صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

ثقة.. عزيمة وقوة شكيمة

59

خارطة الطريق
ناصر بابكر

* نعم، تلك من وجهة نظري هي أبرز الصفات التي يتسم بها المريخ حالياً، لم أضع من ضمنها الموهبة على الرغم من أنها العامل الذي يضع الأحمر في كفة وبقية الأندية المحلية في كفة أخري، لكن الموهبة تبقي (هبة من الله) وما لم تصاحبها صفات مثل الثقة والعزيمة وقوة الشكيمة والعمل الجاد والتواضع فلن تكون كافية لصناعة الفارق ولن تكون عنصر تميز لمن يملكها لأن الشخصية الضعيفة أو الكسل أو الاستهتار أو نقص الإرادة أو الغرور كلها صفات يمكن أن تقتل الموهبة وتقلل من قيمتها وتؤدي لعجز صاحبها عن الاستفادة منها بالقدر الكافي.
* شخصياً، كنت أخشى على المريخ من أمرين قبل لقاء الأمس، الأول الإرهاق جراء خوض المباريات في أوقات متقاربة في ظل أداء مباراتين غاية في الصعوبة وفي ولايات بعيدة في الجولتين الفائتتين أمام هلال كادوقلي وهلال الأبيض على التوالي وكلاهما تطلبا من اللاعبين بذل مجهود كبير، أما الثاني فهو آفة التراخي والإستهتار والغرور التي كان يعاني منها المريخ في حقب سابقة بصورة كانت تؤدي لتعثر الفريق بعد أن يحقق عدد من الإنتصارات المتتالية خصوصاً أمام أندية قوية لذا أشرت وما زلت لأن التحدي الأكبر والأهم بالنسبة للمريخ حالياً هو مواصلة الانتصارات حتى نهاية الموسم سيما وأن وضع الفريق في المنافسة لا يحتمل التفريط.
* غير أن المريخ وكما جرت العادة في الآونة الأخيرة كان في الموعد وكان جيله الشبابي الممزوج بعناصر على درجة عالية من النضج كان في الموعد وكان جاهزاً لطرد مخاوفنا وتقديم كل ما يدعو للتفاؤل بإمتلاك جيل مختلف في كل النواحي سيكون معه مستقبل النادي الكبير بأمان بإذن واحد أحد متى ما صفت النوايا وألتف الجميع خلف الكيان وعملوا يداً واحدة من أجل رفعته.
* في كادوقلي واجه المريخ موقفاً معقداً بالنقص العددي منذ بداية الحصة الثانية والنتيجة وقتها التعادل السلبي، لكن نجومه تفوقوا على أنفسهم وقدموا حصة ثانية غاية في الروعة وبدا وكأنهم (20) لاعباً وليسوا (10) لينتصروا للأحمر ويهزموا عقدة ملعب مورتا.. سافر المريخ بعد أيام للأبيض ولعب في مواجهة منافس قوي لعب بشراسة وأستخدم كل أشكال العنف والتصفية الجسدية مستغلاً وجود حكم ضعيف الشخصية عاجز عن تطبيق القانون لكن أبناء شيكان وجدوا أنفسهم في مواجهة نجوم لا يعرف الخوف طريقاً إلى قلوبهم ونجوماً كالذهب لا يزيدهم الطرق إلا لمعاناً وبريقاً فكان الأحمر يرد على العنف بالإبداع وعلى التصفية بالأهداف.
* عاد المريخ وواجه الأهلي شندي الذي يحتاج بشدة للإنتصار في سباقه للتمثيل القاري، مباراة مثلت إختباراً حقيقياً لقدرة الزعيم على مواجهة التكتل الدفاعي والتفوق على فريق يلعب بتنظيم دفاعي محكم ومحترم ويملك عناصر متميزة، سيطرة حمراء في الحصة الأولي دون تسجيل ودون صناعة عدد كبير من الفرص، أسوأ سيناريو يمكن أن يتخيله أي مريخي حدث في بدايات الحصة الثانية عندما نجح الضيوف وعبر مرتدة نموزجية في تسجيل هدف رائع عبر الموهوب ولاء الدين بوغبا بعد جملة تكتيكية رائعة بدأت بتمريرة طويلة من الظهير الأيسر باتو ناحية الجناح الأيمن ياسر مزمل لتنتهي عند بوغبا الذي وضعها في الشباك.
* تقدم الأهلي كان بمثابة امتحان صعب وقاس لفرقة شابة سيما في مواجهة منافس كما أشرت يلعب بدفاع منطقة كامل ويملك مدرب خبير في الأساليب الدفاعية وفي قتل المباريات، لكن كما أشرت في مطلع المقال فإن الموهبة الربانية عندما تمتزج بالثقة والعزيمة وقوة الشكيمة فإن الوقوف حينها في وجه تلك الموهبة يكون أشبه بالمستحيل، وكما أثبتت المواقف التي واجهت المريخ في كادوقلي والأبيض أن معدن فرقة الزعيم الحالية النفيس يظهر في المواقف الصعبة، فإن الأحمر كان في الموعد وعاد من بعيد محولاً تأخره لانتصار بثلاثية كل هدف منها أروع من الآخر وكل هدف منها يحكي قيمة المواهب التي يمتلكها الفريق حيث كانت البداية بتعادل في توقيت مثالي من الظاهرة أحمد حامد التش بعد تبادل أكثر من رائع للكرة مع المبدع التكت.. هدف خفف من الضغط النفسي ليواصل المريخ رحلة البحث عن التقدم في دقائق أثبتت تمتع الفريق بخصلة غاية في الأهمية في عالم كرة القدم وهي الصبر إلى جانب إرادة الفوز والثقة في تحقيقه مهما تأخر الوقت فكان الموهوب الغربال حاضراً بصناعة أنيقة من الظاهرة الذي عاد ووقع على مسك الختام بعد سلسلة تمريرات رائعة من مامادو للغربال للتكت ليتوجها التش بتصويبة قوية وكأنه يوجه رسالة غاضبة مفادها أن رد المريخ على كل من يتجرأ ويسجل في شباكه أو يتقدم عليه في النتيجة سيكون قوياً مذكراً الناس بخصلة كانت تميز المريخ في حقب ماضية وكان الناس يتناقلونها ويحكون عنها بإعجاب جيلاً بعد جيل لتأتي مجموعة المواهب الحالية لتمنح أبناء جيلها فرصة تاريخية لمتابعة مريخ بتلك الصفات الجميلة ليكون لنا شرف أن نحكي عنها لأجيال قادمة.
* شخصياً، أعلم أن قلب المحبين يمني النفس دوماً بالإنتصارات السهلة، غير أنني في غاية السعادة بالظروف التي واجهها المريخ في كادوقلي يوم أن هزم النقص العددي والعقدة النفسية وفي الأبيض يوم أن هزم العنف والبلطجة وبالأمس يوم أن هزم التأخر في النتيجة والتكتل الدفاعي لأن تلك المباريات وبالظروف التي حدثت فيها هي المباريات التي تتجلي فيها شخصية البطل وتعرف من خلالها إن كان الفريق يملك كاريزما فرق البطولات أم لا ويا مرحي بالإجابة التي قدمها نجوم الأحمر التي جاءت كما يشهي عشاق الزعيم الذين بدأوا بالأمس رحلة العودة للمدرجات لتمتزج روح الفرسان في الميدان بمؤازرة الأنصار وتكتمل اللوحة.
* شكراً نجوم الأحمر، شكراً مجلس الإدارة، شكراً للجماهير وشكراً جزيلاً لا ينتهي للرائع محمد موسي الذي يثبت يوماً تلو الآخر أن مستقبل باهر ينتظره في عالم التدريب شأنه شأن المستقبل الذي ينتظر المواهب الشابة في رحلتهم مع المستديرة والحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه وما شاء الله تبارك الله ما شاء الله تبارك الله ما شاء الله تبارك الله.

حمل تطبيق كورة سودانية لتصفح أسرع وأسهل

 لزوارنا من السودان متجر موبايل1

http://www.1mobile.com/net.koorasudan.app-2451076.html

3,699 حملو التطبيق

لزوارنا من جميع انحاء العالم من متجر قوقل

https://play.google.com/store/apps/details?id=net.koorasudan.app

13230 حملو التطبيق

على متجر   mobogenie

 http://www.mobogenie.com/download-net.koorasudan.app-3573651.html

5000+ حملوا التطبيق

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد