صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

تنحى يا كوارتي

555

تأمُلات 

كمال الهِدي 

تنحى يا كوارتي

· منذ اليوم الذي عرفت فيه نية الكوارتي للترشح لرئاسة نادي الهلال كان رأيي أنه غير جدير بذلك.
· قبل أن أطلع على برنامجه الإنتخابي – الذي لم يتعد الوعد بتسجيل التش في الهلال- لم ترق لي الفكرة برمتها.
· كان رفضي مبدئياً.
· فقد كانت للرجل علاقة متذبذبة مع الكاردينال ورفقائه طوال السنوات الماضية.
· وأسوأ ما في تذبذب تلك العلاقة تمثل في المساجلات البذيئة على أعمدة الصحف.
· خاض الكوارتي آنذاك في تفاصيل غير مقبولة في مساجلاته مع فاطمة الصادق.
· لم أتوقع إطلاقاً بعد تلك المساجلات (الشينة) أن يمتلك كوارتي الجرأة لترشيح نفسه لرئاسة الهلال.
· فقد كتب الكوارتي وقتها كلاماً لا يصلح أن تقوله مع نفسك دع عنك أن تنشره في صحيفة.
· وما لا نقبله لأنفسنا يفترض ألا نرضاه لمن نختلف معهم.
· عموماً تلك الواقعة جعلتني أرفض تماماً مجرد التفكير في أن رجلاً مثله يمكن أن يترأس هذا النادي العظيم.
· وليته اكتفى بذلك السجال الذي يبدو أن الكثيرين قد تناسوه.
· فقد تعودنا في هذا السودان أن ننسى كل شيء.
· لم يكتف الكوارتي بذلك.
· عاد قبل يومين للكلام (الشين) وخاض في الوحل مجدداً في رده على بوست للأخ سامي أفندي بقروب هلالاب بأدب.
· لا أدعي معرفة لصيقة بسامي ولا بالكوارتي نفسه، حيث لم يتسن لي حتى اللحظة الإلتقاء بشباب القروب، لأنني ومنذ إنضمامي له لم أرجع للوطن.
· لكنني فهمت الكثير عن هؤلاء الشباب من خلال سطورهم وما ورائها.
· ومن واقع دفاع الأعضاء المستميت عن سامي في اليومين الفائتين إتضحت لي مكانة هذا الشاب وسط أشقائه بالقروب.
· ولأن الكوارتي قال في حقه كلاماً ماسخاً لا يمكنني إعادة نشره هنا، فقد انبرى العديد من أعضاء القروب للدفاع عن سامي الذي لم يستحق كل تلك الإساءة لمجرد نقدِ عابر وجهه للكوارتي بوصفه مرشحاً لرئاسة نادي الهلال.
· هذه الحادثة المؤسفة أكدت لي بأن موقفي الرافض لترشح شخصيات مثل الكوارتي لرئاسة النادي كان سليماً تماماً.
· بعد تطييب الشباب لخاطر سامي طالب بعضهم بتناسي ما جرى بإعتبار أن المسامح كريم.
· كما أصدر تنظيم فجر الغد بياناً إعتذر فيه عن العبارات الخادشة التي استخدمها رئيسه الكوارتي في رده على سامي.
· على الصعيد الشخصي قطعاً ليس هناك مشكلة في التسامح وقبول الإعتذار.
· فحتى من يصفعك إن صفحت عنه ففي ذلك خير كثير.
· أما على الصعيد العام، فلا أظن أن مثل هذا السلوكيات تقبل الإعتذار.
· الهلال ليس فأراً للتجارب يا قوم، حتى نعفو عن فلان ونصفح عن علان لنمكنهم من الترشح ونيل الأصوات.
· وحتى على صعيد تنظيم فجر الغد نفسه أرى أن الأفضل للكوارتي ولمجموعته أن يتنحى عن الرئاسة ويتيح المجال لشخصية أخرى.
· فلا يعقل أن يكون في أذهان الأهلة مرشح مثل الدكتور كسلا بكل ألقه واستنارته ودماثة خلقه، ليقدم تنظيم فجر الغد شخصية تدخل نفسها وتنظيمها في الحرج دائماً.
· أقول ذلك بالرغم من أن الدكتور كسلا لم يطرح نفسه في يوم كمرشح لرئاسة النادي، لكن القصد أن نعين أنفسنا ونساعد هلالنا بمرشحين بلغوا من النضج ما يجعلهم قادرين على التمييز بين السلوك المتوقع من شخصية عامة في نادِ بحجم الهلال وبين ما يمكن أن يأتي به من يجلس مع بعض الأصدقاء تحت ظلال أشجار النيم.
· التدهور الإداري الذي شهده الهلال مؤخراً سيوصلنا إلى ما دون الحضيض إن تركنا الأمور تمضي كهذا بلا هادِ أو حسم.
· قد يقول قائل ” لهذا السبب نطالب بالتمديد لمجلس الكاردينال”، لكن يفوت على هؤلاء أن عهد الكاردينال هو ما مهد الأجواء لمثل ما نحن فيه.
· وحتى عهد الكاردينال نفسه جاء كنتيجة طبيعية للنهج الذي بدأه صلاح إدريس وجمال الوالي في ناديي القمة.
· وبالرغم من نجاح صلاح في بعض الملفات، إلا أن النهج العام لم يكن مبشراً ولهذا ظللنا ننتقده بشدة حتى لا يأتي مثل هذا اليوم.
· فمنذ أول أسبوع حل فيه صلاح بالسودان بعد غربته الطويلة كنا نسمع بهباته وهداياه وعطاياه اللا محدودة لأهل الفن والرياضة والصحافة ونجوم المجتمع.
· وأستمر هذا النهج الخاطيء في إدارة الناديين من صلاح وعديله جمال الذى يتباكى الكثيرون الآن على مصادرة القليل جداً مما امتلكه خلال سنوات حكم اللصوص.
· البعض كانوا يتباهون بالقدرة المالية للناديين، بينما كنا نرى أنهما يسوقانهما للتهلكة بذلك الصرف البذخي الذي أفسد نفوساً لا تحصى ولا تعد.
· تهيأت إذاً الظروف لخلف أقل قامة في الهلال.
· وسوف يستمر هذا التدهور ما لم ينتبه الأهلة العقلاء ويبذلوا جهداً لتصحيح أوضاع ناديهم.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد