صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

رحل الفريق بحر

1٬064

راي حر

صلاح الاحمدى

رحل الفريق بحر

 

ما اسرع عدو الايام وما اقصر اعمارنا وعلى النقيض منها ما اكبر احلامنا تلك الاحلام التى تجعلنا نلهث دون التوقف مرات لتحقيق الذات ومرات لتحقيق السكن وما نظنه تامينا من غدر الزمن بنا .تدورة دورة الاحياء جميعا من لحظة الميلاد فالزواج فالرحيل ونظن ان الاخرين يرحلون ونحن باقون حتى نفاجا بالحقيقة وهى ان الموت اقرب الينا كثيرا جدا مما نظن وربما من انفاسنا
اعلم انى لم اتى بجديد ولكنها كلمات تمن فى نفسى منذ فقدنا امس ادارى من طراز فريد حمل لؤاء نادي الهلال وهو وكوكبته كان شعلة من النشاط تجده فى كل الاماكن يجد فيها مصلحة الهلال يعمل ليلا ونهارا حتى يضع بصمة ادارية كبيرة لم تجود بها الرياضة
رحل لفريق بعد ان تربع على عرش
الوسط الرياضى بكل أطيافه وقدم اغلى وانبل التضحيات
رحل بعد ان زرع كثير من انواع الشفافية الادارية فى عهده وهو يزلل كل الصعاب لمعشوقه الهلال
كان همزة وصل بين كل الاندية بقدرته الكبيرة على امتصاص كل المعضلات التى توجهها موجها وناصحا لها حتى اصبح محبوبا لديها وخادما لكل ما تحتاجه ..رحل بعد ما اوفى ما عليه من مسئولة اثقلت على كاهله ليجد الاحترام والتقدير
رحل الادارى النادر والغيور والامين والعفيف بعد ان ترجل من صهوة فرسه بعد ان قدم كل ما عنده لنادي الهلال
نافذة اخيرة

فى حالات قليلة يمتزج فيها الاخلاص بعشق المهنة الرياضة التطوعية والضمير اليقظ مع الحس الادارى المرهف والروح الصافية والموهبة الصادقة يتحول فن الادارة فى يد مبدعه الى تجربة روحانية يتفاعل هو فيها ومعها فى محراب الملتقى ويعيد ترتيب البيت الادارى الرياضى ليضيف اليه اسهامه الخاص الذى يبقى خالدا من فرط صدقه
قبل ان يكون سر براعة فى ادارته فان ممكن قوته فى دقته والتزامه قبل ان يكون علاجا ناجعا لكل ونخص نادي الهلال الذي عرف به وجعله عنوانا له هو توصيف شامل على اساسه يتخذ القرار الذى يفتح افاق الامل ويقلق ابواب المعاناة الرياضية ….
فقد عاش الفريق بحر . تغمده الله بواسع رحمته حياة رياضية حافلة الجهد والمعاناة لذلك كان فقدالامة الرياضة لذلك العملاق فى ميدان ادارتها لفظا ومعنى وسجل تاريخ مهدها مكانا وحدثا ونسبا ومسرح كنوز تراثها تادبا وفكرا حزنا عظيما فى نفوس كل مهتم بادارتها وتاريخها
خاتمة
مات الادارى الفذ الفريق بحر وما موته موت واحد ولكنه موت جيل كد وكدح وانجز موته شمس علم كشفت وقمر بحث خسف وعمود ادارى هوى ومصباح فضل انطفاء بموته فقد الميدان الادارى فارسا كان يصول ويجول بسيفه وصولجانه لم يدانيه احد فى حقول الادارة الرياضية التى اختارها ضمن افذاذ قدموا كل غالى ونفيس رحلوا قبله وهو الان يلحق بهم بعد ان سطروا اروع الادارات في الاندية من ابناء جيله اطاعوه واطاعهم فكان الابداع الادارى ا
استجاب لنداء ربه بعد ان اضنى السنين ادارتا وباحثا ومنقبا فيها ونقدا وتوجيها وقدم شباب اكملو المهمة على اكمل وجه ليكون خلفا لهم من خلفوه …..ليظل الفريق بحر وكوكبته الفريدة من أبناء جيله عنوانا للادارة الحقة

لَّهُمَّ اغْفِرْ لَه وَارْحَمْه ، وَاعْفُ عَنْه وَعَافِه ، وَأَكْرِمْ نُزُلَه ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَه ، وَاغْسِلْه بِمَاءٍ ، وَثَلْجٍ ، وَبَرَدٍ ، وَنَقِّه مِنْ الْخَطَايَا كَمَا يْلًا خَيْرًا مِنْ أَهْلِه، وَقِه فِتْنَةَ الْقَبْرِ ، وَعَذَابَ الْقَبْرِ وَعَذَابَُنَقَّى الثَّوْبُ الْأَبْيَضُ مِنْ الدَّنَسِ ، وَأَبْدِلْه دَارًا خَيْرًا مِنْ دَارِه ، وَأَقه عذاب النَّارِ

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد