صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

حليل السودان

883

قلم في الساحة

مأمون أبوشيبة

حليل السودان

 

* ضعفت فينا روح الرغبة في الكتابة الراتبة نتيجة الاحباط واليأس الذي سيطر علينا من جراء ما يحدث في وطننا المنكوب على كل المستويات السياسية والرياضية والاجتماعية والاقتصادية.
* ماتت فينا روح التنافس الرياضي المحبب فأصبحنا لا نتفاعل ولا نكترث كثيراً لنتائجنا الرياضية في كرة القدم على مستوى المنتخبات والأندية ولا يهمنا ان يلعب المريخ مبارياته الدولية في القاهرة او إدلب او شنفل طوباية، ولم نعد ننتظر نجاحات رياضية فالمستقبل يتراءى أمامنا مظلماً حالك السواد، من منطلق الواقع المخيف الذي تعيشه بلادنا ولا يبشر بأي خير بل يقودنا بخطى سريعة للدرك الأسفل.
* على المستوى السياسي واضح أنه لا أمل ولا مخرج من الأزمة التي تمر بها البلاد منذ قبل أكثر من ثلاثة أشهر..
* تشرزم المجتمع السوداني وتمزق وتنافر بسبب العصبية والقبلية والجهوية المقيتة.. وقد كانت هناك بارقة أمل في اتفاق سلام جوبا ولكنه كان حبراً على ورق فتلاشى وضاع إن لم يكن قد أتى بنتيجة عكسية وزاد البلاد تمزقاً وشتاتاً لأن النفوس لم تتطايب ولم تراع المصلحة العليا للوطن وتماسكه فتحولت البلاد إلى غابة تسكنها وحوش ضارية كل منها يريد السيطرة والعيش بمفرده والفتك بالآخرين ممن يقاسمونه الأرض والكلأ..
* شباب السودان لم يجد العيش الكريم في وطنه بسبب سياسات النظام السابق وتمكين منسوبيه من نهب ثروات البلاد ليمتلكوا القصور الفخمة والمزارع واساطيل السيارات ويكنزون الذهب والفضة وبجشع وطمع شيطاني فلم يتركوا حتى الفتات للشعب السوداني المنكوب والأجيال الجديدة من الشباب المقهور..
* كل هذا جعل الشباب المتعلم من الجنسين ضائعاً وهائماً في الشوارع بلا عمل ولا مستقبل ولا حق في تكوين الأسرة والعيش الكريم.. بل اضحوا يشكلون عبئاً ثقيلاً على الآباء الكادحين..
* كان لابد أن يأتي اليوم الذي ينفجر ويثور فيه شباب السودان الضائعون في وطنهم.. وكان لابد أن يسقط النظام السابق الذي لم يكتف بأكل أموال وحقوق الشعب بل سعى للاستمرار بجبروت الطغيان والقمع والقهر.. فجاء ذلك وبالاً عليه.. أمام الشباب اليائس الذي لم يخشى الترهيب والرصاص فرفع شعار أما العيش الكريم في وطنه أو الموت..
* جاءت قرارات 25 أكتوبر بتقديرات خاطئة أدعت تصحيح مسار الثورة.. بينما لم تكن سوي صراع بين شقي ما يسمى بقوى الحرية والتغيير (ميثاق ومركزية).. وانحازت القرارات للميثاق المساير للعسكر.. لتصفها قوى الحرية المركزية بالإنقلاب العسكري..
* وباستمرار العسكر في القيادة العليا إثر اجهاض الوثيقة الدستورية اعتبر المركزيون ذلك ضربة شديدة للمدنية.. لتندلع ثورة الشباب من جديد والذي يكن حساسية شديدة تجاه العسكر تولدت من تداعيات صدامهم مع نظام الإنقاذ العسكري البائد الذي أراق دماء المئات من شباب الثورة..
* كان يمكن للأزمة الأخيرة أن تجد المخارج والحلول.. ولكن للأسف الشديد ازهاق أرواح عشرات الشباب دق اسفيناً غليظاً أمام كل المخارج والحلول..
* رغم النداءات والمناشدات الدولية الكثيفة لا زالت عملية حصد أرواح الشباب مستمرة مما فاقم الأزمة وزادها تعقيداً.. فالشباب الثائر أكد إنه لا يخشى القمع ولا يهاب الرصاص والموت بل يزيده صوت الرصاص ونزيف الدماء حدة وشراسة.. ولهذا وصلنا إلى قناعة تامة بأن بلادنا إنهارت وانحدرت إلى درك سحيق..
* ومع تفاقم الضائقة الاقتصادية والمعيشية بعد توقف الدعم الخارجي بدأت تتوسع حالة الفوضى فعم السلب في الشوارع والنهب المسلح للمنازل.. والأحوال تسير في كل يوم من أسوأ لأسوأ..
* وعلى المستوى الرياضي وصلنا إلى درجة يمكن وصفها بالانحطاط الأخلاقي.. أرسى لها قادة الاتحاد السابق فانهارت القيم الأخلاقية تماماً وسادت نعرات الكراهية الشديدة والحقد والبغضاء.. وماتت قيم الوطنية وتقديم المصلحة العامة.. لنشهد دماراً وخراباً لا مثيل له مثلما حدث في المريخ الذي تحولت دياره الي أنقاض وخرابات استخدمت فيه عناصر هدم ودمار دخيلة لم يالفها احد منذ ميلاد المريخ.. ولا زال اساطين الخراب والدمار يتحركون في كل مكان ويسعون لهدم ما تبقى من المنظومة الرياضية على مستوى الاتحادات والبنيات الأساسية ونادي المريخ.
* لا حول ولا قوة إلا بالله..

قد يعجبك أيضا
3 تعليقات
  1. Hajjam يقول

    لاتلوم الاتحاد السابق ولكن لوم اتحاد الفلول الحالي. رئيس اتحادكم من فلول ترك واعتصام الموز وادارة ناديك مطعمة بالجنجويد وفلول المؤتمر البطني اعداء الوطن.

  2. خليل عباس يقول

    اها والاتحاد الحالي ما فاسد؟؟؟؟؟
    هم اس الفساد وانتم تساعدونهم علي زيادة الفساد ولا لما حللتم وكبرتم لوصولهم الي حكم الاتحاد
    سؤال بريئ أين معتصم وأسامة )الرئيس ونائبه ) غير الفاسدين ههههههه اتقو الله ي صحفيين انتم جزء لا يتجزأ من مشاكل السودان

  3. صلاح يقول

    يا سلام عليك يا حاج أبو دليبة لمن تكتب بروح وطنية عن الوطن المكلوم الذي لن يضيع بإذن الله، وسيتم كنس الكيزان الملاعين وأزلامهم بإذن واحد أحد، وما يجري الآن هو ثمن الحرية التي يبحث عنها هؤلاء الشباب الأشاوس، وربنا سبحانه وتعالى حاينصر الثورة عشان الكيزان الملاعين طغوا وتجبروا وتعالوا على جبروت رب العزة…..
    لايك كبيرة الليلة للعمود ده 👏👏👏 بس التفاؤل مطلوب وبشدة، وربنا موجود وقادر على هؤلاء الظلمة !!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد