في غمرة الأحداث، مرت علينا قبل أيام ذكري الرحيل المر لواحد من أفضل المحترفين الذين مروا بالكشف الأحمر الذي كتب فيه اللاعب اسمه بأحرف من نور.
السادس من مارس، شهد الذكري التاسعة لرحيل النسر النيجيري اندراوس ايداهور عن هذه الفانية و هو يتدثر بشعار المريخ منافحا عنه داخل أرضية الملعب بكل قوة و عنفوان قبل أن يتوقف قلبه الباسل عن الخفقان في حادثة شقت علي قلوب المحبين الذين بكوا شبابه اليافع دما و دمعا سخيا.
ايداهو، المحترف الذي دخل القلوب منذ الوهلة الأولي، فعشقه الجميع لما لمسوه فيه من حب جارف للمريخ ترجمه اللاعب داخل الملعب بالأداء الرجولي و الاستماتة في الدفاع عن الشعار الأحمر الذي عشقه و أحب جمهوره لدرجة الوله.
و قصة حب طويلة، و جميلة، ربطت بين المريخاب و الراحل المحبوب منذ العام 2006 لحظة دخوله للكشف الأحمر و حتي تأريخ السادس من مارس 2010 عندما أسلم الراحل الروح الي بارئها و هو يصول و يجول داخل الملعب و أمام ناظري المحبين بداخل الملعب أو علي شاشات التلفزة الذين هزتهم اللحظات هزا و لم يصدقوا ما رأته أعينهم فتصايحوا ما بين مصدق و مكذب أن كيف رحل ايداهو عنا بهذه السهولة و بدون أن يقول وداعا لمن عشقوه و عشقوا فنه و قوته و رجولته التي تشبه جينات نجوم المريخ الأفذاذ علي مر العصور و السنوات.
و كما اختاره المريخاب فارسا مهابا و جلادا حارقا داخل خط ال18، فقد اختار ايداهو ذات المكان ليكون موضعا للفراق المر حين انكفأ جسده المثخن بالدماء الساخنة التي تفور حبا و ولها بالمريخ، و اختار أن تكون لحظة الوداع وسط الجميع و كأنما أراد أن يشهدها الكل ليحفظوا له حسن سيرته و سريرته في الكوكب الذي عشقه و اختاره ليكون له سكنا و أهلا و دار ختام.
و تبقي ليلة السادس من مارس، ليلة سوداء في ديار الأحمر الوهاج، بعد أو ودعوا نجمهم الأول بدمع سخين و قلوب مكلومة من مرارة الفقد و فجاعة ما حدث أمام ناظري الجميع.
نبضات متفرقة
سيستم الفيفا تمنع علي المريخ بداية و أدخل الرعب في قلوب الجميع من أن تكون عقوبة الفيفا قد تجددت أو تم مد أمدها.
سويعات من القلق عاشاها الجميع و هاتفي لم يمل من الرنين بإتصالات الصفوة المهمومين بشؤون ناديهم، قبل أن يتعطف السيستم (السخيف) علينا جميعا.
المريخ طلب شهادة الانتقال الدولية لنجمه السماني الصاوي عبر الاتحاد العام من نظيره الليبي.
نتمني أن نشهد تسجيلات نوعية و مؤثرة فنيا بالسرعة المطلوبة حتي لا تصرفنا معارك التسجيلات عن التحضير لأم المواجهات.
في العام 2006 خاض ايداهو 50 مباراة بالشعار الأحمر و احرز خلالها 46 هدفا و توشح بوشاح هداف الممتاز في موسمه الأول مناصفة مع كليتشي.
ايداهو شارك مع المريخ في 123 مباراة رسمية، 109 منها كانت كأساسي و 14 مباراة دخل فيها كبديل.
جملة المباريات الرسمية و الودية التي خاضها الراحل بلغت 176 مباراة (146 أساسي، 30 كبديل).. و خلالها أحرز 117 هدف بالشعار الأحمر الفخيم.
أول مباراة رسمية خاضها ايداهو برفقة الأحمر كانت ضد الاتحاد مدني في يوم 24/2/2006.
أول هدف رسمي أحرزه الراحل يوم 2/3/2006 و كان (للمفارقة) في شباك الأمل عطبرة (و يومها ابتدر نجمنا فترته بالهاتريك) الذي فارق الدنيا و هو يباري فرقته في السادس من مارس 2006.
أول هدف خارجي للراحل المحبوب كان في شباك الوفاق سطيف أمسية 18/8/2006.
الراحل هو أول محترف أجنبي بشعار المريخ يتمكن من احراز هدف في مباريات القمة، و كان ذلك في شباك حارس الهلال وقتها المعز محجوب.
أين لنا أن نجد نجما في مثل وفاء ايداهو، و مثل عطائن الدافق و المترع بالرجولة و البسالة و الاقدام.
مع بداية التسجيلات يبدأ البعض في ترويج الأخبار و الصور المفبركة بغرض الاثارة الرخيصة.. و هذا عين ما تعرض له الأخ عماد الماحي بالأمس حين نشر أحدهم صورة قديمة تجمعه باللاعب سومانا مدعيا حضور اللاعب.
بالاتصال بالاخ عماد فقد نفي الخبر في حينه و اعترف بأن الصورة سببت له حرج كبير بالاستخدام السيئ من بعض المرضي الذين يتلذذون بنشر الأكاذيب.
نتمني أن تمر فترة التسجيلات سريعا حتي لا يتلاعب البعض بأعصاب الجمهور المتلهف لسماع الأخبار التي تلبي اشواقه و أمانيه.
نبضة أخيرة
ايداهو.. ما جانا حبك من فراغ.. و لا نحن اخترناك غلط.
