صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

تجربة…. تجربة… خطيرة جد…!!

47

أبوعاقلة محمد أماسا
لست ممن يهابون التجارب والمواقف في هذه الحياة أيا كانت نتيجتها، بالعكس… أعيشها بكل مشاعري على أساس أن الحياة مدرسة تفتح أبوابها على هذه المواقف، وقد أنضجتني هذه التجارب في حياتي وأدركت أنها خطوات مكتوبة، سنمشيها… شئنا أم أبينا…
هذه هي المرة الثانية التي أرافق فيها صديقي الأستاذ أبوبكر عابدين إلى الأراضي المقدسة لأداء العمرة.. والمرة الثالثة في حياتي، وفي تقديري كانت هي الأسهل من سابقاتها، ولم يسبق لي السفر عبر المطارات إلى البقاع الطاهرة، ربما لأنني أستمتع ببعض معاناة السفر ووعثاءه، وأتعلم منها كثيرا، وسبب آخر وهو أنني أتحين الفرص لزيارة أهلي ببورتسودان، وهم هناك أكثر عددا من أي مدينة أخرى.. حتى الدلنج.
مضت الأمور على أفضل مايكون، وبعد لحظات رائعات في مدينة السحر والجمال، مع أصدقاء مميزين حتى إذا استقرينا في غرفنا وتوجهت أفئدتنا وتركزت في بيت الله الحرام… وبدأ عداد الروحانيات في الإرتفاع.. وسمعنا عبر مكبرات الصوت دعاء السفر واستعدت الباخرة للإبحار بعد أن صلينا المغرب والعشاء جمعا وقصرا، تمددت وسرقني النوم سريعا بعد التحصين… لم أتبين الوقت وأعرف كم من الزمن استغرقته في النوم، قبل أن أصحو على أصوات مريبة وحركة ركض عبر ممرات الباخرة الأنيقة (أمانة) التابعة لشركة نما المصرية، وشهادة لله كانت باخرة ربما الأجمل من بين سابقاتها التي سافرت على متنهن.. وكذلك كانت نظيفة ومنظمة وكل شيء يسير كما الساعة قبل أن تضج الباخرة بحركة وصراخ الطاقم المصري، صحوت مذعورا وخرجت من الغرفة دون النظر لما ورائي… صعدت سلما معاكسا لاتجاه الناس.. لم ألحق بالزميل أبوبكر عابدين.. فقد كان أسرع مني للمرة الأولى في تأريخ صداقتنا رغم الجراحة المعقدة التي أجراها قبل شهور ولاحظت أنه لم يستخدم عصاه في الحركة، وفجأة وجدت نفسي في مؤخرة الباخرة نحو البحر.. وعندما انتبهت في الناحية الأخرى اكتشفت أننا مازلنا في سواكن وأن الباخرة لم تبحر بعد.. فسألت: لم الإنزعاج والتدافع، تذكرت لوهلة أنني أجيد السباحة.. وأنني مولود على ضفاف النيل الأزرق العاتي والأمر ليس خطيرا ولا مرعبا … وما لم يكتب الله لنا الموت فلن نموت.. ولكن المرعب فعلا كانت حركة الطاقم المصري… فبعضهم كانت تنقصه الخبرة في التعامل مع الأزمات.. وكان البعض منهم بحاجة إلى (حفاضات) كبيرة من خلال ألفاظ تفوهوا بها.
الجانب الآخر المرعب.. منظر المسنين والمرضى الذين كان ذووهم يدفعونهم على الكراسي المتحركة.. والأطفال الصغار والنساء.. ووجدت نفسي أتراجع إلى الخلف لأراقب بعد أن علقت الطبق المشغل للحاسة الصحفية على رأسي.. وبدأ الطاقم في إنزال قوارب النجاة وإجلاء الركاب… وصراحة كان البعض أكثر حكمة من آخرين.. فساعدوا الطواقم على منح الأولوية للمسنين والأطفال وللنساء والأطفال.. وﻷن لكل قاعدة شواذ.. سبقهم بعض الشباب.. وعددهم قليل..
لم نلحظ إهمالا.. ولا ما يدعو لأن الباخرة غير مؤهله.. بالعكس.. كان كل شيء مرتبا والتعامل جيدا حتى لا يظلم الطاقم المصري والشركة… ومبدئيا لنقل أنه القضاء والقدر.. ليس إلا..
التعامل الإعلامي مع الحدث كان (إنشطاريا).. وقد تذكرت لوهلة أنني أخطأت بكتابة (بوست) على صفحتي مصحوب بصورنا مع بعض الأصدقاء ببورتسودان أوضح فيه أننا سنبحر على ذات الباخرة.. ولكن الحرج الأكبر كان الطريقة التي نشرت بها صحيفة الدار الخبر.. والصور التي صاحبت النشر… وكان من آثارها أن يتصل علينا أهلنا من بعض مدن السودان وأصدقاءنا ومعارفنا وهم مذعورين.. وأنا عاتب على صديقي مبارك البلال في هذا.
أكتب كل هذا ونحن على باخرة باعبود وقبل دقائق من إبحارها… فنحن خارجون في سبيل الله وفي رحابه… ونطمئن الجميع ونستودعكم الله.. ونشكر الجميع على المشاعر النبيلة..

15826009_10154327541793380_6044265314044084665_n

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

لزوارنا من السودان متجر موبايل1 

http://www.1mobile.com/net.koorasudan.app-2451076.html

3,339 حملو التطبيق

لزوارنا من جميع انحاء العالم من متجر قوقل

https://play.google.com/store/apps/details?id=net.koorasudan.app

10130 حملو التطبيق

على متجر   mobogenie

 http://www.mobogenie.com/download-net.koorasudan.app-3573651.html

1000+ حملوا التطبيق

 

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد