* من الطبيعي ان يرتفع سقف مطالب تجمع المهنيين، وتأخد المفاوضات اتجاهات اخرى عنوانه الاول ترجيح كفة المدنيين في المجلس السيادي، ولو من باب ما حدث في شوارع الخرطوم والولايات يوم الاحد، وذلك التدفق الخرافي للملايين استجابة لدعوة التجمع الذي قدم اوراق اعتماده امام العالم واخرس كل مندس وطبال وعشاق مصالح..!
* واذا كان مجلس العسكر (الذي يفترض انه انتقالي) قد بدأ استعراض القوة، وشرع في تصوير الحشود، واقامة اللقاءات الجماهيرية، للضغط على تجمع المهنيين ـ بصرف النظر عن كيفية تجميع ولملمة تلك الحشود ـ فاعتقد ان الصورة صارت الان ـ وعقب مليونية او مليارية الاحد ـ صارت اكثر وضوحاً.. وعرفنا جميعاً (المطرة صابة وين)..!
* لقد اجبرت الحشود الجبارة، التي خرجت يوم الحادي عشر من ابريل الماضي، قادة اللجنة الأمنية التابعة للرئيس المخلوع البشير، الانقلاب عليه، بعد ما وقفت قوات الامن (الجيش والشرطة والملشيات وكتائب الظل وغيرها) عاجزة امام رغبة الشعب الذي خرج بتلقائية وكرر نفس المشهد يوم الاحد على الرغم من قطع الانتر نت.. تصوروا..
* لقد ارسل شعب السودان (المعلم) رسائل عميقة الى قادة مجلس العسكر (الذي يفترض انه انتقالي)، وقدم درساً مجانياً لكل شعوب المنطقة العربية بداية من دول اسيا، ومروراً ببلدان شمال القارة، وانتهاء بمناطق المغرب العربي وبقية الاقطار بالقارات الاخرى..
* والاغرب هنا ان يفهم كل قادة العالم في بلدان اوروبا، وبقية قارات الكرة الارضية، فحوى الرسالة التي بعث بها شعب السودان المتطلع الى تنسم انفاس الحرية، في حين ان من يتحدثون لغة شعبنا يدعون عدم الفهم، ونتابعهم يديرون وجوههم في ناحية اخرى..!!
* لقد فهم قادة الدول الاوروبية عبارت (المجلس كلوو يسقط بس) و(حرية سلام وعدالة مدنية خيار الشعب) و(يسقط يسقط حكم العسكر) وغيرها من الهتافات المباشرة ولكن للاسف فات على قادة مجلس العسكر (الذي يفترض انه انتقالي) فهم تلك العبارات..!!
* المنظمات الدولية العالمية، العاملة في اوروبا، وامريكا واستراليا، والاتحاد الافريقي والجاليات السودانية المنتشرة في كل بلدان العالم نفذوا وقفات احتجاجية امام سفارات بعض الدول العربية (مصر والسعودية والامارات) رفضاً للتدخل في الشأن الوطني..
* فعلوا ذلك، وتابعناه عبر قناة الجزيرة مباشر، التي تم اغلاق مكاتبها في الخرطوم بقرار اعادنا الى الوراء عشرات السنين، والمؤسف ان قرار مجلس العسكر (الذي يفترض انه انتقالي) لم يزد تلك القناة الاّ قوة وتواصلاً مع شعب السودان (المفتّح)..!
* اي نعم لقد تضاعف ارتباط شعب السودان بها، وبمرور الايام صار جل افراد الشعب المعلم على اتصال دائم بالجزيرة مباشر، سواء بالتصريحات او الرسائل أو الفيديوهات التي جعلت القناة وكان مكاتبها في الخرطوم مفتوحة و(شغالا) دون التأثر بقرار العسكر.
* لقد خرجت قنواتنا السودانية من السباق الاخباري كعادتها، واستسلم قادتها للتوجيهات فاصبح الجميع بلا استثناء يحرصون على معرفة كل جديد من الاخبار والتطورات عبر الجزيرة مباشر وقناة سودان بكرة في اشارة عملية لحجم القبضة التي فرضها العسكر..
* لقد تحولت قناة السودان مثلاً الى بوق يطبّل للمجلس العسكري الذي يفترض انه انتقالي ولدرجة جعلتني مصدر سخرية لكل من احادثه عن المواقف المضحكة الساخرة التي اتابعها من حين الى آخر في تلك القناة، سواء في البرامج او الاخبار اليومية..
* موقف ادهشني أول امس اثناء متابعتي للقاء الهلال والشرطة القضارف في دوري النخبة عبر قناة الملاعب، تمثل في اصرار المصور على نقل هتافات بعض الجماهير التي رددت بقوة (مدنياااااا) رافعة علامة النصر، فسعدت بذلك، وافتخرت على الرغم من مواقفي المعروفة تجاه هذه القناة.. وهنا وجب عليّ الاشادة بها على هذه (اللفتة)..!!
* تخريمة أولى: حقق المريخ الفوز الخامس في النخبة على الخرطوم الوطني بهدف ناله الصادق شلش، وعقب الفوز شرع المطبلاتية في ممارسة الغزل الاشتر، ومكاواة الهلالاب خاصة وان صاحب الهدف الوحيد قادم من الهلال.. وحقيقة لا ادري من اين يجد البعض قوة العين تلك والتي تصل الى درجة البجاحة، مع العلم ان المريخ لم يعرف هدافاً خلال العقد الاخير الاّ من الهلال..!!
* تخريمة ثانية: على الرغم من ان معظم انتصارات المريخ في النخبة تحققت بهدف وحيد الاّ ان هواة التطبيل عادوا بنا الى نغمة (العلامة الكاملة) التي سبق وان (غطست حجر الفريق)، وتسببت في اضاعة لقب الدوري الذي كان في متناول لاعبيه قبل اعوام معدودة.. بعدين، علامة شنو الكاملة والفريق (راقد سلطة) وأخاف ان ينهار وينكشف الحال امام الهلال يوم القمة.. وربنا يستر..!!
* تخريمة ثالثة: وتاني بنعيد: مرت الايام، كالخيال احلام ولا نزال ننتظر نتيجة شكوى لوزان التي أوهم البعض عشاق الكيان بانها (مربوحة) ولعل ما حدث من فشل متراكم في القضايا التي افتعلها المرضى بالسنوات الماضية سيكون هو السند الاول والاخير للبسطاء لتقبل واقع تبدد الحلم الوهمي.
