صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

بلاغ لولاء البوشي..!!

50

إلى أن نلتقي

قسم خالد

بلاغ لولاء البوشي..!!

وحميد ينشد شعراً في وجه الباطل، كأنه يخاطب أمة الهلال المعتصمة بدار ناديها قرفاً وألماً مما حدث للهلال منذ أن تولى الخديوي سدة الحكم في هذا النادي الكبير حينما قال بلسان فصيح:
يا غضبان في وجه الباطل
ويا مستهجن كل الحاصل
ويا مغبون
ويا مسجون
ويا مطعون
ويا ممكون مع باقي
عقاب الشعب الفاضل
أيوه معاك في أنك تغضب
أيوه معاك في أنك تشجب
لكن لمن تغضب
لازم تعرف
مين القهرك وضربك
وبين الوطن الضاع بي سببك
وما تستغرب
أيوه الوطن الضاع بي سببك
عارف كيف ضيعتو بسببك
أنك ساكت وعارف وشايف
إلى آخر تلك القصيدة التي أبدع فيها هذا الرجل الأمة، وعندما قال: (الوطن الضاع بسببك) كأنه يقصد السيد الهلال، فالهلال وطن بلا حدود، لا يعرف جغرافيا المكان ولا الزمان، نعم ضاع الهلال بسبب هذا الرجل، فالآن فقط انتهت العقوبة التي أنزلها الاتحاد السوداني لكرة القدم بعد أن فرض عليه عقوبة صارمة جراء الاعتداء على حكم القمة وحالات الشغب التي أعقبت تلك المباراة في مسابقة الدوري الممتاز، وقبل أن يكمل السيد الهلال تلك العقوبة هاهو الاتحاد الأفريقي يوقع على السيد الهلال -أيضاً- عقوبة يحرمه فيها من جماهيره لأربع مباريات على التوالي إضافة لـ (50) ألف دولار، تخصم من استحقاق الهلال، و(50) ألف دولار، أخرى مع وقف التنفيذ، قد يقول قائل: وما ذنب الخديوي في هذا الإيقاف المحلي أو الأفريقي؟ ولهؤلاء نقول: من الذي أفرغ الهلال من أفضل نجومه حتى يتفوَّق عليه المريخ؟ من حارب الجماهير؟ من عبأ تلك الجماهير قبل مباراة الأهلي المصري؟ من شنَّ الحرب على حكم اللقاء؟
الإجابة واحدة، وليس غيرها، إنه الخديوي الذي أفرغ الهلال من أفضل نجومه، إنه الخديوي الذي يستبدل المدربين واللاعبين كما يستبدل قمصانه .
هو الخديوي بشحمه ولحمه من هتك النسيج الاجتماعي لأهل الهلال، هو الخديوي بشحمه ولحمه من أوصد أبواب النادي لخمس سنوات، على التوالي بداوعي الإنشاءات، هو بلحمه وشحمه من أوصد أبواب العضوية لطالبيها من أهل الهلال، هو من رفع الاشتراك الشهري لمليون جنيه، دون أي سند قانوني، هو من جعل جماهير الهلال تهجر ملعب الهلال احتجاجاً على سوء عروض الهلال، هو الخديوي من فعل كل هذا، لذا يجب عليه الرحيل الآن، هو الخديوي الذي جعل جماهير الهلال ممثلة في شباب أولتراس وتجمُّع الهلاليين تعتصم بدار ناديها وتطالبه بالرحيل.
من حق الخديوي أن يتمسَّك بالديمقراطية التي جاءت به رئيساً لأكبر الأندية السودانية، لأنه إن لم يتمسَّك بها فسيطالع أخبار الهلال بعدها عبر الصحف وسيشاهد الهلال عبر القنوات الناقلة لمبارياته، البقاء رئيساً للهلال يستوجب العديد من الشروط، ولا أعتقد أن هناك شرطاً واحداً ينطبق عليه من تلك الشروط .
هو معذور لأنه لم يسمع بالبابا الطيب عبدالله كيف كان يدير الهلال، هو معذور لأنه لم يسمع يوماً بحكمة (الحكيم)، هو معذور لأنه لم يسمع يوماً (بالرجل القوى) عبد المجيد منصور، هو من عاصر عهد الأرباب ولم يستفد منه شيئاً، هو من عاصر عهد البرير -أيضاً- ولم يستفد منه شيئاً .
هو يعتقد أن الروح العدائية والاستفزازية التي ينتهجها على شاكلة (أنا قاعد 25 سنة) ستبقيه على سدة الرئاسة، هو يعتقد أن حالات الاستفزاز التي باتت سلوكاً عنده على شاكلة (سأدفع بستة آلاف) من الجماهير، سيجعل الجماهير تصفق طرباً لتلك التحديات التي لم تقتل بعوضة .
سيحفظ التاريخ الهلالي الناصع بأن الخديوي هو الرئيس الوحيد من بين الرؤساء الـ(40) الذين تعاقبوا على رئاسة هذا النادي الكبير الذي أساء لرواد نادي الهلال عندما وصفهم بأنهم يقومون بطهي (الحلل) داخل أسوار النادي، هو الوحيد الذي وصفهم بأنهم يتناولون المشروبات بأنواعها كافة، داخل حرم نادي الهلال.
هؤلاء الرواد أن كانت ذاكرته ضعيفة هم من رحب به، وهم من هتفوا له (الراجل جا) حينما زارهم في اعتصامهم الأشهر بداية العام 2013م، جزاء هؤلاء الأهلة الشرفاء أن يتم وصفهم بما ليس فيهم، ومِن مَن ؟ مِن رئيس ناديهم للأسف الشديد .
أخيراً أخيراً..!
الآن وبعد أن شعر شباب أولتراس، وتجمُّع الهلاليين الشرفاء بأن السيد الهلال ما عاد له شيئاً ليخسره بعد وداع البطولة الأفريقية أمام الأهلي المصري، تمترسوا في دارهم، وأعلنوا الاعتصام، بل وأعلنوها صراحة أنهم لن يبارحوا ديارهم إلا بإعلان الرجل خروجه من سدة الحكم بنادي الهلال وفوراً، تلك هي رغباتهم، بل رغبات كل أهل الهلال إلا الذين ينتفعون من وجود الرجل في منصب الرئاسة.
هؤلاء أعلنوا الحرب صراحة، على الرجل وعلى مجلسه، وأن كان هو المستهدف الوحيد، لأن بقية أعضاء المجلس جعلهم للأسف الشديد لا يحرِّكون ساكناً .
يخافونه، ويخافون لسانه، بل يخافون آلته الإعلامية التي نهشت ظهور غيرهم وخافوا أن تنهش ظهورهم، لذا منهم من لزم داره، منهم من استقال، منهم من ابتعد، ومنهم من غادر البلاد وبقى وحده ظاناً أن أمواله ستحميه من غضب الجماهير.
لم يبق معه إلا أفكار وداعة، وهي فرصة طيبة لنقدم لها التهاني بمناسبة فوز فريق السلة على نده المريخ في الدوري الممتاز للبطولة، وغير أفكار لم يبق له أحد، رغم ذلك لا زال في غيِّه يمرح متوعداً شباب الأولتراس، وما درى أن ولاء الشباب الذين آمنوا بالهلال، قضية ومبدأ، لن تهز فيهم تلك التصريحات -التي أطلقها- شعرة في رؤوسهم.
أخيراً جداً..!
سيتواصل الاعتصام رضي الخديوي أم ضرب رأسه بالحيط، لأن الإيمان بالقضية التي دفعت هؤلاء الشباب للاعتصام قضية كبيرة، هي الهلال، وعندما يتعلق الأمر بالهلال فهؤلاء الشباب على أهبة الاستعداد ليقدموا أرواحهم من أجل رفع شأن ناديهم الذي يحبونه.
لن ينفع بعد الآن، بعد الاعتصام أي حلول أخرى، فهؤلاء الشباب أعلنوها صراحة رفع الاعتصام مشروط بذهاب الخديوي غير مأسوف عليه، وإلا فهم جاهزون ليكملوا عامهم هذا بين أسوار ناديهم .
لكن ما يؤسف له حقيقة أن لا أحد من المسؤولين سأل عن هؤلاء الشباب، أين رئيس المجلس الأعلى للشباب من هذا الحراك؟ أين المفوضية الولائية؟ بل أين وزيرة الشباب والرياضة التي جاءت من رحم الثورة من هذا الحراك؟
أن وجدنا العذر لرئيس المجلس الأعلى بالولاية، وأن وجدنا العذر للمفوضية الولائية باعتبارهما (دولة عميقة) فما الذي يجعل الوزيرة ولاء البوشي تصمت ولا تحرِّك ساكناً؟
وهذا بلاغ لك سيدتي الوزيرة.
اذهبوا فأنتم الطلقاء

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد