صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

حالفين بالمشاعر !!

45

 

بالعربي الكسيح

محمد الطيب الأمين

حالفين بالمشاعر !!

* في ظرف (72) ساعة عاش الشعب السوداني ثلاث مشاعر مختلفة وصعبة وقوية التأثير .
* من أقصى الفرح إلى أقصى الحزن إلى أقصى الرضا .
* وكانت انطلاقة هذه المشاعر (فوز الهلال على النجمين) .
* واهم من يظن أن الهلال فاز على (النجم) فقط ، الهلال فاز على النجم وعلى (النجمة).
* فزنا على (نجم تونس) وعلى (نجمة المسالمة) .
* هذا الفوز أدخل بهجة كبيرة في نفوس الأغلبية من أبناء هذا الشعب .
* وقد ترتب على فوز الهلال قرار تراجع الحكومة عن رفع الدعم .
* عندما يفوز الهلال ينعدل مزاج البلد .
* قبل فوز الهلال رفعوا الدعم وبعد فوز الهلال تراجعوا عن قرار رفع الدعم .
* الأشياء الجميلة تصادف الأشياء الأجمل .
* عشنا (24) ساعة من الفرح الحلال قبل أن تنقلنا الأقدار (180) درجة نحو الحزن المكتوب والمقدر .
* رحل الإعلامي ورمز العاطفة السامية والرومانسية العفيفة فضل الله محمد شاعر القلوب .
* في هدوء رحل فضل الله بعد أن قدم الكثير للوطن ولوجدان أهل الوطن .
* شاعر (الاكتوبريات) الذي كتب للوطن والحبيبة رحل وفي جعبته الكثير .
* رحل بعد أن أسهم بشكل واضح في تربيتنا العاطفية .
* هو من الذين أظهروا جمال البكاء و(الجرسة) ولعل (قلنا ما ممكن تسافر) تشهد على ذلك .
* قلنا ما ممكن تسافر من الأغنيات التي شهدت (بكاء) علني و(تحانيس) واضحة فكان القول : (السفر ملحوق وأنت لازم تجبر بالخواطر) ، و(لو تسافر دون رضانا بنشقى نحن العمر كلو) ، و(الدقيقة وأنت ما في مرة ما بنقدر نضيقها) ، و(نحن حالفين بالمشاعر) .
* فضل الله هو أول سوداني يحلف بالمشاعر .
* أظهر فضل جماليات الدموع والتحانيس في هذه الأغنية بصورة أكثر من أنيقة .
* ولكن .. لو لم يكتب فضل الله إلا (زاد الشجون) لكفاه ذلك .
* زاد الشجون واحدة من الأغنيات التي أثبتت أن الراحل فضل الله تمرد على المألوف في الحب والكلم والتعبير .
* ولذلك يجوز أن نتعامل مع تجربة فضل الله باعتبارها مدرسة شعرية جمعت بين (العمق والبساطة وحسن التعبير) .
* (ادعينا وقلنا تاني ما ح نشتاق للمشاعر وقبل ما تمر ليلة واحدة بحرارة الشوق غمرنا وبأثر حبك شعرنا) .
* ويقول : (كم لهينا وقلنا ندفن الحب في سهرنا) .
* دفن الحب في السهر .. تعبير فيه كثير من الجماليات والادهاش .
* لا نملك إلا أن نترحم على هذا الرجل المهذب ونسأل له الرحمة والمغفرة ولأسرته ومحبيه الصبر الجميل .
* رحيل فضل الله محمد نقلنا من فرحة الهلال لدائرة الأحزان .
* وبالأمس، نقلنا الشهيد بإذن الله الأستاذ محمد الخير من دائرة الحزن إلي دائرة الرضا والسعادة بعد أن أصدرت المحكمة قرارها القاضي بإعدام قتلة الأستاذ .
* دموع الفرح والرضا والانتصارات اختلطت داخل قاعة المحكمة وخارجها .
* مقتل الأستاذ بتلك الطريقة غير الإنسانية لا جزاء له إلا الإعدام شنقاً حتى الموت .
* ولأن القاضي (ود حلال) أصدر الحكم الذي أنتظره الشعب السوداني بفارق من الصبر .
* القضاء أنصف الأستاذ وقبل هذا وذاك مؤكد أن القاضي هو الله .
* الله الذي نزع الملك من الكيزان بتنفيذ محكم من الشعب .
* الله الذي تجاهله هؤلاء القتلة وظنوا أنهم لا يلاقونه ولن يطولهم العقاب .
* هي نهاية كل فاسد وفاشل وتابع للرجال .
* هي نهاية الظالم الذي يخاف البشر ولا يخاف الله .
* هكذا تكون نهاية الذين أصابهم الغرور لدرجة جعلت أحدهم يقول للشهيد : (أنا ما جنابو أنا ملك الموت) .
* أها ملك الموت جاك .
* أبقى قدرو لما تقابلو .
* دي نهاية ذلك الذي قالها بفخر: (أنا أخصائي اغتصاب) .
* منتهى الغرور والسخف وقلة الأدب .
* القانون قانون .
* وطالما في قانون يبقى رجل القانون ما عندو حق يعذب أو يقتل أو يقل أدبو .
* محاكمة الأمس يجب أن تكون درساً مجانياً لكل من يظن أنه يملك حصانة .
* محاكمة الأمس أعادت الثقة للقضاء وطمأنت أسر الشهداء وكل المظاليم .
* الثورة لا تزال تحقق المكاسب وما زالت محروسة بإذن الله .
* و..و..
* والدم (قصاصو) وما بنقبل الدية.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد