بعد توجيه الإتهام للاعب : كورة سودانية تعيد نشر وقائع قضية أحمد بيتر وتكشف المزيد من التفاصيل

النيابة توجه الإتهام للاعب بعد ثبوت الجنح والعباسية تكتفي بالقرار في المسار الرياضي
نادي الهلال ليس طرفاً في التقاضي ولكنه حاول التأثير في مجرياته لمصلحة لاعبه فكان الرد من المدعي العام

أبوعاقله أماسا
قبل أن ندلف إلى إعادة سرد قضية اللاعب أحمد بيتر نذكر القراء الأعزاء بأن نادي الهلال لم يكن طرفاً في هذه القضية التي نحن بصددها، فقد بأت تفاصيلها إبان مشاركة اللاعب مع فريقه السابق بيت المال في دوري الدرجة الأولى قبل عامين، وتحديداً في مباراة ملحق البقاء أو الهبوط من الدرجة الأولى بين العباسية وصيف أندية الدرجة الثانية وبيت المالي ثاني ترتيب الدرجة الثانية، وقد تقدمت العباسية بشكواها حول قانونية مشاركة اللاعب مع بيت المال نسبة لتزوير في إسمه الحقيقي وهو: أحمد بيتر يني.. بينما شارك مع بيت المال باسم: أحمد الفاتح أحمد محمد..
أولاً: من هو أحمد بيتر يني
سبق أن شارك اللاعب بهذا الإسم مع كل من فريق الفيحاء باتحاد العيلفون وكذلك مع الموردة ضمن الخانات الخمسة دون العشرين، ولم تكن هنالك مشكلة لأن تلك المشاركات سبقت إنفصال الجنوب، بإعتبار اللاعب أحمد بيتر جنوبي الجنسية، ووالده (بيتر يني جناطيز زين) شخصية معروفة بأم درمان سابقاً وينتمي لدينكا واو ومقيم بالمدينة الجنوبية الآن، وهي الحقيقة التي لا مراء فيها.. ولكن.. بعد إنفصال الجنوب وتمييز لاعبيه كأجانب في الدوري السوداني الشمالي لم يكن بمقدور اللاعب أن يتنقل بين الأندية بحرية كما كان قبل الإنسحاب، وكان من الإستحالة تسجيله كلاعب وطني بهذا الإسم الذي يحمل دلالات جنسيته دون التوقف فيه، خاصة وأنه لم يعد لاعباً مغموراً بعد أن شارك مع منتخب الناشئين في وقت سابق.
أحمد الفاتح أحمد محمد
من ناحية الموهبة يعتبر اللاعب من الحراس الموهوبين، وقد ظهرت موهبته جلية عندما أسهم في بقاء بيت المال ضمن أندية الدرجة الأولى في ثلاث مباريات حاسمة كان من أبطالها بجدارة، ولكنه شارك باسم غير الذي لعب به من قبل وهو أحمد الفاتح أحمد محمد، والفرق بين الشخصيتين أن أحمد بيتر كان جنوبياً هواها، بينما جاء أحمد الفاتح أحمد محمد منتمياً لقبيلة الجعليين ومن منطقة حجر العسل كما أوضحت صحيفة الأسياد فيما بعد.. وجاءت شكوى العباسية لتكشف أن اللاعب أقدم على تبديل إسمه والحصول على مستندات وأوراق ثبوتية بطريقة غير شرعية من أجل المشاركة في الدوري السوداني كلاعب وطني، وفي هذه مخالفة صريحة.
موقف الإتحادين العام والمحلي
بالنظر إلى ملف المستندات نجد أن اللاعب قد استخرج إشهاداً شرعياً يؤكد أنه نفسه أحمد بيتر يني جناطيز زين، وإسمه الحقيقي هو أحمد الفاتح أحمد محمد، وهذه النقطة تحديداً قد أثارت جدلاً قانونياً واسعاً في دهاليز المحاكم ومجمعات المحاميين‘ إذ أن القانون يمنح أي مواطن حق تغيير إسمه بأن يسلك إجراءات قانونية محددة كفلها القانون السوداني، ولكنه لا يمنحه الحق في تبديل إسمه وإسم والده وجده وعائلته كذلك لأن في الأمر مخالفة للدين والشرع، لأن القانون السوداني مستمد من الكتاب والسنة كمشرع أساسي.. فأصبحت هذه الجزئية محل تحقيقات أيضاً بعد أن توالدت الأسئلة والإستفهامات حول قانونية الإشهاد الشرعي نفسه، وحامت الشبهات حول كل المستندات المستخرجة ابتداءً من الإشهاد هذا وحتى الرقم الوطني الذي بات مستنداً قوياً يمنح اللاعب شرعية المشاركات.. وبتلك المستندات لم يرفض إتحاد كرة القدم تسجيل اللاعب، ولا الإتحاد السوداني لكرة القدم وجد مبرراً في نزع الشرعية عن مشاركته لتأخذ القضية منحاها القانوني الجنائي.
مفاجآت في مسار القضية ومحاولات أطفاء نور القانون
كشفت تحقيقات نيابة المستندات وجود خلل في إجراءات الرقم الوطني الخاص باللاعب أحمد الفاتح أحمد محمد، وكذلك وجود (جنسية) سابقة تؤكد أنه ينتمي لدينكا واو، ووالده بيتر يني جناطيز زين المتواجد حالياً بالمدينة الجنوبية مستمتعاً بكامل قواه العقلية، وأن الرقم الوطني في شكله صحيح، ولكن في خلفياته ليس له (أرشيف).. بمعنى أن صاحبه لم يمر بمراحل التحريات المألوفة للتأكد من أحقيقته أو عدمها، وبموجب هذه الحقائق والمفاجآت المدهشة أصبح كل من شارك في استخراج هذا المستند تحت طائلة القانون، فتمت الإجراءات الإدارية ضد بعض الأفراد المشاركين، ولكن تدخلات عليا من متنفذين حاولت أن تقيد القضية وتخرجها من المسار القانوني المفترض لمصلحة نادي الهلال بإعتباره انتقل إليه من نادي بيت المال بصفقة إنتقال تجاوزت ال 250 مليون بالقديم.
الهلال يعول على قياداته لاحتواء المشكلة
بطريقة أو بأخرى استخرجت مستندات جديدة للاعب ليرافق الهلال في أكثر من سفرية خارجية.. وازدادت مساحات الحسرة بعد إكتشاف موهبة اللاعب الحقيقية كروياً، وأنه في حال عدم حل مشكلته هذه فإنها ستضيع في ظل عدم أهليته للمشاركة مع الفريق.. وفي خطوة جديدة أثارت الإستغراب إستدعى الإتحاد العام أحمد الفاتح أو أحمد بيتر ليكون من عناصر المنتخب الأولمبي لكرة القدم في التصفيات المؤهلة للألعاب الأفريقية وأولمبياد ريودي جانيرو.
ويعول نادي الهلال على شخصيات متنفذة في إدارته من أجل وأد هذه المشكلة ومحو آثار كل ما تم في المسار القانوني للقضية، وهذه الشخصيات المتنفذة هي التي قفزت فوق الإجراءات واستخرجت المستندات الجديدة وحاولت أن تفرمل الإجراءات في نقطة معينة، واستغرق إجراء فك الحصانة عن بعض الأفراد ما يقارب العام، وتلقت شخصيات تنتمي لإدارة العباسية تهديدات من جهات رفضوا تسميتها من أجل صرف النظر عن القضية بإعتبار أن الفريق قد هبط عملياً إلى الدرجة الثالثة ولم تعد هنالك جدوى في مطاردة قضية أحمد بيتر.
الهلال يقدم طلبا للمدعي العام
في خضم العراك القانوني الذي احتدم في أروقة وزارة العدل وفرعياتها، والتأثيرات الواضحة في مجريات العدالة والتي ظهرت جلياً في تباطؤ مراحل التقاضي والإجراءات، والتي امتدت إلى ما يقارب العامين، تقدم نادي الهلال بطلب للمدعي العام مفاده ما يشبه الإسترحام للاعب، وأنه لاعب صغير السن يرجى منه أن يفيد الهلال والمنتخبات الوطنية، وأنه هذه القضية ستضره، غير أن الرد على هذا الإسترحام قد جاء موجزاً وحاسماً وهو ان الهلال ليس طرفاً في هذا التقاضي بين اللاعب وناديي العباسية وبيت المال.. فارتدت الآمال إلى اللاشيء.. وتعلقت من جديد بنفوذ المتنفذين، ولكن قرار المدعي العام بتوجيه النيابة لتوجيه الإتهام للاعب تعتبر نكسة لنادي الهلال الذي لاحت له حلول كثيرة لإحتواء المشكل قوبلت بتقاعس واضح.
ماذا يعني القرار بالنسبة للعباسية؟
المتضرر الأساسي من قضية أحمد بيتر ومفجرها والشاكي فيها نادي العباسية إذ يعتبر المتحدث فيها: أن الخطوة عملاقة نحو إحقاق الحق بعد ان مرت قضيتهم بمناطق مطبات كثيرة والآن وضحت معالمها وانهم منتصرون بإذن الله، وسيتسلم النادي قرار توجيه الإتهام لأحمد بيتر وآخرون لتقديمه للجنة الإستئنافات التي كانت قد طلبته من قبل، وسيكون كافياً كإفادة في القضية في مجراها الرياضي.