صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

بكري المدينة والنجومية المزيفة..!!

39

كـــــــرات عكســـــية

محــمد كامــل سعــيد

Mohammed.kamil84@yahoo.com

بكري المدينة والنجومية المزيفة..!!

* وصل بكري المدينة الى العراق تمهيداً لبداية تجربة (احترفية) مع فريق القوة الجوية على سبيل الاعارة لعام.. وبعد وصوله بساعات قررت الاستئنافات تخفيف عقوبته الخاصة بايقافه لعام ونصف الى 6 أشهر و10 مباريات.. واعتقد ان ما صدر من تخفيف سيكشف حجم الوهم الذي عاشه ويعيشه بعض المرضى بـ(داء هلالية) قادة اتحاد الكرة..

* وبالرجوع لى التجارب التي قام بها العديد من اللاعبين السودانيين وانتقالهم للدوريات العربية سنجد انها خلصت بنسبة كبيرة الى الفشل، حيث تنتهي بعودته الى فريقه بخفيّ حنين فيسرح ويمرح في جنة احلامه الوهمية حيث الغزل الاشتر، والنفخة الكذابة، وبث كل ما له علاقة بعبارات التعصب للمريخ والهلال والذي يعود بالنفع على التجار فقط..!

* ان ما حدث ويحدث للعديد من لاعبينا لا يرقى ان يكون احترافاً، لا لشئ سوى لانه لم يخرج حتى الان عن دائرة الاعارة، التي تتم بعد تجديد ادارة النادي السوداني تعاقد اللاعب خوفاً من عودته الى البلاد والانضمام الى الفريق المنافس.. وفي تفسير آخر تفرض تلك الخطوة احساساً مبكراً بفشل اللاعب في فترة الاعارة على القادة ومطبلاتيهم

* ثم ان جل سيناريوهات الاحتراف بالنسبة للاعبنا السوداني تمر عبر سيناريو واحد تفاصيله مملة للحد البعيد، تتشابه نهاياته في الفشل، فبعود الى احضان النصابين من جديد ليحرث في البحر ويعك مع قادة العك دون اي رغبة في تكرار التجربة التي دائماً ما تكون اكبر واوسع من فهمه وامكانياته الفقيرة الضئيلة المتواضعة (الحبّة)..!!

* في السابق، لعب الكثير من نجومنا في اكبر وأعرق الاندية العربية بالدول من حولنا على سبيل الاحتراف في وقت لم يعرف فيه احد معاني او معطيات الاحتراف.. ووجدت نفسي شخصياً أقف على تجارب عمر النور وشطة وسمير محمد علي في قمة مصر الزمالك والاهلي بشمال الوادي، وليس باندية صغيرة لا مكان لها على خارطة التنافس..

* بخلاف ذلك هناك العديد من النجوم على شاكلة سانتو والنقر وبشارة وعلي قاقرين وكسلا وغيرهم تألقوا في اكبر الاندية السعودية والاماراتية، وزاملوا كبار وفطاحلة النجوم، ونجحوا في كتابة اسمائهم باحرف من ذهب على خارطة الاندية التي ارتدوا شعارها، وقادوها للفوز بالكثير من البطولات، بمهاراتهم، وفنهم، وعبقريتهم بدليل انهم لا زالون يجدون التقدير والاحترام وسجلات التاريخ تحفظ لهم كل ما حققوه..!!

* لكن وبعد التدهور والانهيار الذي اصاب كرتنا، بفعل السياسات الادارية والاعلامية الهدامة، كان من الطبيعي ان يتراجع ويتواضع اسم وقيمة اللاعب السوداني سواء في الخليج او بقية دول المنطقة سواء على الصعيد العربي او القاري، فتحوّلنا للاسف للاحتراف في صفوف الاندية التي لا تعرف غير القيام بدور الكومبارس في بلدانها..

* ولعل الامثلة الاخيرة المتعلقة بانتفال السماني الصاوي الى ليبيا، بترشيح من الفرنسي غارزيتو، ثم عودته وهو يجرجر اذيال الخيبة والفشل، وما حدث لصهيب في الدوري السعودي (درجة ثانية)، وما فعله شيبوب الذي (فرقع الدنيا) بالانتقال الى سيمبا التنزاني (يا فرحتي) ما هو الاّ برهان عملي للمصير الذي ينتظر لاعبنا السوداني في كل خطوة..

* نعود الى بكري (الكواي) ونشير الى اننا لا ولن نستبعد ان نتابع عودته الى حضن المريخ بأسرع ما يمكن، لا لشئ سوى لقناعتنا بان اللاعب السوداني لا يعرف (ألف باء تاء ثاء) الشئ المسمى بالاحتراف، وسرعان ما يصاب بالضيق والقلق من تفاصيل الانضباط التي تفرض عليه من ادارات الكرة بالاندية التي ينتقل اليها لشهور..

* الانضباط يظل هو الاشكالية الاساسية التي تعترض اللاعب السوداني، ونجده يستغل طيبة وحسن تعامل اداراتنا معه بمعزل عن بنود الاحتراف الذي يفترض ان يتضمن تفاصيل حياتية يومية تترتب عليها عقوبات وخصومات مالية حال حدوث اي تقصير او وقوع في هفوة على شاكلة ما ظل يقدمه (الكواي) منذ ان بدأ مشواره مع الهلال..

* التعامل العاطفي، الممزوج بالتعصب، من جانب الشرائح التي تتعامل مع اللاعب في محيط النادي هي للاسف التي تفتح باب الفشل امامه، وتساعد في تحطيم آماله، وانهيار تطلعاته، وتساهم في ربطه مع صفة المحلية التي يظل يلف ويدور في فلكها الى ان يعتزل الكرة، ويتحول الى مكان آخر ليبث فيه تفاصل الفشل التي سكنته كلاعب..!!

* بكري المدينة حلقة من حلقات الفشل التي تمر على كرتنا السودانية، يتميّز ببعض المهارات التي فشل من حوله في توظيفها بالصورة المثالية وتنميتها والارتفاع بمستواها في الوقت المناسب، فكبر على علاته وظهر في شكل نجم مزيف يفتقر لابسط المقومات.

* تخريمة أولى: لظروف قاهرة اجد ان بعض مباريات الدوري السعودي او المصري تفوتني ولا استطيع متايعتها على الهواء مباشرة، لكن ذلك، وفي اطار القنوات الناقلة لتلك الدوريات لا يمثّل اي مشكلة بحيث يمكنني متابعتها في وقت لاحق.. اما البرامج فلا انكر اعجابي ببرنامج (الجمهور) الذي يقدم تغطية ظريفة وخفيفة لاكبر واهم المباريات بالدوري السعودي.. وفي السابق كان هنالك برنامج (الكاميرا في الملعب) لتغطية تفاصيل اكبر واهم مباريات الدوري المصري.. قناتنا السودانية ولان اسمها (المتاعب) نجدها تغوص في الفشل ليل نهار ولا برامج ولا بحزنون.. بس كل الذي تحرص على تقديمه عك عك عك عك.. كرهتونا (التسالي زاتوو) وجايبين لنا المذيعة تتمكيج قدام الكاميرا..؟

* تخريمة ثانية: فوز صقور الجديان على تنزانيا حمل معه العديد من الرسائل الى اولئك الذين اصابهم مرض (كراهية البروفيسور كمال شداد) وللاسف حدث ذلك ويحدث ويتعمقون في كراهيتهم لمنتخب البلاد عشان رئيس الاتحاد (هاريييهم وما شغال بيهم).. صقور الجديان صارت تحقق الانتصارات خارج الديار على المنافسين في ظل توظيف شامل كامل لشبابنا الصاعد من المدربين وفي مختلف المنتخبات.. ما شاء الله محمد موسى وحمد كمال في الشباب وخالد بخيت في الفريق الاول والجميع على ثقة بان كل من يمتلك المقومات اللازمة سيجد فرصته في العمل وخدمة وطنه، ولا عزاء للمرضى والمصبين بداء الرمد..!!

* تخريمة ثالثة: وتاني بنعيد: مرت الايام، كالخيال احلام ولا نزال ننتظر نتيجة شكوى لوزان التي أوهم البعض عشاق الكيان بانها (مربوحة) ولعل ما حدث من فشل متراكم في القضايا التي افتعلها المرضى بالسنوات الماضية سيكون هو السند الاول والاخير للبسطاء لتقبل واقع تبدد الحلم الوهمي.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد