صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

درس للتطوير

77

خارطة الطريق
ناصر بابكر
درس للتطوير

* على الرغم من أن فقدان نقطتين يعد أمراً غير مطلوب بالمرة في جولات الحصاد والحسم بالممتاز كما فعل المريخ أمام الأهلي المروي، إلا أن سيناريو تلك المواجهة يمكن أن يعود بفوائد كبيرة على الفرقة الحمراء حال استثمر الطاقم الفني أحداث اللقاء ووضعها تحت مجهر المراجعة والتحليل عدة مرات لوضع اليد على السلبيات ومن ثم وضع الدواء المناسب لها بما يصب في خانة تطوير الأداء وصولاً بمردود الفريق لمرحلة الإجادة التي تحتاج للكثير من العمل، وبالتالي الكثير من الوقت مع اكتشاف مستمر للأخطاء والجوانب السلبية.
* ولتلك القناعة، أشرت يوم مباراة الأهلي إلى أن تلك المواجهة تمثل اختباراً مهماً وفي وقته تماماً بالنسبة للمدير الفني الشاب أمين المسلمي لاختبار درجة تقدم فريقه ودرجة استيعاب أفكاره وفلسفته في مواجهة أحد أفضل أندية النصف الثاني من الموسم على مستوى التنظيم الدفاعي والصلابة، وهو ما يؤكده خروج أبناء فاروق جبرة بشباكهم نظيفة في خمس جولات بالدورة الثانية من أصل سبع خاضها الفريق.
* المباراة كشفت للتونسي العديد من السلبيات، وهو أمر مفيد للغاية لمدرب في بدايات عمله، وأن تظهر تلك السلبيات مبكراً وفي أيامه الأولى بلا شك خير من أن يتفاجأ بها المدرب الشاب في آخر جولات الموسم، مع الإشارة إلى أن المريخ كان بحاجة لمباراة من تلك النوعية ليدرك جهازه الفني ولاعبوه أن كل الأندية لن تواجه الأحمر بأسلوب لعب مفتوح وهجومي كما فعل حي العرب ببورتسودان، وليستعدوا ويجهزوا أنفسهم للتعامل مع مختلف وضعيات المباريات، حيث تكتفي بعض الأندية بدفاع المنطقة الكامل والتكتل أمام مرماها كما تجيد أخرى اللعب بتوازن مع تنظيم دفاعي محترم ومحكم، والمطلوب إيجاد الحلول ومفاتيح التفوق في كل مباراة على حسب الطريقة التي يؤدي بها المنافس.
* تعادل مباراة الأهلي السلبي، بلا شك سيقود الطاقم الفني لأهمية تكثيف العمل لتطوير تعامل الفريق مع الكرات الثابتة التي تعتبر أهم وأخطر وأقصر الطرق للوصول لمرمى المنافسين والأسلوب الأنجع لفك شفرة المباريات الصعبة، والوصول لشباك الأندية التي تجيد الدفاع، سواء الكرات الثابتة التي تنفذ عرضية أو تلك التي تسدد مباشرة، إلى جانب أهمية التسديد نفسه من الكرات المتحركة من خارج منطقة الجزاء وداخلها، دون إغفال أهمية إيجاد حلول لرفع فعالية استخدام الرأس والضربات الرأسية من قبل العناصر الهجومية للوصول لمرمى المنافسين من الكرات العرضية المتحركة.
* وفي تقديري، واحدة من أهم الدروس والتفاصيل التي كان يحتاج الطاقم الفني الحالي لمعرفتها مبكراً وهو ما حدث أمام الأهلي مروي، جزئية تذبذب مردود اللاعب السوداني وعدم ثبات مستواه مهما كان اسم اللاعب أو قدراته أو درجة خبرته، فبعض العناصر التي قدمت أداء مميزا أمام حي العرب بورتسودان عادت وقدمت النقيض تماماً في مواجهة الأهلي مروي التي أرى بحسب وجهة نظر شخصية أنها شهدت ظلماً بائناً للمهاجم الشاب سفيان عبد الله أحد نجوم مباراة بورتسودان، والذي ظل يقدم في كل الفرص التي أتيحت له ما ينبئ بموهبة قادمة متى ما حافظ اللاعب الشاب على اجتهاده في الملعب سواء في المباريات أو التدريبات، ومتى ما تمسك بالانضباط والالتزام خارجه، وأظهر عقلية احترافية.
* باختصار شديد، مباراة الجولة الماضية يمكن أن تمثل درساً مهماً لتطوير أداء المريخ، لكن مع التذكير بما ذكرته سابقاً في مقالات (المسلمي .. خارطة النجاح) حينما نوهت إلى أن النجاح في تطوير الفريق يحتاج لعمل متكامل من المنظومة وعلى رأسها الإدارة التي ينبغي أن تجتهد في توفير معسكرات مغلقة للفريق ليتمكن الطاقم الفني من تنفيذ برنامجه الغذائي إلى جانب العمل المستمر والمتواصل لأطول وقت ممكن في تغيير عقلية اللاعبين دون نسيان أهمية المساعدة على فرض الانضباط وصناعة روح ومناخ أسري في محيط الفريق وهي كلها جوانب لا تقل أهمية عن العمل الذي يتم في التدريبات.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد