صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

تشييع القانون السري

32

خارطة الطريق
ناصر بابكر

* هزم المريخ الضغط النفسي بدخوله مباراة القمة بعد أن فقد خمس نقاط في مبارياته السابقة بدوري النخبة .. وهزم الضغط النفسي الناتج من عدم فوزه لعدة سنوات في مباريات القمة ببطولة الممتاز .. وهزم الضغط النفسي الناتج من ابتعاده عن الألقاب المحلية لعامين متتاليين ونجح في تحقيق فوز مستحق على غريمه التقليدي بثنائية بعد أن شهدت المباراة حدث تاريخي أنهي أطول رقم قياسي في تاريخ بطولات الدوري في العالم أجمع والمتعلق بعدم احتساب أي ركلة جزاء للمريخ طوال تاريخ مباريات القمة ببطولة الممتاز منذ انطلاقتها قبل 22 عاماً رغم أن مباريات الفريقين شهدت عشرات الركلات غير المحتسبة للأحمر حتى بات الكل يشك أن هنالك قانون سري في التحكيم السوداني يمنع احتساب ركلات الجزاء للمريخ في مباريات قمة الممتاز ليأتي حكم القضارف ليشيع ذاك القانون إلى مزبلة التاريخ ويعيد شيئاً من عدالة غابت لعقود في مباريات القمة بمساعدة من الجريف وبويا اللذان لم يتركا خياراً للنور عبد الله غير احتساب ركلتين للمريخ بعد عرقلة الأول لبيبو المنطلق بسرعة ومهارة فائقة وهي ركلة يحسب علي الحكم عدم إشهار بطاقة صفراء للجريف فيها ثم استخدام واضح لليد (المرفق) من قبل بويا للتصدي لتسديدة محمد عبد الرحمن وكان أصحاب القدم اليسارية في توليفة الأحمر (بيبو) و(التش) حضوراً في تحويل الركلتين إلى أهداف بمهارة فائقة من الأول في التنفيذ وتوفيق حالف الثاني بمثل ما حالف مهاجم الهلال الشعلة الذي أضاع ركلة جزاء فريقه لكن الكرة عادت له من جديد ليضعها في الشباك.
* المريخ أتته فرصة لتحقيق فوز قياسي بعد تقدمه المبكر الذي ترجم أفضليته في الجزء الأول من المواجهة ثم إنهاء الحصة الأولي بهدف ثاني وهو سيناريو لا يوجد أفضل منه ولو تحلي عناصر الأحمر بالهدوء واستثمروا اندفاع الأزرق الهجومي في الحصة الثانية لتمكنوا من مضاعفة الغلة، لكن الضغوط التي أشرت لها في مطلع المقال والتفكير في حتمية الفوز وأهميته القصوى إلى جانب عوامل أخري مثل إصابة بكري المدينة وعدم ظهور بعض العناصر في حالتها على غرار محمد عبد الرحمن مع اجتهاد المنافس للعودة في النتيجة كلها عوامل قادت للنتيجة التي انتهت عليها المباراة وهو انتصار مهم للحد البعيد سواء بحسابات المنافسة على لقب النسخة الحالية خصوصاً عندما نتذكر أن التاريخ يحكي أن من يكسب قمة الدورة الأولي يكسب الدوري أو بحسابات استعادة الفوز في مباريات قمة الممتاز، أو تشييع قانون حرمان المريخ من ركلات جزاء في القمة إلى مثواه الأخير مع الاعتراف أن الهلال كان في بعض الأوقات قريباً من التعادل لولا استبسال منجد في الزود عن مرماه وتقديم عناصر الخط الخلفي بقيادة النمر المقاتل صلاح ورمضان لمباراة كبيرة مع مردود رفيع لأمير كمال الذي يستحق النجومية مناصفة مع الرائع أحمد أدم وهي عوامل أسهمت في المحافظة على النقاط في ظل تفوق الهلال في منطقة الوسط بفضل الزيادة العددية في منطقة المناورة التي وضعت عبئا على ثنائي المحور ورباعي الخط الخلفي .
* هنيئاً لجماهير المريخ وإدارته وجهازه الفني ولاعبيه النصر المستحق ومن الضروري تجاوز محطة الأفراح سريعاً سيما وأن المريخ تنتظره مباراة بعد ثلاثة أيام فقط أمام الخرطوم الوطني في النخبة ومن ثم يتواصل ماراثون المباريات الضاغط بواقع مباراة كل ثلاثة أو أربعة أيام ومن المهم أن يتذكر الجميع أن المريخ ما زال بحاجة لمواصلة رحلة الانتصارات في النخبة إن أراد الاستفادة من فوزه بالقمة واستعادة لقب الممتاز مع التذكير بأن الثنائية المحلية هذا الموسم هدف لا تنازل عنه وتحقيقه يحتاج لأن نطبق مقولة أننا قوم لا يبطرنا نصر ولا تهزنا هزيمة .

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد