صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

تسووا شنو وما عندكم سلاح!!

23

تأملات

كمال الهدي |

· أباؤنا انضموا لأسود وكنداكات الثورة.
· أمهاتنا أبينَ إلا أن يكنَ جزءاً من المشهد البطولي الرائع.
· أطفالنا ظلوا يشكلون حضوراً طاغياً وملفتاً، وقد تأدبوا بأدب ثورتنا الباسلة منذ انطلاقتها.
· حتى المؤلفة قلوبهم شعروا بالغيرة من رجولة الرجال وبسالة النساء وثورية الأطفال المشاركين في هذه الملاحم غير المسبوقة في تاريخ السودان.
· إلا أنتم يا ضباط وجنود ما كانت تُعرف بـ (قوات الشعب المسلحة) وعساكر وضباط الشرطة السودانية.
· أنتم فقط من تنقصون علينا فرحتنا.
· ملأتمونا شعوراً بالأسى.
· وصرنا نخجل لكم.
· يُضرب المعتصمون السلميون أمام أعينكم في محيط القيادة فتسكبون الدمع مدرارا.
· يُحمل المصابون والشهداء إلى مستشفى السلاح الطبي فتعبرون عن (خيبتكم) بذات الدموع التي لا تجدي ولا تفيد في مثل هذه المواقف.
· وما زلنا نتساءل: إلى متى سيظل جيش السودان عاطلاً عن أداء المهمة التي شُكل من أجلها!!
· أراضينا احتلها الآخرون ولم تحركوا ساكناً طوال العقود الماضية.
· في تلك وجدنا لكم بعض العذر.
· قلنا أن قائدكم الأعلى رجل (خائب) و(خائن) و(جبان)، وليس أمامكم سوى أن تنتظروا أوامره.
· فإن طلب منكم حمل السلاح والتوجه لأراضينا المحتلة لتحريرها فعلتم.
· وإن سكت عنها فليس أمامكم ما يمكن فعله.
· قبلنا ذلك على مضض.
· ثم جاءكم الخونة والسفلة في نظام الساقط البشير بعصابات ما أنزل الله بها من سلطان ومنحوها اسم الدلع ( الدعم السريع)، ومنحوا الكثير من (فتواتها) رتب العقيد والعميد واللواء والفريق، ولم تقولوا شيئاً أيضاً.

· لكن أن يستمر صمتكم وتبدون كأهل القبور تماماً وشعب السودان يُقتل كل يوم أمام أعينكم فهذا ما لا يمكن قبوله إطلاقاً.

· أنتم وعساكر وضباط الشرطة العاملين والمتقاعدين يفترض أن تخجلوا من أنفسكم وتفهموا أن الدموع لا تغير من الواقع شيئاً.

· لا تتوهموا أن تجريد (الخائن) الأعلى لقوات الشعب المسلحة البرهان لكم من السلاح يكفي كعذر يقبله الناس لتقاعسكم وصمتكم الذي يقتل أهلنا في اليوم ألف مرة أكثر مما تفتك بهم طلقات الجنجويد.

· فعندما تكون بلدك تحت الاحتلال يا عزيزي الجندي والضابط لا يمكن أن يقبل منك أي عذر إن لم تسع لتخليصها من هذا الاحتلال.

· نعلم أن خونة الأوطان قد فعلوا ما فعلوا بجيش البلد.

· (أدلجوه) وجعلوه جيشاً لتنظيم بغيض لا يعرف ديناً ولا أخلاقاً ولا تقاليد ولا قيم.

· وروضوه تماماً وأفسحوا لضباطه المجال للسرقات والكسب الحرام فماتت قلوب الكثيرين منهم.

· ندرك ذلك ونعلمه تماماً.

· لكن ما نعلمه أيضاً أن السوداني مهما بلغ به الحال لا يفقد نخوته وشهامته ورجولته بهذا الشكل المريع.

· ولا يقبل هذا السوداني الأعذار التي تقعده عن حماية العرض والشرف والأم والأب والولد.

· فهل تخيل أي منكم أن يكون ولده أو ابنه، شقيقه أو شقيقته أحد هؤلاء الذين تفتك بهم أسلحة الجنجويد ويُلقون في النيل أو في قارعة الطريق؟!

· فماذا تنتظرون بالله عليكم أكثر مما يعيشه أهلكم الآن؟!

· لا تقولوا لنا ” نسوي شنو وما عندنا سلاح”.

· فأنتم كقوات نظامية تم تدريبها وتأهيلها وصرف عليها هذا الشعب دم قلبه منذ استقلال السودان يفترض أن تعرفوا جيداً ما يمكنكم فعله، عند مواجهة الاحتلال.

· وهل امتلك جدودكم و(حبوباتكم) أسلحة نارية تضاهي ما كان لدى المستعمر الإنجليزي؟!

· بالطبع لا.

· فهل تركوه يعيث فساداً بالبلاد وقالوا ” نسوى شنو ما الإنجليز ديل عندهم سلاح ناري متطور لا نملكه”!!

· الشعب قال كلمته منذ اليوم الأول وأعلنها ثورة سلمية في وجه الطغاة الظالمين.

· أما أنتم كقوات نظامية فتقع على عاتقكم مسئولية حماية شعبكم مهما كلفكم ذلك من عنت ومشقة وتضحية بالأرواح.

· فكروا قليلاً يا (شرفاء) قوات الشعب المسلحة قبل أن يهجم عليها الغول، وستجدون ألف طريقة وطريقة للتصدي لهؤلاء المتفلتين الذين يقتلون الثوار بدم بارد.

· لا تصدقوا ما ينطق به بعض قادتكم مثل ياسر العطا ومن لف لفه.

· هؤلاء ينشرون الأراجيف بين الناس لإدخال الرعب في النفوس حفاظاً على مكاسبهم غير المشروعة.

· لا تتوقفوا طويلاً أمام عبارات مثل ” تخوفنا من حدوث فتنة بين الجيش وقوات الدعم السريع”.

· إذ ليس هناك شيئاً اسمه الدعم السريع، بل هم الجنجويد القتلة المجرمين.

· كما ليس هناك شيئاً اسمه الفتنة بين الجيش وهؤلاء.

· فالفتنة الحقيقية هي أن يترك جيش البلاد هؤلاء الأوباش يفسدون ويضربون ويقتلون وينهبون دون ردع.

· أرجو أن يكون بينكم من استحق مني هذه الكلمات وألا تكونوا جميعاً على شاكلة اللواء يونس الذي ما انفك يكذب ويكذب حتى كُتب عند ربه كذاباً.

· وإن استعصت عليكم النخوة والمرؤة والشهامة فخذوا القدوة من بعض نساء بلدكم.

· ولعل بعضكم قد سمع بالأمس تلك الكلمات القوية التي تفوهت بها أم الشهيد هزاع ( تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه ورفاقه الفردوس الأعلى) وزاد ربي والدته الجسورة قوة وثباتاً.

· أم هزاع التي عندما استدعاها (سيدكم الأوحد) هذه الأيام وطلب أن يساومها حول دم فلذة كبدها ردت عليه بالقول أن قضيتها ليست هزاعاً، وأردفت أنها الآن معنية بكل (الوليدات) الذين قتلوا طوال الأسابيع والأشهر الماضية، أما هزاع فهو قضية أخوته الذين ظلوا يواجهون رصاص الغدر كل يوم بصدور عارية.

· تلك كانت ملحمة بطولية جديدة قدمتها إمرأة يا رجال (قوات الشعب المسلحة)، فهل تظنوا أن أم هزاع قالت ذلك لأنها تحمل ( كلاش) أو دوشكة!!

· كفاكم خنوعاً وذلةً ومهانةً وقوموا إلى أداء واجبكم الذي ستُسألون عنه يوم لا ظل إلا ظله.

· وعلى ذكر أم هزاع أعلم أن أهل شمبات لا يحتاجون لوصية من أي كائن، لكنني فقط أذكرهم وأقول لهم (كونوا قراب) منها دوماً فتأمين سلامتكم جميعاً في وحدتكم.

· وقد رأينا كيف أرعبت وحدتنا هؤلاء المجرمين.

· كلما تضافرنا وتوحدنا وواصلنا ضغطنا عليهم بأكثر مما يتخيلون، انهاروا أمامنا إلى أن تأتي اللحظة التي نحقق فيها كل تطلعاتنا في الحياة الكريمة.

· لا تطرحوا الأسئلة المثبطة من شاكلة: كيف لنا أن ننتصر وهم الأقوى بسلاحهم.

· فالحقيقة التي لا تقبل الجدال أن الشعوب هي الأقوى من أي سلاح.

· وكلما زاد الضغط على هؤلاء المجرمين القتلة حدثت أمور لم تكن في الحسبان، فليكن جل همنا أن نحافظ على وحدتنا وقوتنا وما النصر إلى من عند الله.

· ولا تفاوض مع المجرمين القتلة ومصاصي الدماء.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد