× قلت بالأمس إني لا أطيق السياسة وتصرفات أهلها المتصفون بعدم الصدق والأمانة والكياسة، ولكن واجب القلم يجعلنا نقول لهم قولًا نحسبه صالحًا وداعمًا لخير البلاد والعباد بإذن الله الواحد القهار.
× يجب أن يعلم الشباب كل الشباب على الإطلاق، الذي دعم الثورة وتحمل نارها وأوارها، وحتى أولائك الذين لم تسمح لهم المشيئة والأقدار، والذين لا رغبة لهم البتة في الحراك والنضال، ليعلم الكل أن هذا الذي حدث وتم بموجبه تغيير نظام البشير، قدم حدث مثله قبلًا وتكرر في بلادنا كثيرًا، وفرح الناس كما فرحتم وتفاءلوا كما تتفاءلون اليوم، ولكن ماذا كانت المحصلة والمآلات؟
× في العصر الحديث ناضل الشباب وبقية فئات الشعب وحققوا أهم منال وهو الاستقلاق، من الحكم الثنائي الإنجليزي المصري، وفرح الناس وغنوا وتمنوا ما تمنوا.
× فردد الفنان العملاق محمد وردي، اليوم نرفع راية استقلالنا، ويسطر التايخ مولد شعبنا، يا أخوتي غنوا لنا – غنوا لنا، يا نيلنا ويا أرضنا الخضراء يا حقل السنا، يا مهد أجدادي ويا كنزي العزيز المقتنى، وليذكر التاريخ أبطالًا لنا، من أجلنا ارتادوا المنون، ولمثل هذا اليوم كانوا يعملون، غنوا لهم يا أخوتي ولتحيى ذكرى الثائرين.
× فماذا حدث بعد ذلك أتت الأحزاب صاحبة الخراب والدمار والاحتراب، فسعت بنفسها للجيش وسلمت عبود السلطة، وحكم البلاد ستة أعوام، فقام الشباب وطلاب جامعة الخرطوم بثورة مثل هذه الثورة، فكانت ثورة أكتوبر 1964م.
× فعاد وردي مرة أخرى وغنى باسمك الأخضر يا أكتوبر الأرض تغني، الحقــول اشتعلت قمحًا ووعدًا وتمني، والكنوز انفتحت في باطن الأرض تنادي، باسمك الشعب انتصر، حائط السجن انكسر، والقيود انسدلت جدلة عرس في الأيادي.
× فتاهت وتشابكت الأحزاب ونست البلاد واهتمت فقط بمحاصصاتها، ومنتسبيها، فانقلب عليهم العقيد جعفر محمد نميري في مايو، وحمكت البلاد 16سنة، قامت عليه ثورة أبريل مثل ثورتكم هذه، بل هذه الثورة استلهمت أبريل 1985م، وتفاءل الناس كما تتفاءلون اليوم.
× فعاد وردي وغني يا شعبًا لهبك ثوريتك تلقى مرادك والفي نيتك، عُمق احساسَك بحريتَك، يبقى ملامِح في ذُريتَك، ماكا هُويِّن سهل قيادَك، سيِّد نفسَك, مين أسيادَك، ديل أولادَك، ديل أمجادَك، و نيلَك هيلَك جرى قِدامَك، تحت أقدامَك رجع صداك، وسجع نحاسَك، وانتَ نسيج الفداء هندامَك، إنتَ نشيد الصبح كلامَك، وعِطر أنفاسَك. ولكن بعد كل هذا العجب ماذا حدث عادت الأحزاب للنفاق واللف والدوران حتى قال الشريف زين العابدين داخل البرلمان، إذا حكومتكم دي شالا كلب ما في زول بيقول ليهو جر، وفعلًا شالا العميد عمر البشير سنة 89 وحكم 30 سنة، وكانت في أخرها أسوأ حكم بلاد في الدنيا فثرتم عليها برفقة المهنيين وقوى التغيير وبعض التكوينات والشخضيات برضا كل السودانيين بلا استثناء، وفرحكتم كما فرحوا فما المطلوب منكم ومن كل المكونات أحزاب ونقابات وخلافه؟
× الرأي عندي هو، حتى لا يضيع كل هذا الفرح العارم الذي عم كل اهل السودان من أقصاه إلى أدناه، يتوجب على قادة الأحزاب والمهنيين وقوى التغيير وكل الواقفين على خط الثورة، والمتصدرين للأمر، عليهم أن يتوافقوا ويتنازلوا عن الأنا ويضعون مصلحة البلاد والعباد في المرتبة الأولى، دون مشاركة لأي أمر ثان أبدًا أبدًا.
× يتوجب أن لا تدعي أية جهة أحقيتها بالمناصب بسبب علو صوتها أو جماهيريتها أو موالاتها والضرر الذي لحق بها من النظام السابق، ويكون التراضي حتى لا نندم حين لا ينفع الندم، وأكرر لو فرطتم في هذه الفرصة فسيضيع السودان بأكمله لا قدر الله.
ذهبيـــــــــــــــات
× السودان يحتاج لكل القدرات والكفاءات، فلا نريد إقصاء أحد عدا رموز الإنقاذ في هذه المرحلة بالذات.
× التوافق بين المدنين لن يتم إذا لم تكن المصلحة العليا هي السودان لا غيره.
× أي تفكير في الذات والكيان والإقصاء يعني تدمير الثورة وزوالها.
× التلاسن والبيانات التي نطالعها والكلمات التي تعني الاستعلاء كلها لا ترمي للمصلحة العليا.
× الكل يلوم المؤتمر الوطني على تعامله بإقصاء الآخرين فكيف يرتضيها البعض الآن؟
× الولاء يجب أن لا يقدم على الكفاءة والإخلاص والأمانة والصدق والرغبة.
× الجيش يستحق الاحترام والتقدير فيجب أن يكون ضمن المرحلة المقبلة.
× لولا استجابة الجيش لمطالبات الثوار لما زال حكم البشير، فهذه وحدها تكفي.
× استبعاد الجيش عن الحكم فيه ظلم كبير لأن بالجيش كفاءات وتخصصات تحتاجها البلد.
الذهبيـــة الأخيـــرة
× وعبر الذهبية الأخيرة لهذا الصباح نقول، اللهم احفظ السودان ووفق أهله وألزمهم الطريق المستقيم.
