبضات متفرقة*

شداد ختم تصريحاته بأن المريخ يتبع للاتحاد العام فنياً و ادارياً.

هذه النقطة عارية من الصحة.. فالمريخ ما زال تحت طوع المفوضية الولائية بناءً علي نظامه الأساس للعام 2008 و وفقاً لقوانين وزارة الشباب و الرياضة الولائية للعام 2017.

المفوضية الولائية امتلكت حق الاشراف علي الجمعيات بنص المادة (25) الفقرة (ز) من قانون الشباب و الرياضة لسنة 2017 و التي تنص علي التالي: (تختص المفوضية بالاشراف علي الجمعيات العمومية و انتخابات الهيئات الرياضية).

كما أن المادة (٤٨) من اللائحة العامة للشباب و الرياضة لسنة 2017 نصّت علي: (١/ تشرف المفوضية علي اجتماعات الجمعية العمومية العادية و الطارئة.

٢/ تحدد المفوضية مكان و زمان انعقاد الجمعية العمومية.

٣/ تتولي المفوضية تسجيل اسماء الحاضرين و عددهم و اعلان النصاب القانوني و فرز و اعلان نتيجة أي تصويت و اثبات عدد الاصوات التي نالها كل مرشح أو قرار و تدوين محضر الاجتماع).

لا توجد استقلالية خبط عشواء كتلك التي مارسها المجلس بالطريقة التي عقد بها جمعيته المهزلة.. و حتي الفيفا ذات نفسها تعترف بحاكمية القوانين المحلية و تنادي دوماً لمحاولة تعديلها و ليس تجاهلها كما فعل مجلس الفشل الذي يلوح بالذهاب للفيفا و ليته يفعل ليجد الرد الحاسم منها.

و أخيراً نُذّكر.. للفائدة العامة التي تشوشت بالجهل الذي يُنشر صبح مساء.. فالمفوضية هي الجهة الوحيدة التي تعتمد الأنظمة الأساسية (لحين تعديلها) و ذلك بناء علي نص المادة (١٩) الفقرة (٢) من قانون الشباب و الرياضة ٢٠١٧ و التي تنص علي: (لا تسري أحكام النظم الاساسية أو القواعد العامة الولائية إلا بعد اعتمادها من المفوضية).

بعد تصريحات البروف محمد جلال ـ رئيس اللجنة القانونية التابعة للاتحاد العام ـ حول بُطلان جمعية النظام الاساسي طالعنا تصريحات مضحكة حول نية المجلس في الذهاب للفيفا!!

ألا يعلم من أطلق تلك التصريحات بأن الفيفا ستستفسر الاتحاد العام ـ ذات نفسه ـ عمّا يحدث بداخل النادي الكبير؟!

ألا يدري بأن الاتحاد العام سيوضح للفيفا أن المجلس قد أقام جمعية بدون وجود جهة مشرفة و بلجان عينها هو منفرداً؟

البعض يظن بأن مجرد التلويح بالذهاب للفيفا يعني أن موقفه سليم و أنه سيبث الرعب في قلوب الآخرين؟!!

فيفا مين و الناس نايمين؟!

هل الفيفا تدعم و تكرس لسُلطة الفرد؟

هل ستمنح المجلس سُلطات الجمعية العمومية في انتخاب اللجان المساعدة للاشراف علي الجمعيات المقبلة؟!

المريخ الآن في فترة انتقالية بين نظام 2008 و النظام الجديد.

ما يحتاجه النادي الآن هو عقد جمعية عمومية حقيقية ليتم هذا الانتقال بسلالة ليتمكن النادي بعدها من مواكبة العالم.

وجود النادي في فترة انتقالية يعني أنه لن يتمكن من ادارة جمعيته بمعزل عن اشراف جهة محايدة.

أي مكابرة في هذه النقطة تعني أننا سندور في حلقة مفرغة.

المفوضية هي صاحبة الحق الفعلي في الاشراف علي جمعية المريخ المقبلة.

هذا الحق نالته المفوضية من داخل النظام الاساسي الساري لنادي المريخ.

و هذا ليس بتدخلاً حكومياً لأن هذا هو ما ارتضته الجمعية العمومية و لم يتم تعديله حتي الآن.

هذه النقطة تحديداً لمن يروجون لفزاعة التدخلات الحكومية.

ما لم يعدل المريخ نظام 2008 فسيظل تحت وصاية المفوضية اشرافياً بأمر الجمعية العمومية التي أجازت ذلك النظام و بأمر كل الجمعيات التي عُقدت بعدها بدون أن تُعدل هذا الوضع.

ده قانون و نصوص.. و ليس بونسة و شوية شعارات بائسة.

تُري علي أي فكرٍ اهتدي المجلس حين فكرّ و قدر بأنه يصلُح ليكون الداعي لعقد الجمعية و المشرف عليها و المراقب الوحيد علي اجراءاتها؟!!

بأي تجربة اقتدي هذا المجلس حين قرر فجأةً أن لا حاجة له بمفوضية أو اتحاد و ضرب بخطابه الذي ابتعثه للمفوضية قبل شهور عرض الحائط?

نعم.. المفوضية جهة حكومية تتبع لوزارة الشباب و الرياضة.. و ما يلينا منها هو أن المريخ يتبع لها وفقاً لقانون الشباب و الرياضة الولائي (الساري حتي اليوم).

قلناها سلفاً و نكررها الآن.. المريخ تابع للمفوضية الولائية كجهة اشرافية.. و عقد جمعياته العمومية يجب أن يتم تحت اشرافها.. و بعد أن يتم تعديل النظام الاساسي فيمكن للمريخ أخيراً الانطلاق لساحات الحكم الذاتي عبر لجان يتم تكوينها من داخل الجمعية العمومية و ليس عبر اختيار مجلس يريد أن يمثل دور الحكم و الجلّاد في وقتٍ واحد.

المفوضية هي من أتت بهذا المجلس.. و هي من قبلت استقالة أمينه العام طارق المعتصم و نائب رئيسه قريش و نائب أمينه العام احمد مختار و مسئول المناشط معتصم مالك.

المفوضية هي نفسها التي تقدّم لها نفس المجلس الحالي بخطاب في مايو من العام الماضي طالباً منها (الإشراف و ليس المراقبة) لجمعيته العمومية!!

فهل جدّ قانون جديد ليغير المجلس أفكاره و قناعاته ١٨٠ درجة و يقرر بأنه يصلُح ليعقد جمعياته منفرداً و (يسوط و يجوط) في النظام الاساسي بدون أن يجد من يقول له (تلت التلاتة كم)؟!!

بعض (الماسكين العصاية من النص) يظنون بأن لا ولاية للمفوضية علي المريخ و أن لا قوة لها أو قدرة علي فعل أي أمر أكثر من اخراج قرارات لا تساوي ثمن الحبر الذي تكتب به!!

و وسط سيل الفتاوي الذي اندلق في الفترة السابقة طبيعي أن يسري مثل هذا الفهم و يجد من يستخدمه في كل محفل و بفخرٍ كبير.

و لهؤلاء نقول بأن المفوضية هي التي تسّجل الأندية.. و أن تسجيل المريخ بيدها (منفردة) و أن بإستطاعتها ببساطة أن تلغي تسجيل نادي المريخ ليصبح علينا الصبح و لا نجد مريخاً نشجعه.

تلك الحقيقة المؤلمة هدية للذين يتضرعون بتحدي قرارات المفوضية.

و معلومة جديدة.. أو لنقل قديمة جديدة.. فالمريخ حتي بعد أن يعدل نظامه لا بدّ له من احترام المفوضية لأنها ستظل مالكة لصك تسجيله.. و هذا ما لا يقدر الاتحاد العام علي منحه له.. و لا تقدر الفيفا ذات نفسها بالتدخُل فيه.. إذ لا بدّ أن يتم تسجيل كل الأندية في مكاتب حكومية.

لا توجد جمعيات في كل العالم يتم فيها تصويت و حساب أصوات بدون وجود جهة مشرفة و محايدة.

جمعية المريخ السابقة عبارة عن مسرحية هزلية في مسرح الرجل الواحد.

*نبضة أخيرة*

الما عاجبو.. يمشي الفيفا أو يدق راسه في أقرب حيطة.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد