. يبدو واضحاً أن ولاء حميدتي لنظام الكيزان – الذي يردد ليل نهار أنه ساهم في إزاحته_ لا يزال شديداً.
والدليل على ذلك أنه يسير على نهج الساقط البشير ويحيط نفسه ببعض المرتزقين من لصوص الكيزان.
. وليته يفهم أن اعتماده على ثلة من المستشارين التافهين وغير الخلاقين لن يعينه في تحقيق غاياته غير النبيلة.
. فقد تغيرت الظروف كثيراً، وبالرغم من ذلك يصر هؤلاء الأرزقية على تبني ذات الأساليب التي اعتمدها السفاح الفاسد البشير وزمرته.
. الشعب انخدع في عام ٨٩ لظروف عديدة.
. لكن تجربته الطويلة مع الطغاة، الظالمين والفاسدين الفاشلين علمته الكثير.
. ولو كنت مكان حميدتي لطردت كل شلة المستشارين الأرزقية لكونهم لم يستطصحبوا في خططهم الكريهة ما بدر من سلوكيات وأساليب شبابية مبتكرة منذ بدء ثورة ديسمبر.
. العقليات التي خاطبها البشير فيما مضى غير التي تخاطبونها الآن أيها الجهلاء.
. زين له هؤلاء المتكسبين أن يستعين بكل بوق حتى من يقيمون خارج الحدود، وما دروا أن التهريج لم يعد مجدياً.
. وصوروا له أن الرياضة مفتاحه لتوسيع شعبيته، وفات عليهم أن جماهير الهلال والمريخ ظلت تخرج بعد كل مباراة لنادييها في مسيرات هادرة طوال أشهر ثورتنا الظافرة بإذن الله.
. صحيح أن بعض الإداريين في أنديتنا ليسوا في مستوى وعي ووطنية الجماهير، وهذا أحد افرازات حكم الكيزان البغيض.
. لكن لا تنسوا أن الشباب الذين يشجعون الناديين هم نفس من ألهبوا ثورتنا ونثروا الابداع بميدان الاعتصام.
. ولو كانوا ينساقون لإداريين مرتزقين لرهنوا إرادتهم لمن يملك السلاح الفتاك ومن يسير هؤلاء الإداريين أنفسهم.
. تمنيت لو أن إداريي الأندية تصرفوا برجولة ووطنية ليرفضوا الدعم المادي المقدم لهم.
. أو على الأقل استلموا هذا الدعم ثم حولوه للجان المقاومة بالأحياء أو قادة الحراك.
. لا أتفق مع من يزينون تصرف الإداري الهلالي هارون لعدة أسباب.
. فقد رفض هارون استلام المال، لكنه شكر المجلس العسكري على دعمه للرياضة.
. وهذا موقف مخز في نظري.
. إذ كيف يدعم المجلس الرياضة وهو يقتل أهم عناصرها ( الشباب).
. لو رفض مجلس الهلال الدعم بحجة أن البلد يعيش محنة تسبب فيها هذا المجلس، وهي محنة لن تحل بمثل هذه الطبطبة لاحترمنا مجلس النادي الأزرق.
. أما بهذا الموقف فلا أتفق اطلاقاً مع من بدأوا يروجون لعبارات مثل ( الكبير الكبير).
. صحيح أن أنديتنا كبيرة بجماهيرها.
. أما معظم إداريي هذه الأندية فقد ساهموا بشكل أو بآخر في اطالة أمد الطغيان.
. وحالهم في ذلك حال الكثير من مؤسسات ورجال الاعلام.
. هؤلاء أيضاً ساهموا في تضليل وتخدير الناس على مدى سنوات طويلة، قبل أن يتهافت بعضهم للحاق بركب الثورة بعد أن أوشكت على بلوغ غاياتها.
. وعلى ذكر الاعلام استفزتني جداً الفقرة التي استضاف فيها مذيعان بقناة الشروق أحد الشبان الذين اختاروا لأنفسهم طريقاً مختلفاً.
. وبعد أن أكمل الضيف إساءاته واتهاماته غير المنطقية لقوى الحرية والتغيير إختتم المذيع الحلقة بالتعبير عن أمانيه بأن يعم السودان السلام.
. وصراحة لا أعرف بماذا اسمي مثل هذا الموقف.
. هل هو غباء. عبط، أم استعباط؟
. إذ كيف يتمنى السلام للبلد من يساهم في اشعال نيران الفتنة بين أبناء هذا البلد الواحد؟
. قنواتكم يا هذا خائنة وعميلة وبائعة لقضية الوطن.
. وإن بقيت ما بين صدوركم ذرة وطنية واحدة فعليكم بمغادرتها اليوم قبل الغد.
. فمن يخدمونكم ويسيرونكم يريدون رهن البلد وأهله لمحتل أجنبي.