صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

رد علي سؤال الهندي عزالدين..

36

مذاق الحروف

وللحرية أيضا بعض الأضرار كما أن لها فوائد ، فحرية الرأي التي كفلتها لنا الثورة المجيدة ، والنهج الذي أعلن عنه رئيس الوزراء ووزير الثقافة والاعلام بعدم منع أي كاتب من الكتابة ، ولا إيقاف صحيفة عن الصدور سيفرضان علينا وعلي القارئ الكريم عدد من الكتابات القميئة والكتّاب المنافقين من الذين عادوا الثورة في أيامها الاولي وبعضهم لايزال يفعل ويفرز سمومه فيهاجم الثوار والوزراء علي السواء .
من هذه الكتابات ما خطه الهندي عزالدين في مقاله الذي انتقد فيه وزيرة التعليم العالي الدكتورة انتصار صغيرون – ليس علي تقصير منها في أداء ، ولا علي سوء ادارة ولا علي تورطها في بعض قضايا الفساد مثل التي كان يسكت عنها ابان حكم النظام السابق البغيض ولا يكتب عنها حرفا ، ولكن سبب غضب الهندي علي الوزيرة أنها قالت أن الثوار هم من أتي بها الي الوزارة وعلي ذلك فهي تدعو لانتهاج الشرعية الثورية في تعيين مدراء الجامعات وعمداء الكليات ، فقال متهكما : (طبقاً لما فهمنا من كلام “صغيرون ” فإن الثوار و(الكنداكات) هم من حملوها من بيتها مباشرةً إلى مكتب الوزير في وزارة التعليم العالي ، و لم ترشحها أحزاب و كيانات في قائمة طويلة تضم مرشحين غيرها ، بعد مفاوضات شاقة و مضنية مع المجلس العسكري الذي يرأسه القائد العام للقوات المسلحة ،
لا .. لم يحدث كل الذي حدث من مفاوضات و اجراءات سياسية و دستورية على مدى أربعة شهور طويلة ، لتصبح بعدها “انتصار صغيرون” وزيرة تعليم عالي ، فقد اقتحم الثوار الوزارة و طردوا الوزير السابق و أجلسوها في مكانه !! ) .
من الصعب جدا علي الهندي أن يفهم أن قرارات الثوار هي التي تترجم الان لتصبح نافذة ومعمول بها ، وأن رغبات الشعب تصاغ لتصبح دستورا واتفاقيات لتطبق علي ارض الواقع ، فليس بالضرورة أن يقتحم الثوار المكاتب ثم يحملون بايديهم من لايريدون ويضعون غيره في مكانه بل يكفي أن يعبروا عن ذلك بأي شكل فتستجيب حكومتهم التي شكلوها بمحض إرادتهم ، ولكن الهندي لن يفهم ذلك لأنه تربي في كنف نظام قمعي دكتاتوري لايعير أي أهمية لرغبات شعبه ، والهندي الذي تعوّد أن يطبل لذلك النظام ويمجد أساليبه ويتكسب من ذلك لن يستطيع أن يستسيغ طعم الديقراطية ولا أن يعي معني تحقيق تطلعات الشعوب .
ويتسائل ابن عزالدين في نهاية مقاله : من أين اتيتم بهؤلاء الوزراء ، و من حقه علينا أن نجيب علي سؤاله – فنقول نحن لم نأت بهم من علي ظهر دبابة اقتلعت السلطة من الشعب كما فعل من كنت تمتدحهم ليل نهار وتتقلب بين عطاياهم ، ولا جئنا بهم للترضية بعد اتفاقية سلام كاذب منقوص تمثلت كل أهدافه في الحصول علي بعض المناصب والوزارات ، بل هؤلاء من اختارهم الشعب السوداني ومن يمثلونه ، وسينظر لهم فيما يقدمونه له ، فإن أفلحوا فيما جاءوا من أجله – وإلاّ فالثورة لم تنضب والنضال لا يتوقف ، و( اللساتك ) المحروقة التي لاتروقك هي قادرة علي أن تأتي بغيرهم ممن يستحقون تلك المناصب ، وقبل ذلك كله قادرة علي أن تحرق قلوب كل أعداء الثوار .. وإن عدتم عدنا والله المستعان….

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد