صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

حكاية فرحة منقوصة

1٬971
افياء
أيمن كبوش
حكاية فرحة منقوصة
# لا أخفي.. أنني فرحت فرحة منقوصة، لا تعادل الطرب الذي يسكن الدواخل كلما لاحت في الأفق بشريات ذلك فرح المفاجئ.. نحن لا نواجه منتخبا من منتخبات الصف الأول في أفريقيا مثل منتخب غانا، في كل عام، كما أننا لا نعرف هذه الانتصارات الكبيرة، لذلك اعتقد بأن فرحنا بالانتصار عليه، قد عبر إلينا من باب “الفرح في دربي عارفو اصلو ما بطول كتير..”.. لذلك اسرفنا فيه وكدنا “نرقص على الواحدة ونص”.. ولكن ساءني جدا بأن عصبية القبيلة واللون والدم، شكلت احداثيات تواجد غير حميد في المشهد الجماهيري، لتلك الدرجة التي تصيب الواحد منا بالغثيان.
# لا يليق بنا أن نتعامل مع انتصار المنتخب الوطني على شقيقه الغاني بهذه الطفولية المقيتة التي تضع المنتخب في خانة واحدة مع الهلال والمريخ، فقد قال البعض أنه منتخب شداد وبرقو وذهب آخرون إلى أنه منتخب الهلال، ولكن فيما يبدو ان أحلامنا مازالت جد صغيرة نلخصها في اننا نمضي وراء هذه المستديرة وكأنها طفلة صغيرة تسبقها الضفيرة.. الى ان نكتشف في نهاية المطاف بأن احلامنا الصغيرة هذي، مجرد خيبات كبيرة.
# يا اهل الرياضة الاكارم.. يا جماهير نادي الهلال الكرماء.. خذوا من أدبيات المليشيا.. والحلقة الزمان بى ناسا الحنان.. ويااااا رواد عشاء النوش في عرضة ام درمان.. هلالاب على مريخاب ويا سمار طابق شاخور.. يا عشاق الموردة بتلعب.. ومغنواتية ما عندي مانع حتى لو ضيعني ساكن الموردة.. ويااااااا اهل دار الرياضة.. ويا… ويا كمال آفرو.. وياااااااا محمد حامد الجزولي.. ويا محمد محمد خير الذي قال وقبل ان يطل عليه ليل الفجيعة.. ويقيم فيه الناس مأتما وعويلا: من ليل ملتخ بالكوابيس والسهر.. فجيت رؤاي.. قالدت سوق الشجرة وأب روف والبنات.. الزنكي.. سوق الناقة.. والناس والخدار.. وقطعت حي البوستة مرفوع الكلام.. ودمي ينبح ويندهك… تاوقت بي عيني اليمين.. جوه الشمال.. من قلبي كان نازل مطر.. لون المطر كان بشبهك.. عبيت مشاعري من النسيم.. وزفرت طلعت الوحيح.. خفت النسيم ما يجرحك.. الله اذا ما ارتاح شجاي.. صِبح الحزن مليان ضحك.. وجاني المنادي ينادي بيك.. وسرت زي الضوء عليك.. وصرخت يا جنة بلال.. عالجني ياعابدين شرف.. سامحني يا استاد الهلال..
# من حقي أن أعيد هذا النداء على رؤوس الأشهاد.. وان اهتف قائلا: “سامحني يا استاد الهلال”.. ملعب الوطنية والسودان الكبير، فما جرى في كواليس الانتصار، لا يشبه ذلك العطاء الذي بذله فرسان الوطن.. والهلال هو صاحب الشعار الذي لا يمكن تجاوزه.. الله.. الوطن.. الهلال.
قد يعجبك أيضا
تعليق 1
  1. جاغوم يقول

    ياسلام عليك استاذ كبوش وربي يحفطك
    مشكلتك انك جيت في الوقت والزمن الخاطئ فانت من طينة الكبار ناس هاشم ضيف الله وعمر عبدالتام وحسن عزالدين وعوض ابشر لكنك وجدت من عمل له صحفياً وهو عبارة عن مشجع ومشجع متعصب كمان
    اتابع ماتكتب بومياً فاجد الصدق في زمن الكذب واجد الموضوعية في الطرح في زمن عز فيه ذلك
    ربنا يحفظك والسودان بخير طالما فيه مثلك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد