صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

حوار مع كمسنجي وسائق هايس..!!

56

كرات عكســـــية

محــمد كامــل سعــيد

حوار مع كمسنجي وسائق هايس..!!

* بدون اي سابق ترتيب، جمعني حوار عميق أول أمس في المحطة الوسطى بحري مع كمسنجي، وسائق هايس اثناء تواجدي في طريق العودة من العمل الى المنزل، وكما هو متوقع فقد كانت ازمة المواصلات ـ التي يعاني منها الجميع ـ هي محور الحديث الذي بدأ بيني والكمسنجي الذي اكد ان حل ازمة المواصلات يكمن في زيادة سعرها..

* وعلى الرغم من انني استنكرت تلك الفكرة، خاصة وان الكمسنجي اقترح زيادة سعر الترحيل من خمسة جنيهات الى عشرة، واكد ان تلك الخطوة من شأنها ان تغري اصحاب الحافلات الكبيرة وتساهم في توفرها بكثافة لراحة المواطن الذي ينتقل بالهايس بـ (15) و(20) جنيهاً كلما تضاعف عدد المواطنين في الموقف الرئيس للمواصلات..!!

* قلت للكمسنجي (القضية علاقتها مباشرة بالجشع الذي قاد اصحاب الحافلات الكبيرة الى زيادة التسعيرة من 3 جنيهات لتصبح خمسة دون اي وجه حق، وصار الواحد منهم يتحصل على الايراد خلال فترة وجيزة فيقرر الذهاب الى منزله بعد كم فردة بالنهار)..

* أو بالعدم، فانهم ـ اي اصحاب الحافلات الكبيرة ـ يقررون تحويل الخط من بحري الى الشهداء وبـ(5) جنيهات، ثم شحن السيارة مرة اخرى من الشهداء الى الثورة بخمسة ج اخرى، وعليه يكون من الطبيعي ان نجد الموقف خالياً على مدار الساعة ليلاً نهاراً..!!

* في تلك اللحظة تدخل سائق هايس بعد ما سمع الحوار، فاكد لي انه يتحصل على حوالي ثلاثة الاف جنيه يومياً من خلال عمله في الخطوط المختلفة، فلم اتعجب واكدت له ان رفع قيمة الترحيل هو الذي يقع على رأس المواطن ويعود عليكم وحدكم بالفائدة..

* فقال لي يا (حبة انت عارف المشكلة وين المشكلة في الارتفاع الجنوني لاسعار الزيت والاسبيرات، والتي وصلت الى ارقام فلكية، وصاحب الهايس انسان عايز يعيش عشان كدة لازم الاجرة تصل الى (15) و(20) و(30) جنيه.. ودي يا دوبك تغطي معانا)..!!

* رديت على سائق الهايس ـ الذي جاء يسأل الكمسنجي الخط الكاشف وين ـ بالقول ان رفعكم لقيمة اجرة الترحيل هو الذي شجع اصحاب الحافلات الكبيرة على الزيادة والتهرب من المواقف، وتقسيم الخط الواحد الى 3 او 4 خطوط دون اي حياء او خجل.. مع الاشارة هنا الى ان معظم الهايسات غير مرخصة ويتعمد اصحابها العمل ليلاَ..!!

* واشرت الى الكمسنجي وسائق الهايس ان الحل الجذري لاشكالية المواصلات يكمن في عودة شركة مواصلات العاصمة للعمل مجدداً، فباغتني سائق الهايس (انت عايز تخرب بيوتنا والاّ شنو.. يعني الثلاثة الاف البنعملها يومياً دي تروح مننا يعني).. فقلت له بالطبع لا لانه يمكن لمن يعملون كسائقين في الهايسات الاتجاه الى شركة المواصلات

* وكان سندي في المطالبة بعودة شركة المواصلات للعمل ان كل ما يقوله ويردده اصحاب الهايسات والحافلات الكبيرة عن ارتفاع اسعار الاسبيرات والزيوت ـ حتى ولو كان صحيحاً ـ فان تراجع اسعار تلك المواد لا ولن يجبرهم على تخفيض قيمة التذكرة..!

* تلك حقيقة لان سعر قيمة التذكرة وعندما كانت بثلاثة جنيهات كان سعر الهايس عشرة جنيهات، وبعدما رفع اصحاب الهايسات القيمة الى (15) و(20) جنيهاً، اجبروا اصحاب الحافلات الكبيرة على رفع قيمة الترحيل للفرد من 3 جنيهات ونصف الى 10 جنيهات بالتمام والكمال.. ولا احد يستطيع ان يقول بغم (بكسر الغين)..!!

* ختمت حواري بالقول للكمسنجي انت يا حبيب، مثلاً، وفي ساعة زمن يمكن ان تمر امامك عشرة هايسات متجهة الى الثورة، اي انك ستنال (150) جنيهاً، في دقائق، وذلك يعادل 4 الاف وخمسائة ج في الشهر (اقل تقدير) فماذا يقول الموظف الذي ظل راتبه ثابتاً لاكثر من 9 سنوات..؟! وقلت لسائق الهايس (خليك ظريف). وتركتهما وغادرت.

* تخريمة أولى: لا ادري لماذا تذكرت قضية الهلال مع الفيفا بخصوص خصم ست نقاط من رصيده وكيف انتهت حكاية (قبل النوم) تلك عبر اخطر واشد مخدر في الوجود هو (التنويم المغنطيسي) للجماهير حتى نسيت كل شئ.. الان نتابع تفاصيل قصة شبيهة بطلها الكنغولي امبومبو الذي قيل انه وقع رسمياً في كشوفات ناكانا، ولم يتكرم المجلس بالتعليق على القضية الاّ بعد ظهور عقد التعاقد عبر الوسائط.. فسمعنا ان الازرق سيطارد حقه في الفيفا عبر اتحاد الكرة، واعتقد ان الخطوة التالية ستكون تحميل الاتحاد السوداني المسئولية.. وبس كده.. خلاص..!!

* تخريمة ثانية: يوالي فريق شبيبة القبائل تدريباته القوية في معسكره المغلق بفرنسا، وخاض خمس مباريات ودية فاز في الاخيرة على احد اندية الدرجة الرابعة برباعية.. وفي هذا الحين بالذات لا يزال ابراهومة يؤكد ان الدمازين لا ولن تصلح للمعسكر لان فيها مطرة شديدة، وفي الاتجاه الاخر يرفض الصاوي الانخراط في التمارين، ومعه التش وصلاح نمر وامير وربما رمضان.. وبكري موقوف، وميدو مصاب، وام بدة عايز قروشو.. ولا يوجد غير الصادق شلش.. ولا تعليق سوى (بكرة نقعد جنب الحيطة.. ونسمع الزيطة)..!!

* تخريمة ثالثة: وتاني بنعيد: مرت الايام، كالخيال احلام ولا نزال ننتظر نتيجة شكوى لوزان التي أوهم البعض عشاق الكيان بانها (مربوحة) ولعل ما حدث من فشل متراكم في القضايا التي افتعلها المرضى بالسنوات الماضية سيكون هو السند الاول والاخير للبسطاء لتقبل واقع تبدد الحلم الوهمي.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد