صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

بناتنا لعبن كورة وعبد الواحد قال (نو)!!

28

تأمُلات

كمال الهِدي
___________

. أكثر ما آلمني في مشهد انطلاقة دوري كرة القدم للسيدات هو ظهور ميرفت بجانب عضوة المجلس السيادي ووزيرة الشباب والرياضة.

. وذلك ليس مُقتاً في ميرفت، فقد أشدت بها كمقدمة برامج أكثر من مرة في هذه الزاوية.

. لكن ميرفت في نظري من فلول النظام البائد (جزئياً) وأحد المستفيدين منه.

. ونفسى لا تطيق حتى هذا اليوم رؤية أي ممن تماهوا مع نظام (الساقط) البشير ولاتقبل بهم في أي موقع كان.

. ليس ملائماً اطلاقاً أن نرى وزراء ثوريين بجانب من تسببوا في إفساد حياتنا على مدى سنوات طويلة.

. أعلم أن الوزيرة لا تملك شيئاً تجاه هذا الوضع لأن ميرفت عضو في مجموعة اتحاد الكرة وتمثل المرأة فيه.

. وهي مجموعة يوم أن ظهر اسم دكتور شداد على رأسها حذرته عبر أكثر من مقال من الوقوع في فخ الكيزان.

. كان رأيي أنهم يريدون تلويث تاريخه الناصع كرجل نظيف وعفيف، اتفقنا أو اختلفنا معه في أساليب العمل.

.وقد حدث لاحقاً ما تخوفت منه، ووصل الأمر حد توجيه اتهامات فساد مالي لرجل عُرفت أسرته كلها بالزهد.

.والغريب أن الاتهامات توجه لشداد من أناس لم يسكتوا على الفساد الواضح لغالبية أهل السلطة فقط، بل أن بعضهم من الأثرياء الجدد الذين وظفوا فساد الانقاذيين لكسب المال وتحقيق الثروات.

.ولو كان الواحد منهم ينتمي لأسرة معروفة كعائلة شداد لأستثمر الإسم في تحقيق المزيد من الثروات.

. المهم في الأمر أن الكيزان وأزلامهم يسلطون أضواء زائدة على دوري السيدات لإيهام غير المتابعين للشأن الرياضي بأن المدنية ( جابت ليه كورة بنات).

. والواقع أن هذا واحداً من متطلبات الفيفا وقد بدأ الترتيب له قبل انجار ثورة السودانيين بوقت طويل.

. يعني لو كان الكذوب البشير وسفلته تجار الدين حاضرين في المشهد لرأيتم ذات الشابات يداعبن الكرة، فبلاش استهبال وكفاكم متاجرة بديننا الحنيف.

. وأياً كان رأي البعض في ممارسة الفتيات لكرة القدم، تظل المدنية الخيار الأفضل، بل الوحيد لإدارة هذا البلد المتنوع في كل شيء.

. حتى إن وجدنا في المدنية أخطاءً، ومهما كبرت أو صغرت فهذا لا يمكن أن يكون مبرراً لرفضها، فقد جربتم التسلط والقهر وتجار الدين على مدى ثلاثين عاماً تذوقنا خلالها جميعاً العلقم.

. تحب أو تكره مشاهدة فتاة تركض في ملعب كرة لا يفترض أن يدفعك ذلك أخي الثائر للسخرية والكلام (الشين).

. ومن غير المعقول أن يشجب بعضنا المشهد متعللاً بالدين والتقاليد، وفي ذات الوقت يسخر من خلق الرب عز وجل.

. فالبنات اللاتي يوصفهن بعضنا بما لا يليق خلقهن ذات الخالق الذي يزعم بعضنا أن دافعهم لرفض لعب البنات هو شرعه.

. فكيف نحرص على شرع الله وفي ذات الوقت نتندر ونسخر من خلقه!!

. هذا وضع لا يجوز ولا يقبله لا دين ولا عقل ولا تقليد.

. قد يقول قائل ده مجرد تنظير من الكاتب، لكنني أذكركم ونفسي بقول الحق ( لا يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد).

. وتخيل أخي الكريم لو أنك كتبت عبارة تسخر فيها من شكل إنسانة خلقها الله ونشرت البوست وبعد لحظات وافتك المنية!!

. هل تخيلت حجم السيئات التي ستحصل عليها حتى بعد مواراتك الثرى!!

. لست منظراً ولا متشدداً في الدين، لكن هذا هو الإسلام الذي نفهمه ونؤمن ونعمل بتعاليمه السمحة.

. وأسال الله أن يهدينا وإياكم ويمنع عنا شرور أنفسنا.

. والآن دعوني انتقل للجزء الثاني من فكرة المقال.

. فقد طالعت بالأمس الكثير من ردود الأفعال على بيان حركة عبد الواحد.

. رأيي أن حركته لم تخطيء وهي تطالب بدولة مدنية كاملة وبتصفية المؤتمر اللا وطني.

. وهل نحن مقتنعون بأن كل شيء على ما يُرام!!

. ألا يذهب كل منا لفراشه ليلاً ويده في قلبه مما يمكن أن يأتي صباحاً من بعض المتآمرين على ثورتنا الذين يمشون بيننا ويتحكمون في الكثير من الأمور حتى يومنا هذا!!

. فلماذا إذاً نلوم عبد الواحد إن حمل رأياً لا يروق لنا، علماً بأن غالبيتنا نحمل ذات الرأي ونردد في أنفسنا ليل مساء عبارة ( ربنا يكضب الشينة).

. من الصعب جداً فعلاً أن تكون هناك مدنية مع وجود مؤثر للعسكر.

. وهو وضع أجبرتنا عليه بعض الأخطاء التي وقعت في أوقات مضت.

. أليس غريباً أن (يتضرع) وسطنا الكيزان وفلولهم، بل ويعملون ما يحلو لهم دون أن نستطيع ايقافهم عند حدهم!!

. فلما لا نفهم كلام حركة عبد الواحد ضمن سياق اختلاف الرؤى بدلاً كن القفز سريعاً للاتهامات ووصفه ب (مستر نو) الذي يرفض من أجل الرفض!!

. ليس بالضرورة إن قبل بعضنا بأنصاف الحلول أن نفرض هذا المنهج على من لا يؤمنون به.

. فلتكن لغة الحوار سيدة الموقف، ودعونا ننتظر فربما يستطيع دكتور حمدوك اقناع قائد جيش تحرير السودان بالإنضمام للركب.

. فلعبد الواحد والحلو ثقلهما الذي لا تخطئه العين.

. وبدون التوافق لا يمكننا التعويل على العالم الخارجي مهما بدر منه من حسن نوايا تجاه ثورتنا.

. فكلهم في نهاية الأمر يسعون لمصالح قد تتضارب مع مصالحنا في الكثير من المنعرجات، لذلك لابد من توافقنا وصبرنا الشديد على من يختلف مع ما تم بإعتباره ثورة منقوصة.

. واهم من يظن أن العالم الخارجي _ الذي احتفى بكلمة حمدوك وأبدى استعداده للدعم_ سيقف معنا إن غدر بنا أعداء الثورة الداخليين.

. فلو كان هذا العالم الخارجي يتصرف على هذا النحو لما أبقى على المجرمين واللصوص الذين حكمونا لثلاثة عقود كاملة.

. لن تحك جلودنا سوى أظافرنا، فلنسعى للتوافق مع كل من ناهضوا نظام الكيزان البغيض، سيما من ثبتوا على موقف واحد لم يتزحزح مثل عبد الواحد.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد