صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

تتكلموا فوقوا انتو الجيش

42

افياء

ايمن كبوش

تابعت امس مقطعا قصيرا عبر الواتساب قال ناشره انه لمعركة حربية دارت بين الجيش والدعم السريع.. كانت معركة اشبه بتلك المعارك التي كان يصورها البرنامج التلفزيوني الشهير “في ساحات الفداء”.. قعقع السلاح من طرف واحد.. اذ لا تكاد ترى اي تبادل من الطرف الاخر.. بينما يهدر الجنود الكثير من الرصاص الذي يدفع كلفته الشعب السوداني، دولار ينطح دولارا.

# قال ناشر المقطع أنه يجسد لمعركة حامية دارت بين قوات الجيش والدعم السريع في مدينة السوكي، كرد لما جرى من احداث دامية صبيحة يوم ١٣ يوليو الجاري.. بينما تجسد مقاطع المقطع، في حقيقته المجردة، لما دار من تبادل لاطلاق نار يوم ٧ ابريل الماضي في ساحة القيادة العامة.. حيث تمت محاولة يائسة من قوات الامن لفض الاعتصام فتصدت لها طواقم الحراسة الموجودة امام بوابة الفرقة السابعة مشاة باهمال كبير في استخدام الرصاص، وسط تهليل وتكبير من بعض المعتصمين.. وكأن هذه القوات قد دكت بعتادها حصون حلايب وشلاتين.

# اشد ما استوقفني في هذا المقطع، ولكم احزنني، عملية “تحميس” النيران.. وازكاء اوار الحرب من بعض المعتصمين الذين كان يتمنى اغلبهم، ان لم يكن كلهم، ان تقوم الحرب ما بين الجيوش التي تعسكر في الخرطوم.. وان تقاتل بعضها بعضا.. وما دروا بان حريق هذه الحرب.. لا يفرق كثيرا مع هذه القوات التي ادمنت “الدواس” بينما ظل بعضها يتحين الفرصة لفش الغبن الكامن في الصدور، وهو غبن مهني متجذر الاسباب له علاقة مباشرة بالامتيازات التي يحصل عليها طرف عوضا عن طرف آخر.. في الرواتب والحوافز والميزانية المفتوحة على رفاهية لا حدود لها.. بينما لا يجد البعض غير “قبض الريح”.. لذلك لا يأبه بعضهم كثيرا للمثل القائل “من فش غبينتو خرب مدينتو..” ولكن ما بالنا نحن المدنيون.. نتمرغ في امانينا.. نرقد على وسائد التحريض لكي تدور المعركة حتى نحصد ثمارها خرابا ودمارا… وكلنا قد شاهدنا تلك الفتاة التي استوقفت ضابطا بالجيش لتقول له: “انا ما اختك.. ما ح تحميني.. ح تخليهم يقتلوني” بينما كان من حولها من شباب يقولون “الجيش انتهى.. هو وينو الجيش” مع انهم جميعا لم يكونوا في محيط الاعتصام بالقيادة ولا من سماره الذين تغنوا.. “نحن مرقنا علشانك ديسمبر تشهد” ولا هم الذين تضرروا من عملية الفض الاليمة.. هم مجرد محرضين ينتظرون ان يتحول السودان الى رماد.

# عندما تحدث الفريق اول طيار صلاح عبد الخالق سعيد عضو المجلس العسكري، رئيس اللجنة الاجتماعية والفئوية عن وجود ثماني جيوش في السودان وكان يعني بحديثه عن الجيوش الثمانية الآتي:
1/ الجيش السوداني
2/ الدعم السريع
3/ الحركة الشعبية / الحلو
4/ الحركة الشعبية / عقار
5/ العدل والمساواة (جبريل)
6/ تحرير السودان (عبد الواحد)
7/ جيش تحرير السودان (مناوي)
8/ كتائب الظل (الحركة الإسلامية.. سعادته لم يكن يهرف بما لا يعرف.. هذه هي حقيقة “الخوازيق” التي زرعها البشير حيا ليحصد زرعها ميتا وليسمم بها الحياة السودانية، وربما هذه جيوش تعلمونها، بالضرورة، ولكن هناك الدفاع الشعبي، الشرطة بعملياتها وقواتها الخاصة واحتياطيها المركزي والشرطة الشعبية، وجهاز الامن بعملياته، هذه جيوش موجودة بعدتها وعتادها كقوة ضاربة وموازية للقوات المسلحة.. وهي قوات جاهزة للقتال.. والموت عندها نتيجة راجحة ومتوقعة وحتمية… ولكن مالنا نحن كمدنيين بهذا الحريق حتى نتمناه ونزكي نيرانه حتى نعيش في سماء ملبدة بسحب المقزوف من كل جنس وكل لون..

# يجب ان نحافظ على سلميتنا ونصفي نوايانا.. ونعمل جميعا على ان تكون فترة الانتقال التي نرجوها جميعا، فترة خالية من الاشتباك المباشر بين القوات المختلفة التي تقاسمنا الارض.. بعد ان حولت الخرطوم الى ميدان قتل فسيح، تتعدد فيه الاسباب.. والموت فيه واحد.. سواء برصاصة من عسكري موتور.. او حادث مروري عرضي من آخر متهور بلغ به الضغط النفسي الى تلك الدرجة التي لا يرى فيها امامه.

# علينا ان “نلم الدور” ونترك التحريض.. تصريحا او تلميحا ونبتعد عن صناعة ابطال من صغار ضباط القوات المسلحة.. لان هؤلاء الضباط يأتمرون بأمرة من هم اعلى منهم.. واي فعل مخالف لما امروا به يعرضهم للمساءلة المهنية.. ويعرضهم لخطر الطرد من الخدمة العسكرية.. وبذا نكون قد عرضنا مستقبلهم للضياع دون ان ندري.. بدلا من ان ندخرهم لعوزة الغد الارحب.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد